دعوات دولية لوقف العنف ومنع مزيد من الهجمات في الساحل السوري

10 مارس 2025
استهداف مستشفى اللاذقية الوطني، 7 مارس 2025 (علي حاج سليمان/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت المعارك في الساحل السوري ردود فعل دولية واسعة، حيث طالبت الدول الغربية بضبط النفس وحماية المدنيين، ونددت ألمانيا بالعنف، بينما دعا الكرملين إلى وقف العنف وأعرب الاتحاد الأوروبي عن دعمه للجنة التحقيق.
- أدان الرئيس التركي الهجمات على وحدة سورية، ورفضت إيران الاتهامات بالضلوع في العنف، بينما دعت أستراليا إلى ضبط النفس وحماية المدنيين.
- أعلنت الحكومة السورية انتهاء العملية العسكرية بعد تحقيق الأهداف وتأمين المناطق، وأكدت نجاح القوات في تحييد فلول النظام السابق، مع تشكيل لجنة للحفاظ على السلم الأهلي.

الاتحاد الأوروبي قلق ويدعم لجنة التحقيق الحكومية

الكرملين يدعو إلى وقف العنف ويرفض الحديث عن القواعد الروسية

برلين: التقارير عن مقتل مدنيين ومعتقلين في سورية صادمة

في سياق الردود الدولية المتواصلة بشأن المعارك التي أعلن عن انتهائها في الساحل السوري، بعد أن بدأَتها فلول النظام السابق وردت عليها قوات الحكومة، وما رافق ذلك من أعمال عنف، طالبت الدول الغربية بضبط النفس وحماية المدنيين، وسط دعوات لمنع المزيد من الهجمات.

ونددت وزارة الخارجية الألمانية باندلاع أعمال عنف في طرطوس واللاذقية وحمص في سورية، مشيرة إلى أن الحكومة الانتقالية في سورية مسؤولةٌ عن منع وقوع المزيد من الهجمات والتحقيق في الوقائع ومحاسبة المسؤولين عنها.

وقالت الخارجية حسب ما نقلت عنها وكالة رويترز إن التقارير عن مقتل مدنيين ومعتقلين في سورية صادمة.

الكرملين يدعو إلى وقف العنف في الساحل السوري

من جانبه، دعا الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اليوم الاثنين، إلى وقف العنف في سورية، محجماً في الوقت نفسه عن التعليق على مستقبل القواعد العسكرية الروسية في سورية، ومزاعم اختباء سكان سوريين مدنيين بقاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية.

وقال بيسكوف في تصريحات صحافية: "لا نعلّق على أي شيء يخص القواعد"، وفي معرض تعليقه على تقييم الكرملين للوضع في سورية بعد احتدام المواجهات في الساحل السوري التي راح ضحيتها أكثر من ألف قتيل، أضاف: "ثمة مظاهر عنف لا يمكنها ألّا تثير قلقنا البالغ". 

وتابع قائلاً: "يشاطرنا هذا القلق العديد من دول العالم والمنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة. ونعتبر أنه يجب النظر العاجل في هذه القضية، والأهم هو استبعاد مثل مظاهر العنف هذه في أسرع وقت".

وهذا أول تعليق من الكرملين على تطورات الوضع في سورية، بينما اعتبر نائب رئيس مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي، قسطنطين كوساتشيف، في منشور على قناته على "تليغرام" أمس الأحد، أنه "كما كان متوقعاً، تشهد سورية بعد الانقلاب الذي وقع في نهاية العام الماضي، اندلاعاً لحرب أهلية تتخللها الفتنة العرقية والطائفية"، واتهم كوساتشيف مَن قال إنهم "راديكاليون استولوا على السلطة" بتحويل سورية إلى دولة لـ"عرقية وطائفة واحدة"، على حد تعبيره.

الاتحاد الأوروبي قلق ويدعم لجنة التحقيق الحكومية

من جانبه، أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ إزاء تطورات الأوضاع في سورية. وقالت المتحدثة باسم الاتحاد أنيتا هايبر، إن الهجمات الأولية نفذت من قبل قوات موالية للنظام السابق "استنادا إلى معلومات تم جمعها من الميدان، عبر وفدنا والدول أعضاء". ودعا الاتحاد إلى ضرورة التأكد من الحقائق وسط انتشار واسع للمعلومات المضللة، مشددًا على دعمه للجنة التحقيق التي أنشأتها السلطات المحلية، وتطلعه إلى نتائجها. وفيما أشاد برد الفعل السريع للسلطات في دمشق، طالب بتقديم الجناة إلى العدالة.

