دبلوماسيون يستبعدون دعوة حلف شمال الأطلسي أوكرانيا لعضويته سريعاً

03 ديسمبر 2024
من مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل، 18 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- من غير المرجح أن يستجيب حلف شمال الأطلسي لدعوة أوكرانيا للانضمام إليه في الاجتماع الحالي بسبب عدم وجود توافق بين الدول الأعضاء، رغم اعتبار كييف الانضمام ضمانة لأمنها.
- يركز الحلف حالياً على زيادة الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا، حيث أعلن وزير الخارجية الأميركي عن حزمة أسلحة جديدة بقيمة 725 مليون دولار لتعزيز قدراتها الدفاعية.
- انضمام أوكرانيا إلى الحلف أمر لا رجوع فيه، لكن لم يُحدد جدول زمني لذلك، ويعتمد القرار بشكل كبير على الولايات المتحدة ومعارضة بعض الدول الأعضاء.

يقول دبلوماسيون إنه من المستبعد إلى حدّ كبير أن يستجيب حلف شمال الأطلسي لدعوة أوكرانيا للانضمام لعضويته في اجتماع اليوم الثلاثاء، وهو ما يبدد آمال كييف في الحصول على دفعة سياسية في الوقت الذي تواجه فيه صعوبات في ساحة القتال، وتنتظر عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

وفي رسالة إلى نظرائه في حلف شمال الأطلسي قبل الاجتماع، قال وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيها إن الدعوة من شأنها أن تزيل واحدة من الحجج الرئيسة التي تستخدمها روسيا لشن حربها، وهي منع أوكرانيا من الانضمام إلى الحلف. لكن لا توجد أي مؤشرات إلى توفر التوافق المطلوب بين الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي وعددها 32 دولة، لاتخاذ مثل هذا القرار في اجتماع وزراء الخارجية في بروكسل، حسبما قال دبلوماسيون تحدثوا شرط عدم كشف هوياتهم.

وطالبت أوكرانيا، اليوم الثلاثاء بعضوية "كاملة" في حلف شمال الأطلسي، مشيرة إلى أن ذلك سيكون الضمانة الحقيقية الوحيدة للأمن في مواجهة الغزو الروسي. وقالت وزارة الخارجية في كييف في بيان، "نحن مقتنعون بأن الضمانة الحقيقية الوحيدة للأمن بالنسبة لأوكرانيا والرادع لأي عدوان روسي آخر ضد أوكرانيا وبلدان أخرى، هي عضوية أوكرانيا الكاملة في الناتو".

وقال دبلوماسي كبير في حلف شمال الأطلسي، أمس الاثنين: "سوف يستغرق الأمر أسابيع وشهوراً للتوصل إلى إجماع. لا أرى أن هذا سيحدث غداً، وسوف أشعر بمفاجأة كبيرة". وأكد مسؤول أميركي كبير إن الاجتماع سيركز على زيادة الدعم لأوكرانيا حتى تكون في أقوى وضع ممكن في العام المقبل "عند الدخول في مفاوضات محتملة". وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته: "إن أفضل طريقة للقيام بذلك هي زيادة الأموال والذخائر والحشد".

وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس الاثنين، حزمة أسلحة جديدة لأوكرانيا بقيمة 725 مليون دولار.

دفاع مشترك

وترى أوكرانيا أن عضوية حلف شمال الأطلسي هي الضمان الأفضل لأمنها مستقبلاً. فبموجب المادة الخامسة من معاهدة الدفاع المشترك لحلف شمال الأطلسي، يتفق الأعضاء على التعامل مع أي هجوم على أحد أعضائه باعتباره هجوماً على الجميع، كما يتفقون على مساعدة بعضهم بعضاً. واقترح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم الجمعة، في مقابلة مع قناة سكاي نيوز، أن وضع الأراضي التي تسيطر عليها حكومته حالياً "تحت مظلة حلف شمال الأطلسي"، من شأنه أن يوقف "المرحلة الساخنة" من الحرب.

وتأتي تعليقاته بينما تواجه أوكرانيا شتاءً قاسياً على ساحة المعركة، مع تقدم القوات الروسية في الشرق واستهداف الغارات الجوية الروسية شبكة الطاقة المتعثرة في البلاد. وفي حين أعلن حلف شمال الأطلسي أن أوكرانيا ستنضم إلى صفوفه وأن طريق البلاد إلى عضوية الحلف "لا رجوع فيه"، فإنه لم يصدر دعوة أو يحدد جدولاً زمنياً للعضوية.

وأي قرار من هذا القبيل سوف يعتمد في المقام الأول على القوة المهيمنة في حلف شمال الأطلسي، أي الولايات المتحدة، وبالتالي فإن هذا القرار سوف يكون قريباً من اختصاص ترامب عندما يعود إلى منصبه رئيساً للولايات المتحدة الشهر المقبل. ويدرك مسؤولو إدارة الرئيس الحالي جو بايدن أن أي خطوة كبرى بشأن أوكرانيا ينبغي أن تحظى بدعم الحكومة المقبلة لضمان أن يكون لها تأثير دائم.

وانتقد ترامب حجم المساعدات الأميركية المقدمة لكييف، وقال إنه سينهي الحرب في يوم واحد. لكنه لم يحدد خطة مفصلة لكيفية التعامل مع الصراع. وعبرت بعض الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، مثل المجر، علناً عن معارضتها لانضمام أوكرانيا إلى الحلف. لكن دولاً أخرى أشارت أيضاً إلى أنها لا تعتقد أن الوقت مناسب، مثل الحكومتين الأميركية والألمانية الحاليتين، بحسب دبلوماسيين.

(رويترز، فرانس برس)