خليفة ترودو: كندا لن تكون أبداً جزءاً من الولايات المتحدة

10 مارس 2025   |  آخر تحديث: 07:42 (توقيت القدس)
زعيم الحزب الليبرالي الكندي ورئيس الوزراء المقبل مارك كارني، 9 مارس 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مارك كارني، المحافظ السابق لبنك إنكلترا المركزي، أصبح زعيماً جديداً لكندا بعد فوزه في سباق خلافة جاستن ترودو، مؤكداً على استقلال كندا عن الولايات المتحدة وأهمية بناء اقتصاد وعلاقات تجارية جديدة.
- يواجه كارني تحديات سياسية واقتصادية كبيرة، خاصة في ظل التوترات مع الولايات المتحدة والحرب التجارية التي أطلقها ترامب، مما دفع الكنديين لمقاطعة المنتجات الأمريكية.
- مع تراجع شعبية الحزب الليبرالي، يسعى كارني لإعادة توحيد الحزب استعداداً للانتخابات المقبلة، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أنه المرشح المفضل لمواجهة ترامب.

قال الزعيم الجديد للحزب الليبرالي الحاكم في كندا، المحافظ السابق لبنك إنكلترا المركزي مارك كارني، إن بلاده لن تكون "أبداً" جزءاً من الولايات المتحدة، بعد فوزه في سباق خلافة جاستن ترودو في رئاسة وزراء البلاد. وقال كارني أثناء تقديمه من قبل ابنته كليو بعد فوزه: "من مستعد للدفاع عن كندا معي؟". وتابع "نعم كندا، الحزب الليبرالي متحد وقوي ومستعد للقتال من أجل بناء بلد أفضل".

وفي إشارة إلى الحرب التجارية التي يشنها دونالد ترامب وحديثه عن ضم كندا إلى الولايات المتحدة لتصبح الولاية الـ51، قال كارني: "لقد جعلنا هذا البلد أعظم بلد في العالم والآن يريد جيراننا أن يأخذونا. مستحيل". وقال أيضا إن الأميركيين "يريدون مواردنا ومياهنا وأرضنا وبلدنا". وتابع: "فكروا في الأمر. إذا نجحوا في ذلك، فسوف يدمرون أسلوب حياتنا". وأضاف "لن تكون كندا أبدا جزءا من أميركا بأي شكل من الأشكال". وتابع "لا يمكننا أن نسمح لترامب بالانتصار"، قائلا إن كندا بحاجة إلى "بناء اقتصاد جديد وإقامة علاقات تجارية جديدة".

وانتخب الحزب الحاكم في كندا، الأحد، كارني زعيما جديدا له ورئيسا للحكومة المقبلة ليحل بذلك محل جاستن ترودو، فيما تواجه البلاد توترات تاريخية مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب. وأعلن رئيس الحزب الليبرالي ساشيت ميهرا أن كارني، المصرفي السابق البالغ من العمر 59 عاما والمبتدئ في العمل السياسي، فاز بنسبة 85.9% من الأصوات.

من جهته، شدد ترودو، الأحد، في خطاب وداعي ألقاه أمام أنصار الحزب، على أن كندا تواجه "تحديا وجوديا" بسبب تهديدات جارتها برئاسة ترامب. وقال ترودو لحشد تجمع في أوتاوا استعدادا لإعلان اسم الزعيم الجديد للحزب الليبرالي إنّ "الكنديين يواجهون تحديا وجوديا واقتصاديا من جانب جارتهم". وكان كارني، وهو مصرفي سابق خبرته السياسية محدودة، المرشح الأوفر حظا للفوز بزعامة الحزب الليبرالي (وسط اليسار)، الأحد.

وأعلن ترودو في يناير/كانون الثاني تنحّيه عن المنصب الذي شغله قرابة عقد من الزمن، في خطوة اتخذها بينما كان يواجه ضغوطا كثيرة، بدءا بتراجع شعبية الحزب وصولا إلى اقتراب موعد الانتخابات العامة المقبلة. ويُتوقع أن يتم التسليم والتسلم بين ترودو وخلفه في غضون أيام مع تأليف الحكومة الجديدة.

