استمع إلى الملخص
- حصل تيار الاستقلال النقابي على نصف مقاعد مجلس النقابة، بينما فاز مرشحون مدعومون من الدولة بالمقاعد الأخرى، مما يعكس توازن القوى بين التيارين.
- تعهد البلشي بتحسين الأوضاع الاقتصادية للصحافيين وزيادة بدل التدريب، وسط تردي الأجور وارتفاع التضخم، وشارك 53 مرشحاً في الانتخابات، مما يعكس حيوية المشهد الانتخابي.
فاز الكاتب الصحافي خالد البلشي بمنصب نقيب الصحافيين المصريين للمرة الثانية توالياً، على حساب منافسه المدعوم من أجهزة الدولة عبد المحسن سلامة، في انتخابات التجديد النصفي لمجلس النقابة التي أجريت، يوم الجمعة، على منصب النقيب وستة أعضاء من أصل 12 عضواً في المجلس. وحصل البلشي على 3 آلاف و346 صوتاً من إجمالي عدد الأصوات الصحيحة البالغ 5748 صوتاً، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ النقابة، مقابل ألفين و562 صوتاً لسلامة، بفارق يصل إلى 784 صوتاً، بحسب ما أعلنته اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات، وحصل مرشحون آخرون على منصب النقيب على عدد محدود من الأصوات، ومنهم: السيد الإسكندراني بإجمالي 44 صوتاً، ومحسن هاشم (6 أصوات)، ونورا راشد (5 أصوات).
كذلك حصل ما يعرف بـ"تيار الاستقلال النقابي" على نصف مقاعد العضوية، وفاز بمقاعد العضوية (فوق السن) كل من: محمد شبانة بإجمالي 2534 صوتاً، وحسين الزناني بعدد 2367 صوتاً، ومحمد سعد عبد الحفيظ بحصوله على 2267 صوتاً. والأخير فقط هو المحسوب على تيار الاستقلال، بينما شبانة والزناتي من مرشحي الحكومة، أو ما يطلق عليها الصحافيون اصطلاحاً "قائمة الدولة". وفي ما يخص مقاعد تحت السن، فاز أيمن عبد المجيد بإجمالي 2473 صوتاً، ومحمد السيد الشاذلي بعدد 2348 صوتاً، وهما من المرشحين المدعومين من أجهزة الدولة، بالإضافة إلى إيمان عوف التي حصلت على 1764 صوتاً، وتنتمي إلى تيار الاستقلال.
وبذلك استحوذ تيار الاستقلال على نصف مقاعد العضوية في مجلس النقابة، لكونه يمتلك أربعة مقاعد من الأعضاء الحاليين للمجلس، وهم: جمال عبد الرحيم، وهشام يونس، ومحمود كامل، ومحمد الجارحي، إلى جانب عضوين فائزين هما عبد الحفيظ وعوف. وتقاسم تيار الدولة المناوئ عدد المقاعد بعد فوز كل من شبانة والزناتي وعبد المجيد والشاذلي، بالإضافة إلى امتلاكه عضوين حاليين في المجلس هما محمد يحيى يوسف، وعبد الرؤوف خليفة.
أما المرشحون غير الفائزين (فوق السن) الذين حصلوا على أعلى عدد من الأصوات، فهم: محمد خراجة حصل على 2116 صوتاً، وعمرو بدر على 1928 صوتاً، وخير راغب على 1300 صوت، وإسماعيل العومي على 763 صوتاً. وبالنسبة إلى مرشحي (تحت السن) الخاسرين حصل حماد الرمحي على 1733 صوتاً، وفيولا فهمي على 1378 صوتاً، ودعاء النجار على 1113 صوتاً، وعلاء عمران على 1160 صوتاً، وأحمد عاطف على 907 أصوات.
ووجه البلشي رسالة شكر إلى الجمعية العمومية لنقابة الصحافيين، قائلاً: "شكراً لهذا الحشد المهيب، رسالتكم تكليف بإتمام مسار لن نحيد عنه في الدفاع عن حقكم في نقابة قوية ومهنة حرة. وشكراً لكل من بذل جهداً لخروج هذا اليوم بشكل يليق بالنقابة وجمعيتها العمومية".
