خامنئي: إسرائيل سُحقت تقريباً وأميركا لم تحقق أي إنجاز

26 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 15:54 (توقيت القدس)
علي خامنئي في أثناء إلقاء كلمته المصورة، 26 يونيو 2025 (لقطة شاشة)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي عن "انتصار" إيران على إسرائيل، مشيراً إلى انهيارها تحت ضربات القوات الإيرانية، وأكد أن الهجمات الأميركية لم تحقق نتائج مهمة، مع رد إيران بقوة على قاعدة العُديد في قطر.
- شدد خامنئي على "وحدة الشعب الإيراني" في مواجهة الضغوط الأميركية، واصفاً مطالبات الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستسلام إيران بأنها "خرافة"، مؤكداً على قوة وعراقة إيران.
- أكد قائد القوات المسلحة الإيرانية، عبد الرحيم موسوي، فرض إرادة إيران على الولايات المتحدة وإسرائيل، محذراً من رصد تحركات الأعداء، ومتوعداً بإخراج أميركا وزوال إسرائيل.

خامنئي:

خامنئي ألقى أول كلمة مصورة له منذ وقف إطلاق النار مع إسرائيل

المرشد الإيراني: أميركا قصفت المواقع النووية لكنها لم تحقق الكثير

اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل صامد

قال المرشد الإيراني علي خامنئي، في خطاب له اليوم الخميس، إن "الكيان الصهيوني قد انهار وسُحق تقريباً تحت ضربات الجمهورية الإسلامية"، مهنئاً الإيرانيين "بالانتصار على الكيان الصهيوني المزيف"، ومضيفاً أن الولايات المتحدة "لم تحقق أي إنجاز" بانضمامها إلى الحرب مع إسرائيل ضد إيران. وأوضح في كلمته المصورة الأولى بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل  أن "ذلك الكيان الذي كان يثير الكثير من الجلبة والضجة، ويسوق مزاعم القوة، قد تهاوى وانهار تقريباً تحت ضربات الجمهورية الإسلامية". وأضاف أن إسرائيل لم تكن لتتصور يوماً أن تتلقى مثل هذه "الضربات القاسية" من القوات المسلحة الإيرانية، لكن ذلك حدث بالفعل. وأشار إلى أن القوات المسلحة الإيرانية "نجحت في تجاوز دفاعاتهم المتقدمة متعددة الطبقات، وتمكنت من تسوية العديد من مناطقهم الحضرية والعسكرية بالأرض باستخدام صواريخها المتطورة وهجماتها الدقيقة"، مؤكداً أن "على الكيان الصهيوني أن يدرك أن أي اعتداء ضد الجمهورية الإسلامية سيتسبّب له في أثمان باهظة للغاية". 

كما هنأ خامنئي الإيرانيين بما اعتبره "انتصار إيران على أميركا"، موضحا أن الولايات المتحدة "دخلت الحرب بشكل مباشر لإنقاذ إسرائيل من الدمار الكامل، لكنها فشلت، ولم تحصد أي مكاسب ملموسة"، مشدداً على أن الهجمات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية "لم تثمر عن نتائج مهمة"، مضيفا: "هاجموا مراكزنا النووية، لكنهم لم يحققوا أهدافهم الرئيسية". وعلق على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن نتائج القصف الأميركي للمنشآت النووية، قائلا: "ترامب بالغ بشكل مفرط وغير طبيعي في ما جرى، وظهر للجميع حاجته الشخصية إلى تلك المبالغات لإخفاء الحقيقة. لم يتمكنوا من تحقيق ما أرادوا، لذا لجأوا لتوظيف التضخيم للتغطية على فشلهم".

في المقابل، أعلن خامنئي أن إيران ردت بقوة على أميركا بضرب واحدة من أهم قواعدها العسكرية الإقليمية، وهي قاعدة العُديد في دولة قطر، متسببة بـ"أضرار". وأضاف: "هؤلاء الذين لجأوا للتضخيم في البداية (في نتائج الهجمات الأميركية على إيران) حاولوا التقليل من أهمية تلك الضربة (على القاعدة الأميركية)، لكن الحقيقة أن الأمر كان حدثاً كبيراً"، على حد تعبيره. وأضاف المرشد الإيراني الأعلى أنّ قدرة إيران على الوصول إلى مراكز أميركية حساسة في المنطقة والتصرف ضدها عند الضرورة "ليس بالأمر البسيط"، واصفاً ذلك بـ"الحدث الكبير"، الذي قال إنه يمكن أن يتكرر في المستقبل إذا اقتضت الحاجة.

