خاص | ما بحثته زيارة وفد إسرائيلي إلى مصر حول إدارة غزة وتحريك المفاوضات
استمع إلى الملخص
- تعمل لجنة مصرية على صياغة رد على رفض الولايات المتحدة وإسرائيل للخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، حيث يصر ترامب على تهجير سكان غزة وتهاجم إسرائيل البيان الختامي للقمة العربية.
- تواجه إعادة إعمار غزة تحديات مثل القيود الإسرائيلية والتمويل، وتعتمد الخطة المصرية على تمويل عربي ودولي مع رقابة، لكنها تفتقر لمسار أمني يضمن وقف الحرب.
الوفد بحث مع مسؤولين مصريين تصور القاهرة بشأن مستقبل قطاع غزة
المحادثات شملت أيضاً اسئتناف إدخال المساعدات وتحريك المفاوضات
القاهرة تجهز رداً على رفض واشنطن وتل أبيب الخطة العربية
كشفت مصادر مصرية أن وفداً أمنياً إسرائيلياً زار القاهرة، أمس الأربعاء، والتقى مسؤولين بجهاز المخابرات العامة. وأوضحت المصادر ذاتها أن مناقشات الوفد الإسرائيلي تطرقت إلى التصور المصري بشأن إدارة قطاع غزة في المرحلة المقبلة، وكذلك استئناف إدخال المساعدات والمواد الإغاثية، وتحريك مفاوضات المرحلة الثانية لاتفاق وقف إطلاق النار، وآليات إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة في قطاع غزة.
وبحسب المصادر، فإن الوفد كان ذا طابع فني، وجاء بعد الحصول على تصريح رسمي من المستوى السياسي وضمن منسق أعمال الحكومة بالأراضي المحتلة. وقالت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، أمس الأربعاء، إن لجنة من دبلوماسيين ومسؤولين أمنيين، تابعة لرئاسة الجمهورية المصرية، تعكف منذ أمس، على صياغة رد القاهرة على الموقفين الأميركي والإسرائيلي الرافضين الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، والتي اعتمدتها القمة العربية الطارئة أول من أمس الثلاثاء.
وأضافت المصادر نفسها أنّ أعضاء اللجنة استُدعوا من أجل التباحث في كيفية الرد على الموقف الأميركي من مخرجات القمة، وبحسب مصدر دبلوماسي مصري رجح أن تجري صياغة بيان رسمي يصدر عن وزارة الخارجية.
ورفضت الولايات المتحدة الاقتراح المصري الذي جرت الموافقة عليه خلال القمة العربية، وأكدت أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يزال متمسكاً بتهجير سكان غزة. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، برايان يوز، إن "سكان قطاع غزة لا يمكنهم العيش بشكل إنساني في منطقة مدمرة ومليئة بالذخائر غير المنفجرة"، على حد قوله.
وشدد على أن ترامب متمسك برؤيته لإعادة إعمار غزة دون وجود حركة حماس. كذلك هاجمت إسرائيل البيان الختامي للقمة، زاعمة أنه "فشل في معالجة حقائق الوضع بعد 7 أكتوبر"، وحثت دول الإقليم على "التحرر من قيود الماضي، والتعاون لخلق مستقبل من الاستقرار والأمن في المنطقة".
وتواجه إعادة إعمار غزّة نفسها تحديات هائلة. فإسرائيل لا تزال تفرض قيوداً صارمة على إدخال المساعدات ومواد البناء إلى القطاع، وهو ما قد يعطل أو يبطئ عملية الإعمار. كما أن مسألة التمويل تظل قضية محورية، إذ إن إعادة بناء غزة تتطلب مليارات الدولارات قدرتها الخطة بشكل أولي بـ53 مليار دولار، ورغم أن الدول العربية، خصوصاً الخليجية، قد تعهدت بالدعم المالي، فإن استمرار تدفق هذه الأموال قد يكون مشروطاً بترتيبات سياسية معينة، وهو ما يضيف مزيداً من الضغوط على الأطراف الفلسطينية والعربية المعنية بالخطة.
تعتمد الخطة المصرية على تمويل مشروعات إعادة الإعمار من الدول العربية والمؤسسات الدولية، التي ستتولى الرقابة على المصروفات، والإشراف على إدارة عمليات الإعمار طوال مراحلها المختلفة، لتعزيز الشفافية، وتحقيق الاستقرار السياسي، والاستدامة الاقتصادية.
تأتي التصورات، وفق دور محدد اختارته السلطات المصرية، بأن تحتفظ بدور الوسيط، بين أطراف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ورغم وضوح الرؤية الفنية والمالية والجدول الزمني والتنفيذي لمشروع إعادة الإعمار، فإنها تبدو خالية من مسار أمني يضمن وقف حرب تسعى إسرائيل إلى تأجيجها من جديد، في ظل عدم وجود مصير واضح للسلطة الجديدة في غزة، ومستقبل حركة حماس، مع حالة عدم يقين تزداد غموضاً مع حصول تل أبيب على دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وموافقة على ما تتخذه إسرائيل من إجراءات بقطاع غزة.