خسائر للنظام السوري في البادية إثر إعلانه عملية تمشيط ضد "داعش"

خسائر للنظام السوري في البادية إثر إعلانه عملية تمشيط ضد "داعش"

07 يوليو 2021
15 عنصراً للنظام وقعوا بين قتيل وجريح جراء انفجار لغم بحافلة على طريق السخنة - حمص (Getty)
+ الخط -

تكبدت قوات النظام السوري، مساء أمس الثلاثاء، خسائر بشرية في البادية وسط البلاد، وذلك عقب ساعات من إطلاقه عملية تمشيط جديدة في المنطقة بدعم روسي، فيما تستمر المفاوضات بين اللجان المركزية والوجهاء في مدينة الصنمين بريف درعا الغربي وفي منطقة درعا البلد في مدينة درعا حول مطالب "التسوية" الجديدة التي يحاول النظام فرضها على الأهالي بدعم من القوات الروسية في الجنوب، وذلك بعد حصار وتهديد.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد" إنّ خمسة عشر عنصراً من قوات النظام السوري وقعوا بين قتيل وجريح مساء أمس، جراء انفجار لغم بحافلة عسكرية كانت تقلهم على طريق السخنة - حمص في ريف حمص الشمالي الشرقي ضمن قطاع البادية، مضيفة أنّ الحافلة كانت تنقل العساكر لقضاء إجازة مؤقتة.

وأوضحت المصادر أنّ اللافت في الموضوع هو أنّ العساكر كانوا متوجهين لقضاء إجازة، في حين أنّ قوات النظام بدأت بعملية تمشيط جديدة ضد خلايا تنظيم "داعش" في المكان ذاته قبيل ساعات من وقوع الانفجار بالحافلة.

وبدأت قوات النظام بتغطية الطيران الحربي الروسي بعملية التمشيط في عدة محاور أبرزها طريق دير الزور - حمص في ناحية السخنة وامتداده، بالقرب من جبل البشري في ريف دير الزور الجنوبي المتاخم لريف الرقة.

 

وبحسب المصادر، فإنّ الطيران الحربي الروسي وسّع، أمس، من نطاق غاراته حتى شملت مناطق قريبة جداً من الحدود السورية العراقية، وهي مناطق يجرى استهدافها للمرة الأولى، ويعتقد أنها منافذ للتنظيم بين سورية والعراق. ورغم قيام النظام بعدة حملات تمشيط منذ قرابة عام بدعم روسي إلا أنه مازال يتلقى ضربات من خلايا التنظيم.

وكانت وكالة "سبوتنيك" الروسية قد نقلت، أمس الثلاثاء، عن مصدر عسكري في قوات النظام قوله إنّ الأخيرة "بدأت حملة تمشيط واسعة النطاق في بادية ريف حماة الشمالي الشرقي وبخاصة في مناطق الشاكوسية وبيوض ومحيط الرهجان".

وزعم المصدر أنّ وحدات الهندسة المرافقة لقوات النظام تمكّنت من تفكيك وتفجير حقول ألغام كانت مجموعات مسلحة قد زرعتها على محاور طرق تصل إلى مغارات صحراوية يتخذها تنظيم "داعش" كمقرات له في المنطقة.

تواصل المفاوضات في درعا

في غضون ذلك، تستمر المفاوضات بين اللجان المركزية والوجهاء في مدينة الصنمين بريف درعا الغربي وفي منطقة درعا البلد في مدينة درعا حول مطالب "التسوية" الجديدة التي يحاول النظام السوري فرضها على الأهالي بدعم من القوات الروسية في الجنوب، وذلك بعد حصار وتهديد.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إنّ المفاوضات في مدينة الصنمين بين النظام ووجهاء المدينة ما زالت مستمرة، مشيرة إلى أن هناك بادرة لاتفاق مبدأي قد يمنع النظام من السيطرة على المدينة، حيث اقترح وجهاء المدينة السماح للنظام بالدخول للتفتيش فقط.

وبحسب المصادر فقد عرض وفد من وجهاء المدينة على النظام بأن يسمح لقوات من الأخير بالدخول مع أعضاء اللجنة إلى المدينة وتفتيش المنازل التي يدعي النظام حيازة أصحابها على السلاح، حيث ينفي الأشخاص الواردة أسماؤهم في قوائم النظام حيازتهم للسلاح.

وذكرت المصادر أن النظام يروج في المنطقة على أن هناك موافقة من قبل أهالي الصنمين على شروط النظام، والتي تنص على تسليم مجموعة من الأشخاص أنفسهم لإجراء تسوية مع تسليم أسلحة خفيفة بحوزتهم، ومنح النظام مهلة حتى نهاية الأسبوع الجاري لتنفيذ شروطه.