تهنئة خامنئي الثالثة كانت حول ما وصفه بـ"وحدة الشعب الإيراني غير المسبوقة"، موضحاً أن "شعبًا يبلغ تعداده نحو 90 مليون نسمة وقف كشخص واحد، متحداً، يهتف بصوت واحد، يدعم القوات المسلحة، ويعمل من دون أي خلافات في المطالب والأهداف". وتطرق خامنئي إلى تصريحات ترامب حول ضرورة استسلام إيران، قائلا: "لم تعد القضية تتعلق ببرنامجنا النووي أو بالصناعة النووية، بل الأمر يتعلق بجعل إيران تستسلم". لكنه أضاف مستهزئا: "مثل هذا الطلب أكبر من أن يصدر عن رئيس أميركي. إيران العظيمة، بتاريخها العريق، وثقافتها، وعزيمتها الصلبة، لا تعرف الاستسلام. هذه مجرد خرافة يسخر منها العالم".

وأكد أن ترامب أظهر بوضوح أن الأميركيين "لن يرضوا بأقل من استسلام إيران الكامل"، قائلا إن "الشعب الإيراني يجب أن يدرك أن هذه هي حقيقة العداء الأميركي. أميركا تريد إذلال إيران، وهذا لن يحدث أبدا". وختم خامنئي بالتشديد على أنّ "الشعب الإيراني شعب عظيم، وإيران بلد قوي وعريق بحضارته وثروته الثقافية والتاريخية، التي تفوق بمئات المرات نظيرتها عند أميركا وأمثالها. لذا فإن مجرد توقع أن تستسلم إيران هو ثرثرة ومثير للسخرية"، وفق تعبيره.

من جهته، أعلن قائد هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، عبد الرحيم موسوي، في خطاب موجه إلى الشعب أورده التلفزيون الإيراني، اليوم، أن القوات المسلحة الإيرانية "تمكنت من فرض إرادتها على الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني في المواجهة الأخيرة"، مضيفا أن "القدرات الاستخباراتية واللوجستية والعملياتية للدول الغربية، وخاصة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، كانت بالكامل في خدمة المعتدي".

وأكد موسوي أنه بعد مهاجمة قاعدة العُديد، فإن "قادة الولايات المتحدة اضطروا، عبر بعض دول المنطقة، إلى الاستجداء والرضوخ عملياً أمام إرادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، محذراً من أن "تحركات الأعداء تحت رصد وإشراف كامل ومستمر من القوات المسلحة الإيرانية"، ومتوعداً "المعتدين بإيصالهم إلى مزبلة التاريخ إن كرروا أي خطأ استراتيجي"، على حد تعبيره. وتابع القائد العسكري الإيراني: "كما أكد المسؤولون في الجمهورية الإسلامية الإيرانية مراراً وتكراراً، فإن إيران لم ولن تكون المبادرة بشن أي حرب. ولكن إذا تعرضت سلامة الأراضي الوطنية للاعتداء، فإننا سنحدد نتائج وتبعات تلك الحرب والاعتداء".

كذلك أعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان موجه إلى الشعب الإيراني، اليوم الخميس أن القوات المسلحة الإيرانية أثبتت أنها "لن تبقي أي اعتداء من دون الرد"، مشيراً إلى أنها وجهت "صفعة قوية" إلى إسرائيل واعتبر أنه "انهار وهم استسلام إيران"، متحدثاً عن تحقيق "مكاسب مهمة"، فضلاً عن تمكن إيران من "فرض إرادتها" على الكيان الإسرائيلي وأميركا. وأضاف الحرس الثوري الإيراني أن دخول أميركا في المواجهة "لم يغير معادلاتها وتفوق إيران ميدانياً"، متوعداً بأنه "لن يألو جهداً لإخراج أميركا من المنطقة وزوال الكيان الصهيوني"، وفق البيان.

وفي 13 يونيو/ حزيران الجاري، وحينما كانت إيران تستعد لإجراء جولة سادسة من المحادثات النووية مع واشنطن في مسقط، شنت إسرائيل هجوماً مباغتاً على إيران، استمر 12 يوماً، وشمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، وردت إيران باستهداف مقار عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة. ويوم الأحد الماضي، هاجمت الولايات المتحدة ثلاث منشآت نووية في إيران (نطنز، وأصفهان، وفوردو) مستخدمة صواريخ خارقة للتحصينات.

وفجر الثلاثاء الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إسرائيل وإيران وافقتا على وقف لإطلاق النار. وكتب على منصة "تروث سوشال" التابعة له: "جرى الاتفاق بشكل تام بين إسرائيل وإيران على وقف إطلاق نار تام وشامل". ولا يزال هذا الاتفاق صامداً. وأدت الضربات الإسرائيلية على إيران إلى مقتل 627 مدنياً على الأقل، بحسب وزارة الصحة في طهران. أما الهجمات الإيرانية على إسرائيل، فأودت بحياة 28 شخصاً، بحسب الأرقام الرسمية.

المساهمون