وأضافت هايبر: "نحن جميعًا نشعر بالقلق إزاء الوضع والتطورات في سورية، التي بدأت بالهجمات التي أدت إلى مقتل مدنيين أبرياء حسب التقارير، وجميع هذه التقارير مروعة. لقد رأينا أن السلطات المؤقتة تفاعلت بسرعة، ونطالب بضرورة تقديم الجناة إلى العدالة". وشددت هايبر على ضرورة التأكد من الحقائق أولًا قبل تحميل أية جهة المسؤولية، مشيرة الى هناك "الكثير من التلاعب بالمعلومات، والكثير من المعلومات المضللة والمغلوطة. لذلك، يجب التحقق منها بالكامل، لأننا رأينا تدفقات مختلفة من المعلومات، ولهذا السبب نحن أيضًا ندعم لجنة التحقيق التي أنشأتها السلطات الآن، ونتوقع رؤية نتائجها". وأضافت "نحن جميعًا لدينا مصلحة في استقرار سورية، ومن المهم أن يتم العمل لتحقيق ذلك. ولا يمكن أن يحدث هذا إلا من خلال انتقال شامل، لأنه لا يوجد بديل عن ذلك".

واعتبرت المسؤولة الأوروبية أن مؤتمر دعم سورية الذي سيعقد في بروكسل في 17 مارس/آذار الجاري، سيكون "مناسبة مهمة لمواصلة تبادل وجهات النظر مع السلطات بشأن الوضع على الأرض، وأيضًا لفهم كيفية تقديم أفضل دعم. ومن جانبنا، يجب ألا ندخر أي جهد لدعم انتقال سلمي وشامل بعيدًا عن أي تدخل أجنبي، يضمن حقوق جميع السوريين دون تمييز". وأشارت الى أن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني مدعو لحضور هذا المؤتمر.

أردوغان: ندين استهداف وحدة سورية ونرحب بمواقف الشرع

أكد الرئيس رجب طيب أردوغان أن تركيا تدين بأشد العبارات كل هجوم يستهدف وحدة سورية واستقرارها وسلمها الاجتماعي معرباً عن ترحيبه برسائل الرئيس السوري أحمد الشرع التي تتسم بالاعتدال والتهدئة. وقال أردوغان في مؤتمر صحافي عقب اجتماع الحكومة، الاثنين، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة: "تركيا تدين بأشد العبارات كل هجوم يستهدف وحدة سورية واستقرارها وسلمها الاجتماعي وكل أعمال الإرهاب والتخويف".

وأضاف: "نرحب بالرسائل الحازمة للرئيس السوري والتي تتسم بالاعتدال والتهدئة وتؤكد على عزم الحكومة على معاقبة الخارجين عن القانون". وأشار الرئيس التركي إلى أن الأحداث في منطقة الساحل السورية أصبحت تحت السيطرة إلى حد كبير مع التدخل الفعال لقوات الحكومة السورية، مستدركاً بأن الوضع على الأرض لا يزال حساساً. وشدد أن تركيا تتخذ التدابير لضمان عدم حدوث أي تطور ضدها، داعياً السلطات السورية إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لتهدئة الأجواء بشكل سريع.

كما أكد أردوغان، وفقاً لوكالة الأناضول، أن تركيا لن تسمح أبداً بإعادة رسم الخرائط في سورية، مبيناً أن من ينظر إلى سوريا ولا يرى فيها إلا الطوائف والمذاهب والأعراق فهو حبيس التعصب الأعمى. وأردف: "لا نولي أي اهتمام للانتماء العرقي أو الديني أو المذهبي لأحد سواء في العراق أو سورية أو لبنان أو أي من الدول الأخرى في المنطقة". ولفت أردوغان إلى أن السوريين لأول مرة يقضون شهر رمضان بدون الخوف من نزول القنابل عليهم بعد 14 عاماً من الظلم. وأعرب أردوغان عن تمنياته الصادقة بأن يكون رمضان هذا العام وسيلة للأخوة والسلام والهدوء في تركيا والمنطقة بأسرها وخارجها.

وأضاف: "كلما دعونا إلى السلام والاستقرار للجميع، لا تتوقف بؤر القوة التي تغذي نفسها من عدم الاستقرار في العالم الإسلامي عن تحركاتها، إذ تُبذل محاولات لإثارة الصراعات والتوترات والفوضى، تارةً عبر الانقسامات العرقية، وتارةً عبر الخلافات المذهبية أو الدينية". وأردف: "شهدنا أحدث مثال على ذلك في جارتنا سورية، في الأعمال الإرهابية التي قام بها محرضون من فلول النظام القديم بهدف خلق صراع طائفي". وتابع: "فقد منسوبون بالجيش السوري وعدد كبير من المدنيين حياتهم في الأحداث التي اندلعت في مناطق البلاد التي تعيش فيها الأقليات على وجه الخصوص، ومع الأسف من بينهم إخواننا استشهدوا غدرا وهم خارجون من صلاة التراويح".