وأوضحت أنه في حال وافق النظام على مقترح وفد أهالي مدينة الصنمين فإنه من المتوقع أن يجري النظام عملية التفتيش يوم غد الخميس أو يوم الجمعة القادم وذلك مع انتهاء المهلة التي منحها النظام في عرضه السابق الذي جاء به رئيس اللجنة الأمنية التابع للنظام اللواء حسام لوقا.

أخبار
التحديثات الحية

حصار درعا البلد
في سياق متصل، قالت المصادر ذاتها، أيضاً إنّ عملية التفاوض حول ملف درعا البلد ما زالت مستمرة وليس هناك جديد فيها.

وتواصل قوات النظام السوري، حصارها على أحياء منطقة درعا البلد، وذلك لليوم الثاني عشر على التوالي، وذلك بهدف الضغط على أهالي المنطقة لإجبار مقاتلين سابقين في فصائل المعارضة على تسليم سلاحهم الخفيف للنظام والسماح لقواته بالدخول والسيطرة على المنطقة بالكامل.

وقال الناشط محمد الحوراني، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ النظام يحاصر أحياء درعا البلد، كما يواصل التضييق على مدينة الصنمين في ريف درعا، وكان قد نشر قائمتي أسماء تضم قرابة 150 اسماً يطالبهم بتسليم أنفسهم وتسليم السلاح، وهو ما يرفضه أهالي المنطقة.

وتعمد قوات النظام إلى إغلاق الطرق بالحواجز وإجراء تفتيش دقيق، ما يمنع المواطنين من الحركة خوف الاعتقال، ويجري الأمر بدعم من القوات الروسية التي يقودها جنرال يدعى "أسد الله"، وكان قد طالب "اللجنة المركزية" في مدينة درعا، والتي تضم قياديين سابقين في فصائل المعارضة بعدة مطالب، جرى رفضها من قبل الأهالي.

بدورها، نقلت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام، عن رئيس لجنة المصالحة وأمين فرع حزب "البعث" في محافظة درعا حسين الرفاعي، قوله إنّ "اللجنة الأمنية في درعا اتخذت قراراً بجمع السلاح الموجود بيد المسلحين، وذلك بالتعاون مع الأهالي، وهذا الأمر بدأ في مدينة الصنمين وسيشمل كامل ريف المحافظة الشرقي والغربي إضافة إلى منطقة درعا البلد". وأضاف أنّ المفاوضات جارية حول تسليم السلاح في منطقة درعا البلد.

تسوية جديدة في ريف دمشق

وفي ريف دمشق، قالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ النظام السوري أجرى عملية "تسوية" جديدة لمطلوبين في منطقة الهامة بريف دمشق الغربي، مضيفة أن العملية شملت قرابة 20 شخصاُ من المطلوبين للنظام وهم من المتهمين بحيازة أسلحة فردية، وأوضحت المصادر أن هؤلاء الأشخاص لم يقوموا بأي عمل ضد النظام.

وبحسب المصادر، فقد قام هؤلاء بتسليم السلاح للنظام يوم الأحد الماضي بإشراف "لجنة المصالحة في بلدة الهامة وبحضور ضباط من فروع أمن النظام، فيما تشير مصادر أخرى إلى أن الشبان كانوا نشطين في وقت سابق ضمن فصائل المعارضة السورية المسلحة بريف دمشق الغربي.

وقال مصدر محلي من أبناء منطقة الهامة لـ"العربي الجديد"، إنّ التسوية جرت مع جميع الفروع الأمنية حيث أزيلت أسماء الأشخاص من لوائح المطلوبين، مضيفا أنه جرى تقديم عرض للشبان من فروع أمن النظام للعمل ضمن ما يسمى "كتائب البعث"، وهي ميليشيا مسلحة تابعة للفروع الأمنية، وذلك مقابل عدم اقتيادهم إلى التجنيد الإجباري في قوات النظام.

وأضاف المصدر أنّ هناك أسماء لقرابة 500 شخص من أبناء المنطقة على لوائح فروع الأمن ومن المتوقع أن يخضعوا لتسوية جديدة في وقت لاحق بإشراف فروع أمن النظام ولجنة المصالحة في بلدة الهامة.

وفي شمال غربي البلاد، جددت قوات النظام السوري، صباح اليوم الأربعاء، قصفها المدفعي والصاروخي على مناطق في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، حيث طاول القصف مناطق في قرى الحميدية وخربة الناقوس والمشيك والزيارة موقعاً أضراراً مادية في الأراضي الزراعية.