دخول تبون إلى المستشفى يحيي لدى الجزائريين هواجس "مرض بوتفليقة"

دخول تبون إلى المستشفى يحيي لدى الجزائريين هواجس "مرض بوتفليقة"

28 أكتوبر 2020
تبون نقل إلى مستشفى عسكري (Getty)
+ الخط -

يتابع الجزائريون التطورات الطارئة لصحة الرئيس عبد المجيد تبون (74 عاما) بكثير من الهواجس وهم يستحضرون مرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لسنوات.

وبرغم التطمينات التي أعلنتها الرئاسة الجزائرية حول صحة الرئيس، الذي نقل إلى المستشفى العسكري في العاصمة الجزائرية، وإعلانها أن حالته مستقرة، وأنه يزاول نشاطاته الرئاسية من المستشفى، وحرصها على إضفاء قدر من الشفافية في إبلاغ الرأي العام، إلا أن الجزائريين باتوا يتحسسون، بشكل كبير، من هذا النوع من البلاغات، بسبب مخلفات مرض بوتفليقة الذي طال لسبع سنوات. 

وينوب رئيس الحكومة الجزائرية عبد العزيز جراد، عصر يوم الجمعة، عن الرئيس تبون في افتتاح قاعة الصلاة في جامع الجزائر الأعظم، والذي كان مقررا أن يقوم الرئيس بتدشينه بكافة مرافقه اليوم، قبل أن يتم إرجاء ذلك بسبب دخوله إلى المستشفى العسكري.

الرئاسة أعلنت، مساء أمس، أن الرئيس تبون "دخل إلى وحدة متخصصة للعلاج بالمستشفى المركزي للجيش بعين النعجة في الضاحية الجنوبية للعاصمة الجزائرية، بناء على توصية من الأطباء، وأن حالته الصحية مستقرة ولا تستدعي أي قلق

 

وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي سيقرأ، خلال حفل تدشين قاعة الصلاة، رسالة الرئيس تبون بمناسبة المولد النبوي الكريم، تتضمن ردا على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وإدانة للإساءة للإسلام في فرنسا والموقف منها.  

وكانت الرئاسة قد أعلنت، مساء أمس، أن الرئيس تبون "دخل إلى وحدة متخصصة للعلاج بالمستشفى المركزي للجيش بعين النعجة في الضاحية الجنوبية للعاصمة الجزائرية، بناء على توصية من الأطباء، وأن حالته الصحية مستقرة ولا تستدعي أي قلق، بل إن رئيس الجمهورية يواصل نشاطاته اليومية من مقر علاجه"، كما كانت قد أعلنت، السبت الماضي، دخوله في حجر صحي طوعي، لمدة خمسة أيام، بعد ظهور أعراض كورونا على عدد من الأطر السامية في الرئاسة. 

وعلى الرغم من أن الظروف السياسية مغايرة تماما في الراهن الجزائري، إلا أن إعلان الرئاسة عن مرض تبون، وإن كان مرتبطا بوباء كورونا، بحسب ما ذكرت السلطات، يحيي لدى عموم الجزائريين حساسية ومخاوف مرتبطة بظروف مماثلة في السنوات السبع الأخيرة من حكم الرئيس بوتفليقة، حيث كانت الرئاسة تعلن عن أن الحالة الصحية للرئيس بوتفليقة مستقرة، بينما كان غير قادر بالمرة عن أداء مهامه الدستورية.

 

وقال الكاتب في قسم الشؤون السياسية في صحيفة "الخبر" بوعلام غمراسة، لـ"العربي الجديد"، إن الإعلان عن الوعكة الصحية للرئيس تبون تعيد حالة بوتفليقة إلى أذهان الجزائريين، فـ"ليس هناك أدنى شك في ذلك، لأن قضية مرض الرئيس وانسحابه من المشهد بسبب الجلطة الدماغية ما زالت عالقة بأذهان الجزائريين، خاصة أن ذلك سمح باستحواذ شقيقه السعيد على السلطة بعد انسحابه من المشهد لمدة سبع سنوات كاملة، وهذا كان سببا مباشرا لاندلاع انتفاضة 22 فبراير/ شباط 2019". 

وتوفّر مثل هذه الظروف مناخا لتداول الكثير من الإشاعات، خاصة بسبب أزمة الثقة بين مؤسسات الدولة والرأي العام، وما يعزز أزمة الثقة هذه أن خبر نقل الرئيس إلى مستشفى تدوول قبل ثلاثة أيام من ناشطين يقيمون في الخارج، قبل أن تعلن عنه الرئاسة.

وتم تداول أمس إشاعة عن وجود ترتيبات لنقل الرئيس للعلاج في سويسرا، كما سرت مزاعم عن وجود مراسيم أمنية على الطريق الرابط بين العاصمة والمطار العسكري ببوفاريك (50 كيلومترا جنوبي العاصمة الجزائرية)، كما فتح الباب أمام تعليقات كثيرة أخرى، بينها تلك التي تتحدث عن أن ظروف صحة الرئيس والأزمة الوبائية والتحذيرات المشددة الأخيرة لرئيس الحكومة ووزير الصحة بشأن الموجة الثانية لوباء كورونا، كلها عوامل تفرض على السلطات إرجاء الاستفتاء الشعبي حول الدستور المقرر يوم الأحد المقبل، بحسب ما كتب وزير الثقافة الاسبق والمستشار السابق للرئيس الراحل محي الدين عميمور، والذي غرد بأن "تأجيل الاستفتاء يفرض نفسه، احتراما لهيبة الدولة. كفى من التاغنانت (العناد)". 

المساهمون