استمع إلى الملخص
- أكد متحدث باسم "كتائب سيد الشهداء" أن العراق قد يتأثر أمنياً بما يحدث في سوريا، مشيراً إلى إمكانية مشاركة الفصائل العراقية في القتال، ضمن محور المقاومة الذي يضم إيران وسوريا ولبنان.
- وصف مستشار الأمن القومي العراقي سيطرة المعارضة السورية على مناطق بأنها "أعمال إرهابية"، مؤكداً دعم العراق للنظام السوري وتكثيف الجهد الاستخباري على الحدود المشتركة.
مليشيا "كتائب سيد الشهداء": ما يحصل في سورية بدفع أميركي إسرائيلي
الفتلاوي: العراق يتأثر أمنياً بشكل كبير بأي تطور يحصل داخل سورية
الحديثي: انتقال الفصائل إلى سورية لدعم النظام ترتبط بقرار إيراني
قال فصيلان مسلحان في العراق، مدعومان من طهران، إنهما يستعدان للتوجه إلى سورية فيما تداول ناشطون مقطع فيديو لقيادي بمليشيا "بدر" في دمشق يؤكد انتشار مكثف للفصائل العراقية في منطقة "السيدة زينب" بضواحي دمشق. وأمس السبت، أجرى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اتصالاً هاتفياً مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، قال فيه إن العراق على استعداد لتقديم كل الدعم اللازم للنظام السوري، في ظل الانهيارات المتسارعة في صفوف قوات النظام، وخسارته لمدينة حلب ومحافظة إدلب، وأجزاء من حماة خلال اليومين الماضيين.
وقالت رئاسة النظام السوري، في بيان لها، إنّ الأسد بحث في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي "التطورات الأخيرة والتعاون المشترك بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، وعدداً من القضايا العربية والدولية". ونقلت عن مضمون الاتصال أن السوداني شدد على "استعداد العراق لتقديم كل الدعم اللازم لسورية لمواجهة الإرهاب وتنظيماته كافة، مؤكداً تمسُّك بلاده باستقرار سورية وسيادتها ووحدة أراضيها"، وفقاً لما ورد بالبيان.
كذلك أجرى عدد من القادة الأمنيين والعسكريين العراقيين زيارات متتالية للجانب الحدودي من العراق مع سورية، على رأسهم وزير الدفاع ثابت العباسي، الذي أعلن تأمين الحدود والتشديد على عدم وجود خطر من انعكاسات الأوضاع الحالية في الأراضي السورية.
واليوم الأحد، قال كاظم الفرطوسي، المتحدث باسم مليشيا "كتائب سيد الشهداء"، أبرز الفصائل العراقية المسلحة المدعومة من إيران، لـ"العربي الجديد"، إن "ما يحصل في سورية بدفع أميركي إسرائيلي، وهي صفحة ثانية لمحاصرة حزب الله في لبنان، لذا لن نبقى متفرجين". وأضاف الفرطوسي أن "العراق سيكون أول بلد يتضرر مما يجري حالياً في سورية، ولا نستبعد المشاركة في القتال في سورية مرة أخرى"، مستدركاً بالقول: "قاتلنا سابقاً في سورية لسنوات طويلة، ليس دفاعاً عن النظام، بل للدفاع عن خط محور المقاومة وخط الإمداد الرئيسي الذي يربط بين لبنان والعراق وإيران وسورية"، وفقاً لقوله.
وأكد المتحدث باسم الجماعة التي توجد في مناطق حدودية بين العراق وسورية، أنه "لغاية هذه اللحظة لا يوجد قرار لمشاركة الفصائل العراقية في القتال داخل سورية، لكننا سننتقل فوراً إذا تطلب الأمر ذلك، وكل شيء ممكن خلال الأيام المقبلة، إذا ما تطورت الأوضاع بشكل أكبر وأخطر داخل سورية".
في السياق ذاته، قال القيادي في جماعة "أنصار الله الأوفياء" علي الفتلاوي لـ"العربي الجديد"، إن "العراق يتأثر أمنياً بشكل كبير بأي تطور يحصل داخل سورية، وما حصل في السنوات الماضية خير دليل على ذلك، ورغم أن الوضع الأمني العراقي يختلف حالياً عن عام 2014، لكن تبقى الخطورة موجودة"، وفقاً لقوله، مستدركاً: "لهذا ممكن جداً ذهاب الفصائل العراقية إلى سورية خلال الفترة القليلة المقبلة، وهي جاهزة على مختلف الأصعدة لهذه المهمة القتالية". وبرر ذلك في أن العراق "جزء أساسي من محور المقاومة الذي يجمع كلاً من إيران وسورية واليمن ولبنان"، كاشفاً عن وجود "تواصل وتنسيق لبحث الأوضاع في سورية حالياً، وهناك مباحثات بشأن إرسال دعم ومقاتلين إلى سورية لقتال الإرهابيين"، على حد تعبيره.
