خلافات في جيش الاحتلال الإسرائيلي حول جدوى "جدار غزة"

القدس المحتلة

نضال محمد وتد

نضال محمد وتد
14 سبتمبر 2018
5FF0F915-D076-4710-8F6D-447991369FC4
+ الخط -
يشكّل الجدار الحاجز الذي يبنيه الاحتلال الإسرائيلي على امتداد الحدود مع قطاع غزة، ويبدأ من باطن الأرض، ممتداً على 65 كيلومتراً، إحدى الأدوات الرئيسية الاستراتيجية التي يعول الاحتلال عليها، لمواجهة الأنفاق الهجومية التي تحفرها حركة "حماس" الفلسطينية، وتمتد وراء الحدود.

وبالرغم من أنّ الاحتلال يولي أهمية كبيرة لهذا الجدار، الذي يغطي أيضاً الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة بحراً، إلا أنّ الجدل يستمر حول جدوى هذا العائق.

ففي الوقت الذي نشرت فيه صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الجمعة، مقابلة موسعة مع الكولونيل عيران أوفير، المسؤول عن تنفيذ أعمال الجدار، زعم فيها أنّ الجدار يضع حداً نهائياً لخطر الأنفاق، ويمنع تسلل مغاوير "حماس" والفصائل الفلسطينية داخل الحدود الإسرائيلية، نقل موقع "هآرتس"، اليوم الجمعة، عن مصدر عسكري في جيش الاحتلال، قوله إنّ الحاجز: "لن يزيل الخطر المذكور بشكل مطلق وتام".

وبحسب ما أورد موقع "هآرتس"، فإنّ العائق المذكور "يزيل إلى حد كبير خطر الأنفاق الهجومية، ولكننا لا نستطيع خداع أنفسنا- يوجد اليوم إدراك بأنّه لا يوجد عائق لا يمكن اختراقه، سنواصل البحث عن الأنفاق حتى بعد بناء العائق".

وبيّن الموقع أنّ تصريحات المسؤول العسكري، تتناقض مع الادعاءات التي ترددها، مؤخراً، جهات مختلفة في جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأضافت الصحيفة نقلاً عن المسؤول الإسرائيلي، قوله، إنّ "حركة حماس الآن تعلم أنّه لا يدور الحديث عن أنفاق كالتي نعرفها، ولها نقطة دخول ونقطة خروج في الجهة الثانية، بل عن شبكة كبيرة جداً من الأنفاق التي يقع مدخل كل نفق فيها داخل بيت، أو مصنع أو مؤسسة عامة يفضي إلى أماكن مختلفة، ويربط النفق بأنفاق أخرى، إنّها حقاً شبكة من الأنفاق التي نعرفها في شبكات المترو تحت الأرض في دول مختلفة في العالم".

وتتناقض هذه التصريحات، مع تصريحات أوفير، في مقابلة موسعة مع ملحق "يديعوت أحرونوت"، والتي قال فيها إنّ "العائق الإسرائيلي الجديد سيقضي نهائياً على خطر الأنفاق، بما في ذلك خطر تسلل مغاوير من ذراع البحرية، عبر البحر إلى الشواطئ الإسرائيلية".

وبحسب أوفير، فإنّ أعمال بناء العائق المذكور حول قطاع غزة، استلزمت بناء خمسة مصانع للإسمنت، بينما عمل في المشروع 1200 عامل من مناطق مختلفة من العالم، بمن في ذلك عمال من البرازيل ودول أخرى في أميركا اللاتينية.

وأقرّ أوفير بأنّ "جيش الاحتلال قام خلال تجارب بناء العائق المذكور، بحفر نفق يحاكي أنفاق حماس بعمق 40 متراً في باطن الأرض، لفحص مدى فاعلية المجسات وشبكات الإنذار".


يُشار إلى أنّ العائق الذي تبنيه دولة الاحتلال حول قطاع غزة، يمتد على طول 65 كيلومتراً، تبدأ من باطن الأرض وترتفع لعدة أمتار فوقها، وهو مجهز بنقاط مراقبة إلكترونية، وأبراج حراسة، وتبلغ كلفة بناء هذا العائق، باعتراف أوفير، 3 مليارات شيقل.

وكانت المؤسسة العسكرية في إسرائيل، تعرض، على مدار أشهر التصعيد الأخيرة في قطاع غزة، شنّ عملية عسكرية واسعة النطاق في المرحلة الحالية، بانتظار بناء العائق المذكور، الذي يتوقع الاحتلال أن ينتهي بناؤه الصيف المقبل.

ذات صلة

الصورة
أطفال وأمطار في مخيم في دير البلح - وسط قطاع غزة - 24 نوفمبر 2024 (علي جاد الله/ الأناضول)

مجتمع

أفاد جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة بأنّ خيام النازحين الفلسطينيين تعرّضت لأضرار جسيمة من جرّاء الأمطار وغرقت في مياهها، الأمر الذي أدّى إلى تفاقم معاناتهم.
الصورة
صندوقة خاض تجربة مريرة بسجون الاحتلال في مقتبل العُمر (العربي الجديد/Getty)

رياضة

روى المدرب الفلسطيني أيمن صندوقة، صاحب الأكاديمية الرياضية التي دمرها الاحتلال في منطقة شمال غرب القدس، لـ "العربي الجديد"، تجربته القاسية مع حلمه.

الصورة
من قصف إسرائيلي استهدف بلدة الخيام، 20 نوفمبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

ساعات عصيبة تمرّ على بلدة الخيام الاستراتيجية جنوبي لبنان، حيث تواجه إبادة إسرائيلية، إذ تتعرض منازلها ومبانيها حالياً لعمليات تفخيخ وتفجير واسعة.
الصورة
الطبيب الأميركي طلال علي خان (الأناضول)

مجتمع

أعلن الطبيب الأميركي من أصول باكستانية طلال علي خان، الذي عمل لفترة في قطاع غزة في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية، أن نظرته للحياة تغيرت جراء ما شاهده من أهوال
المساهمون