خاص | مدير الحرم الإبراهيمي ينفي سحب الاحتلال صلاحيات الأوقاف

26 فبراير 2025   |  آخر تحديث: 14:09 (توقيت القدس)
إجراءات مشددة عند مداخل ومخارج الحرم الإبراهيمي 5 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- نفى مدير الحرم الإبراهيمي في الخليل الشائعات حول سحب صلاحيات الأوقاف الإسلامية، مؤكدًا أن الأوقاف الفلسطينية تظل الجهة الوحيدة المسؤولة عن إدارة الحرم، رغم تهديدات الاحتلال المستمرة منذ 30 عامًا.

- أكدت وزارة الأوقاف الفلسطينية سيادتها على الحرم الإبراهيمي ورفضها لأي محاولات إسرائيلية لتغيير معالمه، داعية الشعب الفلسطيني لحمايته والمرابطة فيه، مشيرة إلى تجاهل الاحتلال للقوانين الدولية.

- دانت حركة حماس قرار الاحتلال بنقل صلاحيات سقف صحن المسجد الإبراهيمي، معتبرة ذلك انتهاكًا خطيرًا، ودعت إلى حماية المسجد والرباط فيه، خاصة مع اقتراب شهر رمضان.

أبو سنينة: الأوقاف لن تسمح بأي مساس بحقوقها في إدارة الحرم

الاحتلال الإسرائيلي هدد قبل يومين بسقف صحن الحرم الإبراهيمي

تسعى سلطات الاحتلال إلى تهويد الحرم وفرض سيطرة كاملة عليه

نفى مدير الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، معتز أبو سنينة، صباح اليوم الأربعاء، صحة ما يتم تداوله بشأن قيام الارتباط الفلسطيني بإبلاغ وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية وإدارة الحرم بسحب سلطات الاحتلال الإسرائيلي صلاحيات الأوقاف من الحرم الإبراهيمي، مؤكدًا أن "هذه الادعاءات مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة. وأوضح أبو سنينة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الاحتلال الإسرائيلي يهدد منذ 30 عامًا بسحب صلاحيات الأوقاف الإسلامية عن الحرم، لكنه لم ينجح في ذلك، مشددًا على أن "الأوقاف الفلسطينية هي الجهة الوحيدة صاحبة الولاية والسيادة على الحرم الإبراهيمي، ولن تسمح بأي مساس بحقوقها الشرعية في إدارة هذا الموقع الديني والتاريخي".

من جهة أخرى، أكد أبو سنينة أن الاحتلال الإسرائيلي هدد قبل يومين بسقف صحن الحرم الإبراهيمي، في خطوة تهدف إلى تغيير معالمه الإسلامية وفرض وقائع جديدة على الأرض، لكن الأوقاف رفضت ذلك. وأوضح أن مساحة الصحن المستهدف تبلغ 19 مترًا طولًا وتسعة أمتار عرضًا، مضيفًا أن هذه المحاولات بدأت منذ أشهر، في إطار سياسة إسرائيلية تهدف إلى تهويد الحرم تدريجيًا.

وأكد أبو سنينة أن إدارة الحرم الإبراهيمي ووزارة الأوقاف الفلسطينية رفضتا هذا التهديد بشكل قاطع، وأنه تتم متابعة التطورات مع الجهات المختصة والمعنية لمنع تنفيذ أي تغييرات تمسّ الهوية الإسلامية للحرم. وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية قد أكدت، في بيان لها الليلة الماضية، أنها صاحبة السيادة على الحرم الإبراهيمي الشريف، وأن "أي محاولة لتغيير هذا المعلم الديني والتاريخي تعد انتهاكًا واعتداءً على هذه السيادة والولاية القانونية والدينية والسياسية على مقدس من المقدسات الإسلامية، وعلى معلم تراثي هام وحسّاس يمسّ كل المسلمين بسبب ما يتعرض له من اعتداءات".

