يثير ظهور تنظيم "داعش" كقوة إرهابية بدأت تشكّل تهديداً جديداً لقوات النظام السوري انطلاقاً من البادية السورية في كل من أرياف حمص ودمشق ودير الزور، العديد من التساؤلات حول مدى الجدية التي اتّبعتها القوى (خصوصاً قوات النظام، وقوات سورية الديمقراطية) التي حاربت التنظيم وهزمته في مناطق أخرى. إذ كان التنظيم يختفي إثر كل معركة من تلك المعارك بشكل كامل، وتتسرب أخبار عن صفقات يعقدها "داعش" مع تلك القوى، وحتى عن صفقات عقدها التنظيم مع التحالف الدولي. ويبدو أن فرضية وجود صفقات من هذا النوع هي المبرر الوحيد لاختفاء مقاتلي "داعش" الذين يكونون في أغلب المعارك محاصرين من كل الاتجاهات. وكان الحديث دائماً عن أن وجهة التنظيم في تلك الصفقات هي البادية السورية، التي بدأ يظهر فيها من جديد كقوة تهدد مناطق النظام.
معارك جنوب دمشق بين النظام و"داعش"، انتهت بنقل من تبقّى من عناصر التنظيم من منطقة الحجر الأسود في دمشق إلى منطقة اللجاة في السويداء. وبعد المجزرة التي ارتكبها التنظيم في السويداء، حاربه نظام بشار الأسد، وانتهت المعركة بنقل مقاتلي "داعش" إلى البادية شمال شرق السويداء. وكذلك في نهايات معارك "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) مع التنظيم، بدءاً من معركة الرقة إلى المعركة الأخيرة في ريف دير الزور الشرقي، كانت كلها تنتهي باختفاء من تبقّى من عناصر التنظيم عبر صفقات تنقلهم إلى البادية، أو من خلال صفقات فردية يدفع خلالها بعض العناصر وعائلاتهم مبالغ مالية كبيرة لعناصر "قسد" مقابل السماح لهم بالهرب إلى مناطق آمنة في البادية السورية.
ولو عدنا إلى بدايات استخدام نظام الأسد لتنظيم "داعش" واستثماره فيه، نجد أن التنظيم أدى دوراً كبيراً في عملية تأهيل النظام دولياً، من خلال تشكيله خطراً أكبر من النظام بالنسبة للمجتمع الدولي، ما جعل محاربة "داعش" أولوية على دعم المعارضة، ثم تحوّل الأمر إلى تسويق النظام كشريك دولي في محاربة الإرهاب. لذلك من غير المستبعد أن تكون هناك أدوار أخرى لتنظيم "داعش" يسعى النظام للاستفادة منها عبر وجوده في البادية، الأمر الذي يدفع به إلى الإبقاء على وجود التنظيم في تلك المنطقة مع إبقائه تحت السيطرة، وذلك من أجل أن يكون الانتصار النهائي للنظام هو انتصار على أسوأ أنواع الإرهاب أي إرهاب "داعش"، الأمر الذي يساعد في إعادة تأهيل النظام دولياً وحصر المقارنة بينه وبين "داعش" ونسيان السبب الذي ثار من أجله السوريون.
معارك جنوب دمشق بين النظام و"داعش"، انتهت بنقل من تبقّى من عناصر التنظيم من منطقة الحجر الأسود في دمشق إلى منطقة اللجاة في السويداء. وبعد المجزرة التي ارتكبها التنظيم في السويداء، حاربه نظام بشار الأسد، وانتهت المعركة بنقل مقاتلي "داعش" إلى البادية شمال شرق السويداء. وكذلك في نهايات معارك "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) مع التنظيم، بدءاً من معركة الرقة إلى المعركة الأخيرة في ريف دير الزور الشرقي، كانت كلها تنتهي باختفاء من تبقّى من عناصر التنظيم عبر صفقات تنقلهم إلى البادية، أو من خلال صفقات فردية يدفع خلالها بعض العناصر وعائلاتهم مبالغ مالية كبيرة لعناصر "قسد" مقابل السماح لهم بالهرب إلى مناطق آمنة في البادية السورية.
ولو عدنا إلى بدايات استخدام نظام الأسد لتنظيم "داعش" واستثماره فيه، نجد أن التنظيم أدى دوراً كبيراً في عملية تأهيل النظام دولياً، من خلال تشكيله خطراً أكبر من النظام بالنسبة للمجتمع الدولي، ما جعل محاربة "داعش" أولوية على دعم المعارضة، ثم تحوّل الأمر إلى تسويق النظام كشريك دولي في محاربة الإرهاب. لذلك من غير المستبعد أن تكون هناك أدوار أخرى لتنظيم "داعش" يسعى النظام للاستفادة منها عبر وجوده في البادية، الأمر الذي يدفع به إلى الإبقاء على وجود التنظيم في تلك المنطقة مع إبقائه تحت السيطرة، وذلك من أجل أن يكون الانتصار النهائي للنظام هو انتصار على أسوأ أنواع الإرهاب أي إرهاب "داعش"، الأمر الذي يساعد في إعادة تأهيل النظام دولياً وحصر المقارنة بينه وبين "داعش" ونسيان السبب الذي ثار من أجله السوريون.