خطاب مفتوح للوكسون: لا تختزل المجتمع اليهودي في نيوزيلندا بمجلس مؤيد لإسرائيل
استمع إلى الملخص
- أكدت المنظمات أن المجلس يخلط بين اليهودية والصهيونية، مما يمنح إسرائيل نفاذًا غير مبرر إلى الحكومة، ودعت لتمثيل الجاليات المسلمة والفلسطينية في الاجتماعات.
- شددت مارلين غارسون على تنوع المجتمع اليهودي في نيوزيلندا، مطالبةً الحكومة بدعم حقوق الإنسان ومعاقبة إسرائيل، وانتقدت تجاهل رئيس الوزراء للأصوات المعارضة.
تسبّب إعلان مكتب رئيس الوزراء في نيوزيلندا كريستوفر لوكسون عن نيّة الأخير الاجتماع مع المجلس اليهودي النيوزيلندي (NZJC) خلال الأسبوع الحالي بحضور بعض الوزراء، بإدانات من قبل منظمتي "أصوات يهودية بديلة" و"يهود نيوزيلنديون ضد الاحتلال"، بالنظر إلى كون المجلس منحازاً إلى إسرائيل ويخصص جزءاً من جهوده للتحريض على كل من يعارض السردية والجرائم الإسرائيلية.
وأرسلت المنظمتان خطاباً مفتوحاً إلى لوكسون عبّرتا فيه بأشدّ العبارات عن اعتراضهما على عقد هذا الاجتماع، لافتتين إلى أنّ رئيسة المجلس جولييت موزيس كانت قد عبّرت عن عزمها "إضعاف، بقدر الإمكان، مواطنين يهود (مثل أعضاء منظمة أصوات يهودية بديلة) يرفعون أصواتهم". وتابعت المنظمتان أن "أعضاء الجالية اليهودية سبق أن طالبوا مراراً وتكراراً المجلس، من خلال قنوات عامة وخاصة، بتبني رؤية إيجابية للمستقبل قائمة على الحقوق. وبدلاً من ذلك، ومن خلال الإبادة الجماعية القابلة للتصديق، التي ارتكبتها إسرائيل في غزة على مدى 15 شهراً، أصبحت النزعة العسكرية للمجلس أكثر وضوحاً".
آراء يهودية ضدّ إسرائيل في نيوزيلندا
وشدّد خطاب المنظمتين على أن "هذه المشكلة لا تخص الطائفة اليهودية فقط. والحقيقة أننا احتججنا لسنوات على مشاركة مجموعة أمن الجالية المرتبطة بالمجلس اليهودي معلومات متحيزة سياسياً عن مواطنين نيوزيلنديين مع السفارة الإسرائيلية. فهؤلاء يفسرون الاعتراضات على الاحتلال الإسرائيلي على أنها تهديد أمني للجالية اليهودية النيوزيلندية، ويشاركون رؤيتهم تجاه مواطنين فلسطينيين ومسلمين وغيرهم من النيوزيلنديين مع نظام متهم بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، ما يشكل خطراً على وجه الخصوص على الفلسطينيين النيوزيلنديين، إذا ما قرروا السفر إلى إسرائيل أو الأراضي الفلسطينية المحتلة لزيارة الأهل والأصدقاء".
المنظمتان: كان المجلس اليهودي النيوزيلندي في هذا البلد صوتاً رائداً في حملة الخلط بين اليهود والصهاينة، ما أتاح القمع باسمنا على مدار عقود
وتابعت المنظمتان: "نقولها بوضوح: ليس ثمة ما هو يهودي بصفة جوهرية في الصهيونية، التي تمثل مشروعاً للاستعمار والمحو والفصل العنصري والتطهير العرقي وأخيراً للإبادة الجماعية. والحقيقة أن المؤسسات التي تغلّف قوميتها في هويتنا اليهودية، تشكّل درعاً للوحشية التي نشهدها يومياً. لقد كان المجلس اليهودي النيوزيلندي في هذا البلد صوتاً رائداً في حملة الخلط بين اليهود والصهاينة، ما أتاح القمع باسمنا على مدار عقود". وأضافتا أن المجلس المذكور "ما هو إلا صوت متطرف ينتهج سياسات ضارة"، مضيفتين: "نحتج بأشد العبارات على منح المدافعين عن إسرائيل إمكانية النفاذ إلى رئاسة مجلس الوزراء (من خلال الاجتماع المزمع)". واعتبرتا في الخطاب نفسه أنه "ليس من الصعب تخمين ما سيطلبه المجلس اليهودي النيوزيلاندي: منظومة مناهضة لمعاداة السامية، تستخدم هويتنا اليهودية لحماية إسرائيل من توجيهات محكمة العدل الدولية. سوف يطلب فصل المجتمع اليهودي عن عملنا المشترك لمكافحة العنصرية وقواعدنا الإطارية لحقوق الإنسان. وسوف يسعى هؤلاء للحصول على وضع استثنائي، وقمع الاحتجاجات التي تنطلق بدافع أخلاقي من أجل الحقوق الفلسطينية والمساءلة الجنائية للقادة الإسرائيليين". وشددتا على أنه "لا ينبغي أن يعقد هذا الاجتماع من دون تمثيل من الجاليتين المسلمة والفلسطينية: هؤلاء هم النيوزيلنديون الذين أُخرست ألسنتهم. الحقيقة أنهم يمثلون الجاليات التي خسرت أكثر من غيرها بسبب العنصرية في السنوات الأخيرة".