وقالت الأوقاف الفلسطينية: "إن الحرم الإبراهيمي هو ملكية وقفية خالصة للمسلمين ولا يحق لأيٍّ كان، مهما امتلك من قوة، العبث فيه وتغيير معالمه، أو يسعى بأي شكل من الأشكال لطمس هويته الدينية وتهويد ما تبقى من أجزائه". وتابعت: "إن الاحتلال، وهو يمارس انتهاكاته واعتداءاته اليومية، يضرب بعرض الحائط كافة القوانين والمواثيق الدولية التي وضعت الحرم على قائمة الموروث الحضاري عام 2017".

وقالت الأوقاف: "نحن نعي مخططات هذا الاحتلال تجاه الحرم الإبراهيمي، سواء من خلال اعتداءاته اليومية، وانتهاكه لقدسيته وتدنيسه لطهارته، أو من خلال منهجيته الحثيثة في بسط سيطرته عليه وتحويله لكنيس يهودي خالص تمارس فيه تعاليمه التلمودية، وتأتي في هذا السياق محاولاته لسقف صحن الحرم التي حاول تمريرها قبل عدة أشهر، إلا أنه، بوقوف أبناء مدينة الخليل ومؤسساتها الرسمية والأهلية خلف الحكومة الفلسطينية في الدفاع عن الحرم، تراجع الاحتلال عن هذه المحاولات".

وأكدت وزارة الأوقاف موقفها الثابت والمبني على سيادتها وصلاحياتها المطلقة في رعاية الحرم الإبراهيمي، وحمايته من الاعتداءات، مؤكدة بشكل قاطع رفض ممارسات هذا الاحتلال بأشكالها كافة، داعية أبناء الشعب الفلسطيني عامة، وأبناء مدينة الخليل خاصة لحمايته والمرابطة فيه، فبجهودهم وعلى أيديهم تنكسر جميع المؤامرات والمخططات لتغيير معالمه.

حماس: نقل صلاحيات الحرم الإبراهيمي للاحتلال تعدٍّ سافر

من جانبها، دانت حركة حماس قرار الاحتلال بنقل كافة صلاحيات الأعمال في سقف صحن المسجد الإبراهيمي من وزارة الأوقاف إليه، مشيرة إلى أن ذلك "يعدّ تعديًا سافرًا على مكانة المسجد الإبراهيمي، وانتهاكًا صارخًا وخطيرًا ضمن مسلسل الاعتداءات المتواصلة على المقدسات الإسلامية". وأضافت أن "هذا القرار، الذي يتزامن مع الذكرى الحادية والثلاثين لمجزرة المسجد الإبراهيمي، يكشف نوايا الاحتلال الحقيقية وتصميمه على مواصلة تهويد المسجد الإبراهيمي وتقسيمه والسيطرة عليه. ويأتي ذلك بعد المجزرة التي أعقبتها محاولات تقييد وصول المسلمين إليه، ومنح مساحات واسعة منه للمتطرفين اليهود، وتشديد الإجراءات الأمنية حوله".

وتابعت حماس: "نؤكد أن المسجد الإبراهيمي ملكية وقفية خالصة للمسلمين، وأن جميع مخططات الاحتلال الرامية لتهويده بالكامل والسيطرة عليه ستبوء بالفشل أمام تصدي شعبنا الفلسطيني، ولا سيما أهالي مدينة الخليل الأبطال". وختم البيان: "ندعو أبناء شعبنا الفلسطيني المرابط، وخاصة أهالي مدينة الخليل، لحماية المسجد الإبراهيمي والرباط فيه، لا سيما مع اقتراب شهر رمضان المبارك، لإفشال مخططات الاحتلال الرامية إلى تغيير معالمه والسيطرة عليه".

يُذكر أن الحرم الإبراهيمي، الواقع في مدينة الخليل، يخضع لإجراءات إسرائيلية مشددة منذ مجزرة 1994، التي ارتكبها المستوطن باروخ غولدشتاين، حيث تسعى سلطات الاحتلال إلى فرض سيطرة كاملة على الحرم، من خلال إجراءات تهويدية متواصلة، تواجه برفض فلسطيني واسع.