درعا تنتفض ضد النظام السوري.. استهداف مواقع ونزوح لعائلات الضباط

06 ديسمبر 2024
تظاهرة بساحة المسجد العمري في درعا جنوبي سورية / 6 ديسمبر 2024 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصاعدت الأحداث الأمنية في درعا مع احتجاجات وهجمات على مواقع أمنية، مما أدى إلى سيطرة المقاتلين المحليين على عدة مواقع وانسحاب قوات النظام.
- سيطرت مجموعات معارضة على أسلحة وآليات في بلدات مثل نمر وداعل، واحتجزت عناصر الشرطة، مع دعوات لوحدة الصف بين الأهالي ونداءات للطلاب لمغادرة الجامعات.
- انشق حوالي 25 عنصرًا من النظام بعد دعوات للانشقاق، ورافق التصعيد نزوح عائلات العسكريين، مع اجتماعات لتنسيق القرارات وإخلاء الأفرع الأمنية لتجنب القتال.

تصاعدت الأحداث الأمنية في العديد من بلدات ومدن محافظة درعا، جنوبي سورية، على وقع الاحتجاجات الشعبية اليومية، لترسم خرائط جديدة لتمركزات جيش النظام والقوى الأمنية التابعة له.

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن مقاتلين محليين شنوا هجمات على حواجز أمنية ومخافر لقوى الشرطة صباح اليوم الجمعة، وسيطروا على مركز أمن الدولة في مدينة إنخل بعد انسحاب عناصره نحو منطقة الصنمين شمالي درعا. وسبق ذلك هجوم على مفرزة المخابرات العسكرية في بلدة المسيفرة شرقي درعا، ما أدى لانسحاب عناصرها باتجاه مقرات القيادة في بلدة أم ولد في الريف الشرقي للمحافظة التي انطلقت منها شرارة الثورة السورية عام 2011.

كما أسر المقاتلون عناصر حاجز الطيرة الواقع بين مدينتي إنخل وجاسم عقب محاولة فرارهم باتجاه مدينة الصنمين، فيما استهدفت قوات النظام مدينة جاسم بقذائف المدفعية، ما أسفر عن سقوط العديد من الجرحى في صفوف المدنيين.

وفي بلدة نمر سيطر المقاتلون على آليات وأسلحة متوسطة من عناصر "أمن الدولة" قبل انسحابهم من البلدة باتجاه مفرزة الأمن العسكري في مدينة الحارة شمالي درعا. وجرت أيضاً مصادرة أسلحة من عناصر شرطة النظام في مدينة داعل بريف درعا الأوسط. واقتحم مقاتلو المعارضة حاجز قرية الجبيلية بعد انسحاب قوات النظام منه باتجاه تل الجابية غربي درعا، وسيطروا أيضاً على مفرزة الأمن العسكري وحاجزها في بلدة برقا شمالي المحافظة، بعد تأمين انشقاق عناصر المفرزة ومصادرة أسلحتهم، إضافة للسيطرة على حاجز للمخابرات الجوية في بلدة الغارية الشرقية بعد انسحاب قوات النظام منه.

وفي وقت متزامن اقتحمت مجموعات محلية معارضة مديرية الناحية في بلدة نوى الواقعة في ريف درعا الغربي، واحتجزت عناصر الشرطة لحين نقلهم إلى أماكن آمنة، بعدما تعهّدت بإيصالهم لأهلهم بسلام. 

وفي حين غادر جميع الطلبة الجامعات والكليات الخاصة في منطقة غباغب بعد نداء وجهته شركات النقل إلى جميع الطلاب تحثهم على المغادرة الفورية، نتيجة اشتداد حالة النزاع المسلح في المنطقة، وجه مشايخ وعلماء حوران في الجنوب السوري بياناً لأهالي المنطقة يوصون فيه بوحدة الصّف والعمل المشترك والتفاهم.

وتشهد العديد من المواقع الأمنية إعادة تمركز وانسحابات متلاحقة، في حين يلاحظ التحضير في العديد من المفارز الأمنية لحالات الانسحاب من نقاط الارتكاز المعتادة في عدد من البلدات ومن بينها بلدة الطيرة غربي إنخل. ومساء الخميس، اقتحمت مجموعة محلية نقطة عسكرية بالقرب من جامعات غباغب الخاصة، وأمهلتها يوماً واحداً للانشقاق عن النظام، بعدما جردتها من سلاحها في النقطة العسكرية.

وكان مخفر مدينة جاسم قد شهد في الوقت نفسه انسحاباً لعناصره إلى مفرزة الأمن العسكري الواقعة في بلدة الحارة، في الوقت الذي تشهد فيه باقي الحواجز الأمنية المنتشرة في درعا والتي تزيد عن 70 نقطة عسكرية وحاجزاً أمنياً، تعزيزات خاصة في المدن ومحيط الثكنات العسكرية والفروع الأمنية. 

وكانت مجموعات محلية قد أصدرت بياناً باسم "ثوار وأحرار حوران" تدعو فيه عناصر النظام في محافظتي درعا والقنيطرة للانشقاق عن النظام، مقابل التعهّد بأمانهم وسلامتهم، حيث أكد موقع تجمع أحرار حوران انشقاق حوالي 25 عنصراً من النظام حتى الليلة الماضية.

هذا التصعيد الأمني والشعبي في المحافظة رافقته حركة نزوح وصفت بالكبيرة لمعظم عائلات العسكريين التابعين للنظام المقيمين في المساكن العسكرية في بلدات أزرع والصنمين وغيرها من البلدات باتجاه دمشق والساحل السوري.

وقال الناشط المدني محمد المقداد لـ"العربي الجديد"، إن تظاهرات ليلية خرجت مساء أمس من بلدة معربة، فيما شهدت مدينة بصر الشام التي ينتشر بها الفيلق الثامن حالة من الاستنفار. وأفاد الناشط بأن اجتماعات متتالية تجري للتنسيق مع كل القوى في محافظتي درعا والسويداء، لاتخاذ قرارات موحدة، ومنها دعوة جميع القوى الأمنية التابعة للنظام السوري للمغادرة دون قتال.

وأشار الناشط إلى أن عدداً من الوجهاء وقادة الفصائل المحلية اجتمعوا مع اللواء لؤي العلي، رئيس فرع المنطقة الجنوبية للأمن العسكري، وأخبروه بطلباتهم المتمثلة بإخلاء الأفرع الأمنية من العناصر وتأمين سلامتهم "حقناً للدماء".

المساهمون