وأكد أردوغان أن الشرع ينتهج سياسة شاملة منذ 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 دون الوقوع في "فخ الانتقام"، وقال: "إذا استمرت هذه القوة في التزايد، فستفسد المكائد ضد سوريا". وتمنى الرئيس التركي أن تنعم سورية في أقرب وقت ممكن بالسلام والاستقرار الدائمين اللذين تتوق إليهما منذ عقود. وأعرب عن ثقته أن الشعب السوري بأسره "سواء كانوا عرباً أو تركمان أو أكراداً أو دروزاً أو نصيريين، سيتصرفون بحكمة ولن يعطوا الفرصة لمن يريدون تمزيق بلدهم وجره إلى مستنقع عدم الاستقرار".وانتقد أردوغان من التزموا الصمت على مدار 14 عامًا بينما كان الأطفال الأبرياء يقتلون بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية في سورية، مؤكداً أن أولئك لا يمكنهم اليوم تجاوز حدودهم.

إيران ترفض اتهامها بالضّلوع في أعمال العنف

من جانبها، رفضت إيران الاثنين اتهامها بالضلوع في أعمال العنف في المنطقة الساحلية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في مؤتمر صحافي إن "هذا الاتهام سخيف ومرفوض بالكامل، ونعتقد أن توجيه أصابع الاتهام إلى إيران وأصدقاء إيران هو أمر خاطئ... ومضلل مئةً بالمئة".

أستراليا تدعو الأطراف في سورية إلى ضبط النفس وحماية المدنيين

بدورها، دعت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ، جميع الأطراف في سورية إلى ضبط النفس وحماية المدنيين، جاء ذلك في منشور على منصة إكس، الاثنين، علقت فيه على أعمال العنف التي شهدتها محافظات طرطوس واللاذقية وحمص مؤخراً.

وأدانت الوزيرة الأسترالية أعمال العنف التي وقعت في المناطق الساحلية بسورية، وأكدت على أن "إدارة شاملة تحمي حقوق الأقليات في سورية يمكن أن تضمن السلام والاستقرار في عموم البلاد".

وأضافت: "ندعو جميع الأطراف إلى حماية المدنيين والتصرف بضبط النفس وإعطاء الأولوية للحوار".

وأعلنت الحكومة السورية، اليوم الاثنين، انتهاء العملية العسكرية في الساحل السوري، وذلك بعد موجة من أعمال عنفٍ شهدتها المنطقة في الأيام الماضية، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية العقيد حسن عبد الغني: "نعلن نجاح قواتنا في تحقيق جميع الأهداف المحددة للمرحلة الثانية"، وأكّد تمكن قوات الأمن من امتصاص هجمات فلول النظام البائد وضباطه، وتحطيم عنصر مفاجأتهم، مضيفاً: "تمكنّا من إبعادهم عن المراكز الحيوية، وأمّنّا غالبية الطرق العامة التي اتخذتها الفلول منطلقاً لاستهدف أهلنا المدنيين والأبرياء"، وأعلن انتهاء العملية العسكرية التي انطلقت "بعد أن باتت المؤسسات العامة قادرة على بدء استئناف عملها وتقديم الخدمات الأساسية لأهلنا تمهيداً لعودة الحياة إلى طبيعتها، والعمل على ترسيخ الأمن والاستقرار".

وأشار المتحدث إلى أن القوات تمكّنت من "تحييد الخلايا الأمنية وفلول النظام البائد" في مناطق عدّة بمحافظتي اللاذقية وطرطوس، بما في ذلك بلدة المختارية، وبلدة المزيرعة، ومنطقة الزوبار، وبلدة الدالية، وبلدة تعنيتا، والقدموس. وأسفر ذلك عن إفشال التهديدات وتأمين هذه المناطق. وختم العقيد حسن عبد الغني برسالة موجهة إلى من تبقى من عناصر النظام السابق وضباطه الفارين قائلاً: "إن عُدتم عُدنا، ولن تجدوا أمامكم إلا رجالاً لا يعرفون التراجع ولا يرحمون من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء".

وكان الرئيس السوري، أحمد الشرع، قد أعلن، مساء الأحد، عن تشكيل لجنة عليا مكلفة بالحفاظ على السلم الأهلي، في أعقاب الأحداث التي شهدتها أخيراً بعض مناطق الساحل السوري، شمال غربي سورية.

وألقى جهاز الأمن العام القبض على أشخاص عدّة متورّطين في ارتكاب تجاوزاتٍ بحق المدنيين خلال العملية العسكرية التي شهدتها منطقة الساحل السوري عقب هجمات فلول النظام المخلوع.

المساهمون