استمع إلى الملخص
- الاجتماع التركي-الإسرائيلي في أذربيجان ركز على تفعيل آليات لعدم التصادم ووقف الانتهاكات، حيث سادت لغة دبلوماسية هادئة، وأكدت تركيا على عدم التراجع عن موقفها بشأن وحدة سورية.
- الرئيس التركي أردوغان يوجه رسائل واضحة حول صبر تركيا وهدوء أعصابها، محذراً من أن أي تهديد لوحدة سورية سيواجه برد حازم من تركيا والحكومة السورية.
قالت صحيفة حرييت التركية، اليوم الخميس، إن تركيا وضعت "خطوطا حمراء" بشأن سورية خلال لقاء جمع وفدا تقنيا تركيا مع وفد إسرائيلي في أذربيجان، أهمها رفض التقسيم والسيطرة على الأجواء السورية. وأوضحت الصحيفة أن اللقاء في أذربيجان جاء عقب التوتر بين أنقرة وتل أبيب، والتصريحات التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن تركيا.
وبحسب الصحيفة، فإن الموضوع الأساسي للاجتماع كان "تفعيل آليات لعدم التصادم ووقف الانتهاكات". وأشارت إلى أنه لم يحدث أي توترات في الاجتماع، حيث "سادت لغة دبلوماسية هادئة"، وسبب ذلك عدم الوصول للمواجهة المباشرة بين البلدين بعد. وأفادت بأن تركيا "وضعت بشكل واضح خطوطها الحمراء، وأهمها إغلاق الطريق أمام تقسيم سورية، وفق التصريحات الصادرة عن المسؤولين الإسرائيليين، والتأكيد التركي على عدم التراجع بشأن الدولة السورية الموحدة".
وأردفت "حرييت"، أن أنقرة أوضحت في الاجتماع أن الهجمات التي تشنها إسرائيل على سورية "ستؤدي لضغوط على الإدارة السورية الجديدة، وفي حال احتمال الرد، فإن ذلك قد يؤدي لدخول مجموعات على خط المواجهة، وهو ما سيعرض أمن إسرائيل لمزيد من الصعوبات، على عكس ما تريده". وذكرت أيضا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وجه عقب اللقاء رسائل واضحة في منتدى أنطاليا الدبلوماسي، عندما تحدث عن "صبر تركيا وهدوء أعصابها وضرورة عدم فهم ذلك بشكل خاطئ".
من جانب آخر، أفادت الصحيفة بأن "مسألة السيطرة الإسرائيلية على الساحة السورية أمر غير مقبول". وقالت إن "على إسرائيل التخلي عن تهديداتها وسلك طريق معقول، والتخلي عن مشروع "ممر داوود""، وإن أردوغان تحدث عن ذلك في اجتماع الحكومة قبل أيام، عندما قال: "من يمنع سورية من تحقيق السلام والاستقرار الدائمين فسيجد نفسه في مواجهتنا، وفي مواجهة الحكومة السورية. وكما لم نسمح بتقسيم سورية عبر ممر إرهابي، فلن نسمح أيضاً بتقسيم هذا البلد عبر ممرات أخرى".
وأردفت الصحيفة أن "هناك وجهات نظر مختلفة لدى الحكومة الإسرائيلية، بعضها ينسى أنه يعيش بالقرن الحادي والعشرين ويعمل وفق مزاعم على أنها مأخوذة من التوراة، ومجموعات أخرى ترغب في تقسيم سورية، وهناك من يرغب بالعودة للاتفاقيات الموقعة زمن الرئيس الراحل حافظ الأسد".
وأمام هذه المواقف الإسرائيلية، قالت الصحيفة إن "موقف أنقرة واضح من وحدة سورية واستقرارها وأمنها، لأن ذلك ينعكس على دول الجوار، ولهذا لن تترك أبدا مسألة آلية التنسيق بين دول الجوار، وسيتم تأسيس آلية مكافحة تنظيم داعش الإرهابي". وسبق أن أوضحت تل أبيب، لكل من أنقرة وواشنطن، أن وجوداً تركياً دائماً في قواعد مثل تدمر وتي فور يُعتبر "تجاوزاً للخط الأحمر"، على حد تعبيرها، وهو ما قد يؤثر مباشرة على حرية عمل جيش الاحتلال الإسرائيلي في الجبهة الشمالية. وفي اجتماع عُقد الأسبوع الماضي في أذربيجان، بين مسؤولين إسرائيليين وأتراك، جرى التأكيد على أن إسرائيل تعتبر الحكومة السورية الجديدة "مسؤولة عن كل ما يحدث في سورية، وأن أفعالها ستؤدي إلى عواقب، بما في ذلك العمل العسكري".