وأضاف البلشي عبر صفحته في فيسبوك: "شكراً للأستاذ عبد المحسن سلامة الذي خلق بترشحه فرصة لانتخابات تنافسية تليق بنقابة الصحافيين، وللجنة المشرفة على الانتخابات واللجنة القضائية التي ضمنت بوجودها انتخابات شفافة ونزيهة. وشكراً للأساتذة الكبار الذين صنعوا لنا مساراً نسير عليه، ولأفراد حملتي الانتخابية الذين ضربوا نموذجاً للقوة والحكمة والإخلاص وضبط النفس". وفور إعلان النتائج، شهدت لجنة الفرز ومحيط النقابة احتفالات وهتافات من أنصار البلشي، ورددوا: "قول متخافش نقيبنا هو البلشي"، و"عاشت حرية الصحافة". وحمل الصحافيون البلشي على الأكتاف، تعبيراً عن فرحتهم بفوزه. وشهد محيط النقابة منذ الصباح الباكر تشديدات أمنية مكثفة، حيث توزعت القوى الأمنية في محيط وسط القاهرة، حيث مقر النقابة.
وفي أول تصريح له بعد فوزه، تعهد البلشي بالعمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية للصحافيين، وتفعيل دور النقابة في الدفاع عن حقوقهم وتعزيز مكانتها مظلةً حاميةً لممارسات الصحافة الحرة. ومن المقرر أن يعلن البلشي زيادة في قيمة بدل التدريب والتكنولوجيا، الذي يتحصل عليه الصحافيون شهرياً من وزارة المالية بقيمة 3900 جنيه (77 دولاراً تقريباً)، ليصل إلى نحو خمسة آلاف جنيه، في ظل ما تعانيه الجماعة الصحافية من تردٍّ في منظومة الأجور، وتراجع كبير في مستوى المعيشة مع ارتفاع معدلات التضخم والغلاء.
وفي 17 مارس/آذار 2023، فاز البلشي بمنصب نقيب الصحافيين إثر حصوله على 2450 صوتاً، وكان وقتها رئيساً لتحرير موقع درب الإخباري المحلي التابع لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي المحسوب على المعارضة، مقابل 2211 صوتاً لمنافسه المرشح الحكومي خالد ميري، الذي كان يشغل سابقاً رئاسة تحرير صحيفة الأخبار القومية.
وسلامة كان عضواً في الحزب الوطني "المنحل" الحاكم إبان عهد الرئيس المخلوع الراحل حسني مبارك، وترشح عن الحزب في انتخابات مجلس الشعب عن دائرة شبرا الخيمة في محافظة القليوبية عام 2010، التي أفضت إلى "برلمان مزور بالكامل"، ومثلت أحد الأسباب الرئيسية في اندلاع ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.
وجاء التصويت بعد الدعوة إلى انعقاد الجمعية العمومية اليوم الجمعة، بتوقيع (25%+1) من أعضاء الجمعية العمومية المسددين للاشتراكات والمسجلين في جداول النقابة. وبدأت العملية الانتخابية في العاشرة من صباح الجمعة، وتمت مناقشة الميزانية وبعض قضايا النقابة، قبل الدعوة لبدء عملية التصويت على مقعد النقيب مع التجديد النصفي لستة من أعضاء المجلس.
وتضمن جدول الأعمال "التصديق على محضر اجتماع الجمعية العمومية المنعقدة في (مارس/آذار 2023). والنظر في تقرير مجلس النقابة عن أعمال السنة المنتهية في فبراير/شباط 2025، واعتماده. واعتماد الحساب الختامي للسنة المنتهية في 31 ديسمبر/كانون الأول 2024، ومشروع الموازنة التقديرية لسنة 2025. ومناقشة المسائل المعروضة من مجلس النقابة، والاقتراحات المقدمة من الأعضاء. وانتخاب النقيب وستة من أعضاء المجلس، وفي حالة الإعادة على مقعد النقيب تُجرى الانتخابات في اليوم التالي من الساعة الثالثة إلى الساعة السابعة مساءً. بخلاف ما يرى مجلس النقابة عرضه على الجمعية العمومية من الأمور العاجلة، التي تطرأ بعد توجيه الدعوة.
وبلغ إجمالي عدد المرشحين في الانتخابات اليوم الثاني من مايو/أيار، 53 مرشحاً بينهم عشرة مرشحين لمقعد النقيب، و43 مرشحاً لعضوية مجلس النقابة. وكان المرشحون لمقعد نقيب الصحافيين هم النقيب الحالي خالد البلشي، ونقيب الصحافيين الأسبق عبد المحسن سلامة، وعبد الجواد أبو كب، ومحسن هاشم، وسيد الإسكندراني، وأحمد فتحي أحمد، ومحمد المغربي، ونورا راشد، ومحمد بدوي، وطلعت هاشم. كما جرى التنافس على مقاعد ستة أعضاء أتموا أربع سنوات في عضوية مجلس النقابة، هم "أيمن عبد المجيد، وحسين الزناتي، وإبراهيم أبو كيلة، ودعاء النجار، ومحمد سعد عبد الحفيظ، ومحمد خراجة".