خلافات حول البروتوكول تؤخر انعقاد القمة بين ترامب وشي

19 مارس 2025   |  آخر تحديث: 04:03 (توقيت القدس)
ترامب وشي في أوساكا اليابانية، 29 يونيو 2019 (برندان سميالوفسكي/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصريحات ترامب حول زيارة شي جين بينغ المحتملة لواشنطن أثارت تساؤلات حول ترتيبات القمة، وسط تقارير عن انعقادها في إبريل المقبل، رغم عدم تأكيد الصين أي تفاصيل رسمية.
- تصاعدت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين مع فرض تعرفات جمركية متبادلة، ويرى الخبراء أهمية القمة لتذليل العقبات وإعادة فتح قنوات الاتصال.
- وفقاً للتقاليد الدبلوماسية، يتبادل رؤساء البلدين الزيارات بالتناوب، مما يدفع بكين لدعوة ترامب لزيارة الصين، رغم عدم تحقيق اختراق في القضايا الشائكة.

أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن زيارة محتملة لنظيره الصيني شي جين بينغ لواشنطن، تساؤلات عن الترتيبات الجارية والمكان المتوقع لانعقاد القمة بين ترامب وشي المحتملة. وكان الرئيس الأميركي قد أوضح، أول من أمس الاثنين، أن نظيره الصيني سيزور واشنطن في "المستقبل غير البعيد". وتأتي هذه التصريحات بعد التقارير الأخيرة التي تفيد بأن الزعيمين يفكران في عقد قمة في وقت مبكر من إبريل/نيسان المقبل، وسط الخلافات والعقوبات المتبادلة بين البلدين. وأدلى ترامب بهذه التعليقات في أثناء مناقشة جهود تجميل العاصمة الأميركية خلال اجتماع مجلس الإدارة في مركز جون إف كينيدي للفنون المسرحية. وقال عن الطرق السريعة في واشنطن: "الوضع هنا سيئ حقاً، لأنها قديمة وسيئة، وتبدو فظيعة"، مضيفاً أن شي "سيأتي في المستقبل غير البعيد". وأشار ترامب إلى أن واشنطن بدت "جيدة للغاية" خلال فترة ولايته الرئاسية الأولى (2017 ـ 2021). واقترح تنظيف المدينة، خصوصاً إزالة مخيمات المشردين والكتابة على الجدران استعداداً لزيارة شي المحتملة. وفي أول رد رسمي من الصين على تصريحات ترامب، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، في إفادة صحافية، أمس الثلاثاء إنه ليس لديها معلومات لتعلنها بشأن لقاء محتمل بين دونالد ترامب وشي جين بينغ، مضيفة أن الصين ترى أن مخاوف كل جانب يجب أن تحل عبر الحوار والتشاور على أساس المساواة والاحترام المتبادل.



تحدث ترامب عن زيارة مرتقبة لشي في "المستقبل غير البعيد"

لقاء ترامب وشي المحتمل

في وقت سابق من الشهر الحالي، نقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن مصادر متعددة أن ترامب قد يزور الصين في وقت مبكر من الشهر المقبل، على الرغم من أن التاريخ لم يُحدَّد بعد. وقيل إن ترامب أراد أن يزور شي منتجعه، مارآلاغو في فلوريدا، حيث التقى الزعيمان من قبل في عام 2017. ومع ذلك، فضلت بكين مكاناً أكثر رسمية، إما في واشنطن وإما بدعوة ترامب إلى الصين. وظلت المناقشات بين بكين وواشنطن عالقة عند مستويات أدنى منذ ولاية جو بايدن (2021 ـ 2025). وتحدث ترامب وشي في يناير/كانون الثاني الماضي، أي قبل وقت قصير من تنصيب ترامب لولاية ثانية في 20 يناير الماضي. وتناولت المناقشة مواضيع من بينها العلاقات التجارية، والبيع المحتمل لمنصة تيك توك في الولايات المتحدة، والجهود المبذولة لمكافحة الاتجار بالفنتانيل. وقال ترامب في فبراير/شباط الماضي أيضاً إنه تحدث إلى شي بعد التنصيب، رغم أنه لم يحدد متى جرت المناقشة. وفي الشهر نفسه، قال ترامب إنه يخطط للتحدث مع الصين، لكنه ليس في عجلة من أمره لإجراء محادثات.

هذا وكانت الحرب التجارية بين أكبر اقتصادات العالم قد تصاعدت خلال الأسابيع الماضية. فمنذ توليه منصبه، فرض ترامب تعرفات جمركية بنسبة 20% على جميع الواردات من الصين. وردّت الصين بفرض رسوم جمركية انتقامية في مطلع شهر مارس/آذار الحالي، بفرض رسوم جمركية وصلت إلى 15% على واردات المنتجات الزراعية والغذائية الأميركية. وقال ترامب إن الرسوم الجمركية ضرورية لإعادة التوازن إلى العلاقات التجارية غير المتكافئة مع الدول الأخرى وزيادة الإيرادات للحكومة. وفي تعليقه على حيثيات القمة المرتقبة بين ترامب وشي قال الخبير في العلاقات الدولية لي وين، المقيم في بكين، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن هناك اتفاقاً مبدئياً بين الجانبين بشأن القمة وأهميتها وضرورة انعقادها في أقرب وقت، لتذليل العقبات أمام إعادة فتح قنوات الاتصال ومناقشة الملفات العالقة على مستوى القيادة. ولفت لي إلى أن آخر زيارة قام بها الرئيس الصيني للولايات المتحدة كانت في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، عندما حضر شي قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في سان فرانسيسكو، واجتمع مع نظيره الأميركي آنذاك جو بايدن، لتخفيف التوترات المتزايدة بين البلدين.


آخر زيارة قام بها الرئيس الصيني للولايات المتحدة كانت في نوفمبر/تشرين الثاني 2023

بايدن لم يزر بكين

وأوضح لي وين، أنه وفقاً لبروتوكولات سابقة، فإنه عادة يتبادل رؤساء البلدين الزيارات بالتناوب، فلا يصح مثلاً أن يزور زعيم دولة البلد الآخر مرتين متتاليتين، ونظراً لأن شي كان آخر رئيس يقوم بزيارة من هذا النوع، فذلك يعني أنه ينبغي لترامب أن يزور بكين، خصوصاً أن بايدن لم يقم بهذه الخطوة، ليكون بذلك أول رئيس أميركي منذ جيمي كارتر (1977 ـ 1981)، لا يزور الصين خلال فترة ولايته. وأضاف لي أن بكين متمسكة بهذه التقاليد الدبلوماسية، ومن غير المتوقع أن تكسرها تحت أي ظرف كان، لأنها ستُفسر على أنها انتقاص من قيمتها ومكانتها الدولية. بالتالي، ستعمل الصين جاهدة على دفع الرئيس الأميركي إلى زيارته الصين، مشيراً إلى أن ذلك ينسجم مع تطلعات ترامب الذي صرح في وقت سابق بأنه يتطلع إلى زيارة الصين خلال المائة يوم الأولى له في الحكم. يذكر أن ترامب أعرب أخيراً عن تفاؤله بشأن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، مؤكداً أنه يتمتع "بعلاقة جيدة" مع شي جين بينغ، لكن الجانبين لم يحققا أي اختراق في القضايا الشائكة مثل مسألة تايوان والتعرفات الجمركية. وقد اشتكت بكين بشدة من سياسة التعرفات الجمركية، وقالت إنها اتخذت تدابير صارمة لمكافحة مشكلة المخدرات، فيما فرضت في الوقت نفسه تدابير تجارية انتقامية محدودة على الولايات المتحدة.