استمع إلى الملخص
- أشاد خامنئي بوحدة الشعب الإيراني خلال حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل، مؤكداً أن التماسك الوطني أحبط مخططات العدو لإحداث اضطرابات داخلية.
- أشار علي لاريجاني إلى أن الولايات المتحدة تطالب بخفض مدى الصواريخ الإيرانية، مؤكداً أن إيران قبلت بمقترحات أوروبية وروسية للتفاوض، لكنها تتعارض مع السياسات التخريبية للنظام الصهيوني.
قال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي مساء اليوم الثلاثاء، إن بلاده لا تحتاج للسلاح النووي وليس لديها نية لإنتاجه، مضيفا: "نحن ضمن عشر دول فقط في العالم قادرة على التخصيب، والتسع الأخرى تمتلك القنبلة النووية، أما نحن فلا ولن نمتلكها". وأكد أن إيران تُخصّب اليورانيوم بنسبة 60% "وهي نسبة مرتفعة ومهمة لمتطلبات داخلية"، مضيفاً أن إيران "لديها حاليا، وفق تقارير موثوقة، عشرات العلماء النوويين البارزين، ومئات الباحثين، وآلاف المتخصصين المدرّبين في مختلف المجالات ذات الصلة".
وقال خامنئي إن جميع هؤلاء يمارسون نشاطهم حاليا، كاشفاً أن برنامج إيران النووي "مستمر بوتيرة عالية وأن عملية تخصيب اليورانيوم لن تتوقف". وبخصوص إمكانية التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية، قال المرشد الأعلى إنه "خسارة محضة ولا يخدم المصالح الوطنية، ولا يدرأ الأضرار عن البلاد"، محذراً من أن قبول التفاوض تحت التهديد سيجعل إيران "قابلة للابتزاز"، ويفتح الباب أمام مطالب أميركية لا تنتهي، تبدأ بالتخصيب، ثم الصواريخ، ثم العلاقات مع دول محددة.
واعتبر خامنئي أن أميركا "لا تريد التفاوض، بل تريد فرض إملاءاتها على إيران"، مشيرا إلى أن "الجانب الأميركي يحدد نتائج التفاوض سلفا وهي تعطيل الأنشطة النووية الإيرانية وإنهاء تخصيب اليورانيوم". وأشار إلى أن وعود واشنطن بمنح امتيازات في التفاوض "كاذبة"، مستشهداً بتجربة الاتفاق النووي لعام 2015 وانسحاب الولايات المتحدة منه، وإعادة فرض العقوبات، ومؤكداً أن "أميركا تكذب في كل شيء، وتنقض العهود، وإذا استطاعت فهي تمارس الاغتيال".
كما تناول في كلمته الذكرى السنوية لاغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، واصفاً إياه بـ"الثروة الكبيرة" التي لم تُفقد، معتبراً أن حزب الله يمثّل "رصيداً استراتيجياً للبنان ولغيره" في المنطقة. وفي خطابه، أشاد خامنئي بوحدة الشعب الإيراني خلال حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل في يونيو/حزيران الماضي، معتبراً أن "هذا التماسك أحبط مخطط العدو الذي قال إنه بصدد اغتيال قادة عسكريين وشخصيات مؤثرة، لإحداث اضطرابات داخلية تحشد الشارع". واعتبر أن "عامل الوحدة الوطنية لا يزال قائماً ولم يكن ظرفياً.. ولا يزال قائماً ولم يكن مرتبطاً بظرف الحرب فقط".
لاريجاني: أميركا اشترطت خفض مدى الصواريخ الإيرانية
وفي وقت سابق اليوم، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، إن الولايات المتحدة اشترطت في خطتها الأولية المتعلقة بإيران خفض مدى الصواريخ الإيرانية إلى أقل من 500 كيلومتر، متسائلاً إن كان "يمكن لأي إيراني أن يرضى بذلك؟". واعتبر لاريجاني خلال لقائه أعضاء غرفة التجارة الإيرانية في طهران أن جوهر المشكلة يكمن في "المطالب غير المقبولة" التي تطرحها الأطراف الأخرى، مضيفاً: "من الكذب القول إنّ إيران لا تريد أن تتفاوض، فإذا طُرحت مبادرة عقلانية وعادلة تحفظ مصالح إيران، فإننا سنقبل بها".
وتابع أن بلاده "سلكت جميع المسارات الممكنة للحيلولة دون إعادة تفعيل عقوبات مجلس الأمن، عبر التفاوض والبحث عن حلول، لكن الطرف الآخر واصل سياسة المبالغة في المطالب ووضع العراقيل"، وأردف: "على سبيل المثال، أرسلت فرنسا، عبر مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، رسالة مفادها أنه إذا توصلتم إلى اتفاق مع الوكالة فسوف نسحب طلب تفعيل آلية سناب باك. وقد جرى التوصل إلى هذا الاتفاق، ووقّع وزير خارجيتنا (عباس عراقجي) على الاتفاق في مصر مؤخراً، لكنّهم أخلفوا الوعد".
وأشار لاريجاني إلى أن الأوروبيين طرحوا لاحقاً مقترحاً خاصاً بهم، كما طرحت روسيا خطة أخرى، موضحاً أن إيران قبلت بكلا المقترحين مع بعض الملاحظات، وقال: "كانا يمنحان ستة أشهر مهلة للتفاوض، قبل تفعيل آلية سناب باك، لكنّهم لم يلتزموا مرة أخرى، ومضوا في مساعيهم لتفعيل آلية سناب باك في مجلس الأمن"، وانتقد لاريجاني المواقف الغربية، وقال: "الاتفاق النووي نصّ على آلية تتيح لأي طرف أن يتخذ إجراءات مضادة إذا أخل الطرف الآخر بالتزاماته. فمن الذي انتهك التزامات؟ الولايات المتحدة أولاً بخروجها من الاتفاق، ثم الأوروبيون بعدم التزامهم، وصولاً إلى القيام بقصف منشآتنا النووية. فمَن يحق له الاعتراض؟
وقال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني إنّ المسار الذي تتبعه إيران "يتعارض مع السياسات التخريبية للنظام الصهيوني، ولذلك فإننا نرحب بالتعاون السياسي والتجاري والأمني مع جميع دول المنطقة وسنواصل هذا النهج".