دائرة السيسي تنكل بحزب شفيق إثر فصله "أعضاء التنسيقية"
أصدرت الدائرة المخابراتية المحيطة بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتي تدير الأحزاب السياسية ووسائل الإعلام من وراء ستار، تعليمات بالهجوم على حزب "الحركة الوطنية" الذي أسسه رئيس الوزراء السابق الفريق أحمد شفيق، ويرأسه حالياً نائبه اللواء رؤوف السيد، إثر إصدار الأخير قراراً بفصل أعضاء الحزب من المنتمين إلى ما يعرف بـ"تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين".
وأنشئت "تنسيقية شباب الأحزاب" عام 2018 بإدارة مباشرة من العقيد أحمد شعبان، مدير مكتب رئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل، وبات لها ممثلون في كل التشكيلات الحكومية رفيعة المستوى، من دون ظهور أي عمل أو نشاط لها على الأرض، إذ تمتلك "التنسيقية" 31 عضواً في مجلس النواب، و12 في مجلس الشيوخ، فضلاً عن تعيين 5 نواب للمحافظين من أعضائها.
وقرر رئيس حزب "الحركة الوطنية" إسقاط عضوية ثلاثة من قيادات الحزب الشابة من أعضاء "تنسيقية شباب الحزب"، وهم: محمد يحيى حسين عزمي، ونور الدين محمود شوقي عبد النور، ومحمد صلاح سالم أبو السعود، بسبب "خروجهم عن الالتزام الحزبي، ومبادئ الحزب، وسعيهم الدائم إلى هدم استقراره، وبث الفرقة بين أعضائه، ومحاولة تشكيل مراكز قوى داخل كيان الحزب، وخارجه".
واتهم رئيس الحزب هؤلاء الأعضاء بـ"محاولة عرقلة مسيرة الحزب وهدم كيانه، مستغلين في ذلك مواقعهم القيادية داخل الهيكل التنظيمي في الحزب"، الأمر الذي تبتعه استقالة العشرات من أعضاء أمانات الحزب في المحافظات المختلفة، بتعليمات مباشرة من دائرة السيسي، مع شن وسائل الإعلام الموالية للنظام حملة هجوم منظمة على الحزب، واتهامه بـ"تلقي تمويلات من الخارج لهدم استقرار الدولة".
وظهر عضو مجلس الشيوخ المفصول من الحزب محمد عزمي في عدد كبير من القنوات الفضائية، خلال اليومين الماضيين، للهجوم على الحزب ورئيسه، علماً أنه نجل شقيق رئيس ديوان رئاسة الجمهورية السابق زكريا عزمي، أحد أشهر المتهمين في قضايا الفساد عقب ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، والذي تصالح مع الدولة بسداد نحو 42.5 مليون جنيه، كان مداناً بها لصالح جهاز الكسب غير المشروع.
وقال محمد عزمي، في بيان له، رداً على اتهامات رئيس الحزب له: "اليوم يطل علينا أهل الشر أعداء النجاح ممن ينادون بتمكين الشباب، وفي الوقت نفسه يكبحون جماح الكوادر الشبابية بحجة التآمر، وتكوين مراكز للقوة"، مضيفًا أن "سياسات الحزب هي فاشلة ومقحفة، وأدت إلى تمثيل برلماني ضعيف، لا يعكس قوة كوادر الحزب الشابة على الأرض".
ودعا في البيان: "كل كوادر الأحزاب المصرية إلى التمسك بأحلامها، والعمل بكل جد من أجلها بعيداً عن قيادات تتحدث وتتفوه بالتراب والغبار من عصور مضت وولت، وهدفهم هو قطع کل رقبة تعلو أو تنشد البناء والإصلاح"، خاتماً "كما أدعو شباب الأحزاب إلى مساندة الحق والحقيقة من منطلق العمل المشترك بيننا خلال السنوات الماضية".
ومنذ ترحيله من دولة الإمارات عام 2018، يخضع مؤسس حزب "الحركة الوطنية" أحمد شفيق، المرشح الرئاسي المنسحب أمام السيسي في الانتخابات الأخيرة، للإقامة الجبرية في منزله بمنطقة غرب الجولف في ضاحية التجمع الخامس شرقي العاصمة القاهرة، في إطار التنكيل به من النظام جراء رفضه إعلان تأييد الرئيس الحالي في "مسرحية الرئاسيات".
وكان شفيق قد فوض نائبه في الحزب بـ"مباشرة اختصاصات ومسؤوليات رئيس الحزب"، وأن يكون ممثلاً له أمام كل المؤسسات والجهات المعنية بالدولة، استناداً إلى المادة التاسعة من اللائحة الداخلية للحزب المعتمدة من لجنة شؤون الأحزاب، والتي تنص على أنه "لرئيس الحزب أن يختار نائباً له أو أكثر، وأن يحدد اختصاصاتهم".