وطالبت المنظمتان، موجهتين حديثهما إلى رئيس الوزراء، بأن "أي اجتماع مع المجلس يجب أن يُسجَل في المحاضر الوزارية كجلسة مع سفراء إسرائيل". كما أعربتا عن الرغبة "للانضمام إلى اجتماعكم مع المجلس، لجلب التنّوع اليهودي إلى هذا الحدث". وأضافتا: "إذا لم تفتحوا هذا الاجتماع أمام النطاق الحقيقي للجالية اليهودية، فإننا نرغب في تحديد موعد لاجتماع ثانٍ يشمل تمثيلاً للجاليات الإسلامية والفلسطينية التي نعمل معها بشكل وثيق في نيوزيلندا، من أجل تقديم نموذج التغيير الذي نود رؤيته في الشرق الأوسط".
مجتمع متنوّع سياسياً
من جهتها، ذكرت المؤسسة المشاركة لمنظمة "أصوات يهودية بديلة" في نيوزيلندا مارلين غارسون، لـ"العربي الجديد"، أن "المجتمع اليهودي النيوزيلندي كان دائماً وما زال متنوعاً سياسياً، ونحن نعترض على أن حكومتنا ترفض أن تسمع منا في نطاقنا الحقيقي. نحن شركاء مع منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية، واتحاد الجمعيات الإسلامية في نيوزيلندا (FIANZ). أليس هذا هو البلد الذي نريد أن نكون عليه، ونتطلع إلى تجاوز الانقسامات فيه؟". ورأت غارسون أن "هذه الحكومة تتصرف وكأن علاقاتنا مع إسرائيل يمكن أن تقوم على الصفقات والاستثمار كالمعتاد: هذا التصور ليس مستساغاً وسط حالة من الإبادة الجماعية"، مشيرة إلى أن "المحاكم الدولية أصدرت مذكرات اعتقال بحق قادة إسرائيليين، ووجّهت بعدم التطبيع مع إسرائيل أو تمكينها من الاحتلال غير القانوني. بالتالي، ليس ثمة وقت للصفقات والاستثمار كالمعتاد".
مارلين غارسون: هذه الحكومة تتصرف وكأن علاقاتنا مع إسرائيل يمكن أن تقوم على الصفقات
واستدركت: "حكومتنا تحتج بأننا دولة صغيرة، إلا أنّ القيادة لا تختلف في دولة صغيرة. والقيادة في يومنا هذا إنما تكمن في اتخاذ خطوات واضحة لدعم قيمة الحياة وحماية المدنيين: فلنعاقب إسرائيل، ولنرفع أصواتنا، ولنمسك بدفة القيادة". واعتبرت مؤسِسة "أصوات يهودية بديلة" أنّ "رئيس الوزراء لوكسون يختار ما يريد سماعه، إذا عقد اجتماعاً مع المجلس اليهودي فقط". وختمت بقولها إنّ "لوكسون يختار أن يكون أصمّ أمام المجتمع اليهودي المتضامن مع فلسطين. إنه يختار أن يسمع فقط من الأشخاص الذين قد يحوّلون هويتنا اليهودية إلى سلاح لحماية إسرائيل من المطالبات بالعدالة. والحقيقة أنّه يختار، في أي مناقشة حول العنصرية، عدم الاستماع إلى الجاليات الإسلامية والفلسطينية على الرغم من أنّهم خسروا أكثر من غيرهم بسبب العنصرية في السنوات الأخيرة".