خلافات تعصف بحزب "السعادة" بعد لقاء قيادي بأردوغان

خلافات تعصف بحزب "السعادة" بعد لقاء قيادي بأردوغان

16 يونيو 2021
حديث عن سعي حزب العدالة والتنمية الحاكم لضم حزب السعادة (فرانس برس)
+ الخط -

يشهد حزب "السعادة" المعارض في تركيا، خلافات شديدة بين قيادة الحزب، بعد دعوات من أجل عقد المؤتمر العام للحزب، وضخ دماء جديدة في قيادته تعود به إلى قيم تأسيسه، ورد قيادة الحزب بأن المحدد للمؤتمر العام هو النظام الداخلي للحزب.

وحزب "السعادة" الإسلامي من الأحزاب التي أسسها القيادي الراحل نجم الدين أربكان، وهو آخر الأحزاب التي أسسها بعد إغلاق السلطات لأحزابه السابقة، ويتزعم الحزب حالياً تمل قرة موللا أوغلو، ويتخذ موقفاً إلى جانب تحالف المعارضة في الانتخابات التي جرت في السنوات السابقة.

والتقى رئيس الهيئة الاستشارية للحزب أوغوزهان أصيل تورك، خلال الأشهر السابقة، مرتين مع الرئيس رجب طيب أردوغان، في ظل حديث عن سعي التحالف الحاكم لضم حزب "السعادة"، وهو ما نفاه الحزب لاحقا، ومؤكدا في الوقت نفسه أنه مستعد للحوار.

وأطلق أصيل تورك نيران انتقاداته، الليلة الماضية، على قيادة الحزب، عبر سلسلة من التغريدات، أفاد بأنه يسعى إلى "تشكيل لائحة تحت رعايته يذهب بها إلى المؤتمر العام من أجل تشكيل قيادة قوية لحزب السعادة".

وشدد على أن "قيادة الحزب من بعد رئيس الوزراء السابق نجم الدين أربكان، لم تعمل سوى على توجيه الانتقادات للحكومات، من دون فعل شيء آخر، وهذا ما أدى إلى تراجع كبير في أنصار الحزب الداعمين لقيمه الأخلاقية والمعنوية، وأسفر عن عدم تمكن الحزب من الفوز بمقعد برلماني واحد، رغم حصوله على أصوات كافية في بعض الولايات بسبب العتبة البرلمانية".

وشدد على أن "هدفه الأولي هو إعادة عمل الحزب لصالح القيم الأخلاقية والمعنوية التي يطالب بها الشعب، مع مراعاة الحاجات المادية للمواطنين، ولكن لا يتم إبراز ذلك من خلال التركيز فقط على أنه حزب يسعى فقط لإشباع المواطنين، حيث إن حزب السعادة أنشئ على مبادئ هامة".

وحول كيفية تنفيذ مطالبه، أفاد أصيل تورك، "سنعمل على رص صفوف التابعين للحزب بقيمه المعنوية والروحية وليس المادية فقط، ولهذا سنعمل للحفاظ على قيم الحزب في المؤتمر العام المقبل، إذ أن البلاد تترقب انتخابات لا يعرف تاريخها بعد، ومن أجل النجاح يجب مراجعة الظروف التي يمر بها الحزب والبلاد، واتخاذ التدابير المناسبة لذلك".

وتوعد القيادي بأن "يتم تشكيل فريق عمل قادر على خدمة الشعب وفق الشروط والظروف السياسية التي تمر بها الدولة، عبر قيادة قوية للحزب، وسيتم إعداد لائحة موسعة تحت إشرافه وتقديمها لقيادة المؤتمر، من أجل تقديم الخدمات المناسبة".

تقارير دولية
التحديثات الحية

كلام أصيل تورك استدعى رداً من قبل الناطق باسم الحزب بيروك آيدن، في بيان صدر عنه، اليوم الثلاثاء، قال فيه إن "آليات اتخاذ القرار في الحزب معروفة عبر مؤسساته، وإن الحزب لديه موقف مقدر من قبل الشعب، والنظام الداخلي للحزب يشرح آليات الذهاب إلى المؤتمر العام".

وأضاف أن "الشعب التركي يدرك السياسات الحكومية التي أدت إلى تفاقم المشاكل في البلاد، والحزب الذي يرفع من نسبة أصواته دائما، يعمل عبر كافة القيادات على تقليل حالة الاستقطاب السائدة في البلاد بإشراف رئيس موللا أوغلو، وعبر إحقاق الحقوق والعدالة، ويعملون من أجل ذلك ليل نهار".

وخلال يناير/كانون الثاني الماضي، أقدم حزب "العدالة والتنمية"، على خطوة هامة في طريق توسيع التحالف الحاكم، بزيارة قام بها أردوغان إلى رئيس المجلس الاستشاري الأعلى لحزب "السعادة"، أصيل تورك، وسط رسائل متباينة من قبل زعيم الحزب تمل قرة ملا أوغلو، تبع ذلك لقاء آخر في شهر رمضان الماضي على مائدة الإفطار.

وذهبت أطراف مراقبة للحديث عن سعي أردوغان، الذي بدأ عمله السياسي سابقا مع مؤسس الحزب، أربكان، لجمع الأحزاب المحسوبة على الإسلام السياسي إلى التحالف الجمهوري الحاكم، لمنع وقوفها إلى جانب المعارضة، تماماً كما حصل في الانتخابات المحلية قبل عامين، والتي أسفرت عن تراجع في نسب أصوات حزب "العدالة والتنمية" مقابل تقدم للمعارضة.

تقارير دولية
التحديثات الحية

وتعليقاً على هذا الحراك، قال المتحدث باسم حزب "السعادة"، بيرول آيدن، لـ"العربي الجديد"، في تصريح سابق، إن "الحزب يعتقد أنه من الضروري توسيع الحوار بين جميع الأطراف في تركيا، لتخفيف حالة الاستقطاب والتباحث في مشاكل البلاد".

ورأى أنه "من المؤكد أن هناك تحليلات بأن زيارة أردوغان لأصيل تورك تدخل ضمن جهود عقد تحالف بين الطرفين، لكن الخروج بهذه النتيجة ليس صحيحاً، لأن حزب "السعادة" لا يزال مصّراً على مبادئه من دون تغيير، وهو لا يملك مطالب سياسية، بل مبادئ يرغب في رسم طريق لحلّها".

ونفى المتحدث أن يكون هناك حديث عن تحالف، وهي مسألة اعتبر أنها "لا تزال مبكرة، وعند الدخول في المعركة الانتخابية، يمكن الجلوس والحديث عن التحالف، إلا أنه ليس من المبكر الحديث عن مشاكل تركيا، من النظام الرئاسي، وطريقة إدارة البلاد الخاطئة، ما يبشر بمستقبل صعب، فضلاً عن الوضع الاقتصادي والبطالة والفقر وتضرر العدالة، والمشاكل التي يعاني منها المواطنون".