وتداول ناشطون مقطع فيديو للقيادي بمليشيا "بدر"، مهند العنزي في منطقة السيدة زينب، إحدى ضواحي دمشق، يؤكد فيه استقرار الأوضاع بالمنطقة، ويعلن وجوداً وانتشاراً لفصائل عراقية في دمشق، متوعداً بدعم قوات النظام السوري.
وحول هذه التطورات، قال الخبير بالشأن الأمني العراقي، العقيد المتقاعد سعد الحديثي لـ"العربي الجديد"، إن مسألة انتقال الفصائل مرة أخرى من العراق إلى سورية لدعم النظام، ترتبط بقرار إيراني في الدرجة الأولى. وأضاف الحديثي أن "توجه الفصائل قد يتحقق فعلاً بالأيام القادمة، إذا ما قررت إيران توجيه دعم قتالي للنظام السوري"، مشيراً إلى أن "سلطة حكومة السوداني على تلك الفصائل ضعيفة في ما يتعلق بأي دور لها خارج العراق".
واعتبر أن التهويل من انعكاسات ما يجري في سورية حالياً على الأمن العام بالعراق، هو جانب من مبالغة قد تكون متعمدة سياسياً في العراق، خصوصاً أن المسافة بين حلب والحدود العراقية لا تقل عن 350 كيلومتراً، وفيها تتوزع قوات النظام وقسد وفصائل عراقية وأخرى إيرانية.
الأعرجي يصف ما يجري في سورية بـ"الإرهاب"
من جهته، وصف مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، سيطرة فصائل المعارضة السورية على مدن ومناطق حلب وريفها وحماة بأنها "أعمال إرهابية"، مؤكداً وقوف الحكومة العراقية إلى جانب جيش النظام السوري في مواجهة ما وصفه بـ"الإرهاب"، وجاء في بيان صدر عن مكتب الأعرجي أن "مجلس الاستخبارات الوطني عقد، اليوم الأحد، جلسته السادسة عشرة لعام 2024"، وأضاف أنه "جرت مناقشة مستجدات الأحداث والتطورات الأخيرة على الساحة السورية والتهديدات التي قد تنتج عنها، وأكد المجلس أن ما يجري في سورية هي أعمال إرهابية وسيقف العراق إلى جانب الشعب السوري الشقيق وجيشه البطل في مواجهة الإرهاب"، على حد وصف البيان، وأكد مجلس الاستخبارات الوطني العراقي أنه "جرت مناقشة الإجراءات الواجب اتخاذها، حفاظاً على الأمن القومي العراقي، كما اتخذ المجلس جملة من التوصيات والتي ستعرض أمام أنظار القائد العام للقوات المسلحة".
مجلس الإستخبارات الوطني، ناقش مستجدات الأحداث والتطورات الأخيرة على الساحة السورية والتهديدات التي قد تنتج عنها، وشددنا على ضرورة إتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على الأمن القومي العراقي، وأكدنا مُجدداً أن العراق يقف إلى جانب الشعب السوري الشقيق وجيشه البطل في مواجهة الإرهاب. pic.twitter.com/VdicYKZzFk
— قاسم الاعرجي (@qassimalaraji) December 1, 2024
كما أجرى رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الأحد، اتصالاً هاتفياً مع عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، الملك عبد الله الثاني بن الحسين، لبحث آخر تطورات الأوضاع في سورية، بعد ساعات من اتصاله برئيس النظام السوري بشار الأسد، وأكد السوداني أن الأمن والاستقرار في سورية يمثلان أهمية لا يمكن التهاون معها، وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان أنه جرى خلال الاتصال "التباحث في آخر تطورات الأوضاع بالمنطقة، خاصة الأحداث في سورية، واستمرار العدوان الصهيوني على أهلنا في غزّة"، وأكد السوداني بحسب البيان "ضرورة تنسيق الجهود، ودعم العراق للعمل العربي والدولي المشترك لمواجهة التحديات"، مشيراً إلى أن "الأمن والاستقرار في سورية يمثلان أهمية لا يمكن التهاون معها، ليس للعراق فحسب، بل لكل دول المنطقة".
وفي السياق نفسه، قال بيان عسكري إن رئيس أركان الجيش العراقي، الفريق عبد الأمير رشيد يار الله، والفريق أول الركن، قيس المحمداوي، نائب قائد العمليات المشتركة، أكدا أهمية تكثيف الجهد الاستخباري على الحدود العراقية المشتركة مع سورية. وذكرت خلية الإعلام الأمني في بيان أن "رئيس أركان الجيش الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يار الله، والفريق أول الركن قيس المحمداوي نائب قائد العمليات المشتركة ترأسا مساء أمس السبت، اجتماعاً أمنياً موسعاً"، وأضاف البيان أنه "جرى خلال هذا الاجتماع مناقشة انفتاح القطعات الأمنية وتقييم القواطع والجهد الاستخباري، فضلاً عن التأكيد على أهمية تكثيف الجهد الاستخباري على الحدود العراقية المشتركة مع جميع دول الجوار والتنسيق في مجال العمل الأمني المشترك".