خليل زاد يلتقي وفد "طالبان" بالدوحة لدفع عملية السلام الأفغانية

خليل زاد يلتقي وفد "طالبان" بالدوحة لدفع عملية السلام الأفغانية

02 أكتوبر 2020
تتسم مفاوضات الدوحة بالتقدم البطيء (Getty)
+ الخط -

التقى مبعوث السلام الأميركي لأفغانستان السفير زلماي خليل زاد، ليل أمس الخميس، رئيس المكتب السياسي لـ"حركة طالبان" الملا عبد الغني برادر ورئيس وفد حركة "طالبان" لمفاوضات السلام التي تجرى في الدوحة مولوي عبد الحكيم، في ما يبدو محاولة من الجانب الأميركي للضغط باتجاه تحقيق تقدم في المفاوضات الأفغانية الجارية في الدوحة بين الحركة والوفد الحكومي الأفغاني.

وقال المتحدث باسم المكتب السياسي للحركة محمد نعيم، في تغريدة عبر حسابه على "تويتر"، إنه "جرى خلال الاجتماع التأكيد على ضرورة التزام الجانبين باتفاق الدوحة لإحلال السلام في أفغانستان الموقع بين الطرفين في شهر فبراير/ شباط الماضي، ومحاولة تنفيذه بشكل أكبر، كما جرى نقاش حول الإفراج عن السجناء، ومحادثات السلام الأفغانية الجارية في الدوحة".

وكان خليل زاد، الذي عاد إلى الدوحة قبل يومين، قد قال في تغريده على حسابه في "تويتر" إنه سيلتقي الشركاء في محادثات السلام التي يقودها الأفغان، وآفاق تطوير الترابط الإقليمي والتجارة والتنمية، مضيفاً أن الشعب الأفغاني والمجتمع الدولي يراقبان مفاوضات السلام الأفغانية الجارية في الدوحة عن كثب، ويتوقعان أن تتحرك المفاوضات نحو المستقبل، والاتفاق على وقف نار دائم وشامل في البلاد".

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، إن السفير خليل زاد سيلتقي الفريقين "للاستماع إلى مستجدات جهودهما للتفاوض على تسوية بين الطرفين".

وتتسم مفاوضات الدوحة بين الحكومة الأفغانية و"طالبان"، التي تجرى خلف الأبواب المغلقة، بالتقدم البطيء، وسط تبادل الاتهامات بين الطرفين بالعرقلة. ولم تتمكن لجنة التواصل، المكونة من الوفدين، بعد أكثر من أسبوعين من انطلاق العملية، من وضع خطة عمل للمضي قدماً في الحوار والتباحث في جذور الخلاف.

وقال القيادي البارز في الحركة، وهو أحد المفاوضين، خير الله خيرخواه، في حوار مع صحيفة "نن تكي آسيا"، إن الحركة تبذل كل جهدها للمضي قدماً، لكن يُلاحظ من سلوك الجانب المقابل أنه قد يكون غير جاد ويسعى لإفشال العملية.

تقارير دولية
التحديثات الحية

من جهته، اتهم عضو وفد الحكومة، القيادي السابق في الحزب الإسلامي، المولوي عطاء الله لودين، "طالبان" بالتباطؤ. وقال في بيان مصور بثّه المجلس الأعلى الوطني للمصالحة، إن وفد الحكومة يبت في الأمور سريعاً، لكن "طالبان" تتباطأ، معرباً عن أمله في تخطي هذه المرحلة، ووضع أجندة العمل قريباً، ثم البدء بالحوار الحقيقي.

ويؤكد طرفا الحوار في العاصمة القطرية استمرار الاجتماعات لإنجاح المحطة الأولى منها، والمتمثلة بوضع خريطة طريق للحوار، وهي محطة أرجئ البتّ فيها بسبب الخلاف بين الطرفين على نقطتين. وتتمثل النقطة الأولى في مطلب الحركة أن يكون الفقه الحنفي الرائج في أفغانستان أساساً لحل جميع المشاكل التي قد تبرز أثناء الحوار، بينما تصرّ الحكومة الأفغانية على ضمّ الفقه الجعفري إلى الحنفي.

وفي هذا الصدد، يرى خير الله خيرخواه أن شرط "طالبان" أمرٌ معقول، إذ إن الفقه الحنفي هو الرائج في البلاد منذ القدم، وسيجرى اعتماده فقط في المرحلة الأولى لحسم الخلافات، وليس لتأسيس قانون ونظام جديدين في أفغانستان، أما النقطة الثانية، أن يكون التوافق بين "طالبان" وواشنطن هو الأصل للحوار بين الأطياف الأفغانية، وهو ما ترفضه أيضاً الحكومة الأفغانية، التي تفسر الاتفاق وشروطه بشكل مختلف.

وقال مصدر في الرئاسة الأفغانية لـ"العربي الجديد" إن الحكومة لم تكن حاضرة في مجريات التوافق الأميركي مع الحركة، وبالتالي لا بد من مناقشة أمور أخرى مجدداً، عدا مغادرة القوات الأميركية البلاد، وعدم استخدام الأراضي الأفغانية ضد أي دولة أخرى، وهما الأمران الأساسيان اللذان ركزت عليهما اتفاقية الدوحة بين "طالبان" واشنطن.