وتقدم كارني، وهو حاكم سابق لبنك كندا وبنك انكلترا، على منافسيه على صعيد الدعم الشعبي والتمويل لحملته. وكان سؤال واحد قد هيمن على النقاشات خلال الأسابيع الماضية: من هو الشخص المناسب لمواجهة ترامب وهجماته؟ وقال كارني في آخر لقاء انتخابي، الجمعة: "نواجه الأزمة الأخطر في حياتنا"، مشددا على أن كل ما اكتسبه في مسيرته "حضّرني لهذه اللحظة".

وركز كارني خلال حملته على الخبرة التي اكتسبها في إدارة الأزمات، وهي استراتيجية يبدو أنها أثمرت ومنحته الأفضلية. وأطلق ترامب حربا تجارية عبر فرض رسوم جمركية على الواردات من كندا، مكررا رغبته بأن يصبح هذا البلد "الولاية الأميركية الحادية والخمسين". وأثارت هذه الهجمات غضب الكنديين الذين بات كثيرون منهم يحجمون عن زيارة الولايات المتحدة أو يقاطعون المنتجات الأميركية.

 خبرة وجدية 

ورأت أستاذة العلوم السياسية في الجامعة العسكرية الملكية في كندا ستيفاني شوينار أن كارني نجح في استقطاب التأييد بفضل "خبرته الاقتصادية وجديته". وأضافت "هو ملّم بالأنظمة المالية العالمية ونقاط القوة والضعف للاقتصاد الكندي"، مشيرة الى أنه نجح أيضا في الابتعاد عن ترودو ومواقفه السياسية.

وقبل صدور النتيجة النهائية، كان محللون قد قالوا إن حظوظ المنافِسة الرئيسية لكارني كريستيا فريلاند ضئيلة للفوز بزعامة الحزب الحاكم. وكانت فريلاند وزيرة للمال في حكومة ترودو، واستقالت منها في ظل خلاف معلن ووجهات نظر متباينة مع رئيس الوزراء حول أفضل السبل لمواجهة ترامب.

وإضافة إلى التوترات السياسية والاقتصادية مع الولايات المتحدة، سيكون الزعيم الجديد للحزب الليبرالي أمام مهمة شاقة هي إعادة توحيد صفوفه تحضيرا للانتخابات المقبلة. ويُفترض أن تُجرى الانتخابات في موعد أقصاه أكتوبر/تشرين الأول، لكنها قد تجرى في وقت مبكر، وهي تعِد بأن تكون تنافسية أكثر مما كان متوقعا.

وتراجعت شعبية الليبراليين بشكل ملحوظ، ويحمّلهم الكنديون المسؤولية عن مشكلات عدة، خصوصا زيادة التضخم وأزمة السكن. لكن بعدما كان الحزب الليبرالي متأخرا بفارق 20% في نوايا التصويت في كانون الثاني/يناير، وضعته استطلاعات الرأي في شبه تعادل مع المحافظين.

وبحسب استطلاعات للرأي نشرها معهد آنغس ريد، الأربعاء، فإن كارني هو المرشح المفضل لدى الكنديين لمواجهة ترامب، إذ اختاره 43% من المشاركين في الاستطلاع، في مقابل 34% يفضّلون زعيم المحافظين بيار بوالييفر. وبعدما حقق الأخير تقدما في الأشهر الماضية، يبدو أن السياق السياسي المستجد أفقده بعض الزخم.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة ماكغيل الكندية دانيال بيلان أن "الخطاب الشعبوي" لبوالييفر يذكّر بخطاب ترامب ويزعج بعض الكنديين. في المقابل، يطمئنّ كثر من الكنديين إلى الخبرة الدولية التي يتمتع بها كارني وهدوئه "شبه الممل"، بحسب بيلان.

(أسوشييتد برس، فرانس برس)

المساهمون