استمع إلى الملخص
- يُطرح نهج "خطوة خطوة" لتقييم جدية الولايات المتحدة، مع إمكانية اقتراح اتفاق مرحلي يشمل إلغاء عقوبات محددة، بينما يرفض ترامب المفاوضات غير المباشرة بسبب عدم ثقته بالأوروبيين.
- تهدف المفاوضات إلى اتفاق منصف، ويعتمد نجاحها على موقف متساوٍ من الولايات المتحدة، مع توضيح القضايا المبدئية وجدول زمني مستقبلي.
تؤكد طهران أن المباحثات ستقتصر على مناقشة الملف النووي
قد تقترح إيران اتفاقاً مرحلياً يقضي بإلغاء عقوبات في فترة محددة
عراقجي: نشارك في المفاوضات بجدية ونعتزم التوصل إلى اتفاق منصف
أكد عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني فداحسين مالكي، اليوم السبت، في مقابلة مع "العربي الجديد"، أن جلسة المفاوضات اليوم في عُمان ستعقد بشكل غير مباشر، مشيراً إلى أن الوفدين سيطرحان مسوغاتهما حول شكل إجراء المفاوضات، لافتاً إلى أن الوفد الإيراني سيتحقق من جدية الطرف الأميركي في التفاوض، وما إذا "حصلت تغييرات" في توجهات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مقارنة بدورته الرئاسية الأولى.
وتابع أن الوفد الإيراني الذي يترأسه وزير الخارجية عباس عراقجي يشارك في مباحثات عُمان بـ"عزم جاد ومعنويات عالية"، مشدداً على أنها ستقتصر على مناقشة الملف النووي الإيراني، وأنه "لن يُسمح بفتح مواضيع أخرى، مثل القدرات الدفاعية، للنقاش". وفي معرض ردّه على سؤال ما إذا كانت طهران تقبل بالتفاوض المباشر، أوضح أن الجانب الإيراني بعد مفاوضات اليوم سيرفع المخرجات إلى الجهات العليا في البلد، لتتخذ قرارها بشأن شكل المفاوضات ما إذا كانت ستستمر على نحو غير مباشر أو مباشر، لافتاً إلى أن إيران ستدرس أي مقترح أميركي "لا يمس كرامتنا".
وأكد البرلماني الإيراني في حديثه مع "العربي الجديد"، أن أحد الخيارات في المفاوضات "هو المضي قدماً خطوة خطوة في الاتفاق، لتقييم مدى جدية الطرف الأميركي"، قائلاً إن إيران ربما تقترح اتفاقاً مرحلياً، أي خطوة خطوة، ليتم وفق ذلك إلغاء عقوبات معينة في فترة محددة، ثم الانتقال إلى مرحلة أخرى إذا ألغى الأميركيون تلك العقوبات.
وأوضح مالكي الذي ترأس وفد بلاده أخيراً إلى اجتماع اتحاد البرلمانات العالمية في طشقند، أنه خلال لقائه مع نواب بريطانيين، قال إن ترامب يرفض المفاوضات غير المباشرة في طهران لأنه "لا يثق بالجانب الأوروبي"، في ظل وجود مباحثات نووية إيرانية أوروبية مباشرة. وأضاف أن الدول الأوروبية الثلاث، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، كانت طرف إيران المفاوض، "لكن ترامب اليوم لا يقبل أن يكون هؤلاء طرف التفاوض"، مشيراً إلى أنه أبلغ الوفد البريطاني والأوروبي بذلك خلال مناقشاته معهم.
ولفت مالكي إلى أن "التهديدات المتبادلة قد جعلت آفاق المفاوضات غامضة، وهي رهن بنتائج الجولة الأولى، وبعدها سيتضح الوضع أكثر، وما إذا كان بإمكاننا أن نثق بالطرف الآخر أم لا في ظل غياب الثقة". وأكد النائب الإيراني أن دخول ترامب في صراع مع العالم، وحلفاء أميركا، والصين، وكندا، وغيرهم، "يضعف موقفه تجاه إيران".
إلى ذلك، ذكرت الخارجية الإيرانية في تصريح صحافي أن عراقجي التقى نظيره العماني بدر البوسعيدي، بعد وصوله إلى مسقط، مضيفاً أن استضافة المباحثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن "نابع عن توجه مسؤول" لدى سلطنة عُمان. وأضافت أن وزير الخارجية الإيراني قد سلّم "محاور ومواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى وزير الخارجية العماني لنقله إلى الطرف الآخر" الأميركي، كما أبلغ البوسعيدي، نظيره الإيراني، بـ"ترتيبات وتمهيدات مخطط لها لإجراء الحوارات غير المباشرة".
عراقجي: نشارك في مفاوضات عُمان بجدية
وقال عراقجي للتلفزيون الإيراني: "نشارك في المفاوضات بجدية، ونعتزم التوصل إلى اتفاق منصف ومشرف من موقف متساوٍ"، مؤكداً أن المفاوضات ستجري بشكل غير مباشر، وتتناول فقط الملف النووي. وأضاف أنه إذا دخل الطرف الأميركي المفاوضات من موقف متساوٍ أيضاً، فـ"ستكون هناك حظوظ للتوصل إلى تفاهم أولي يؤدي إلى مسار تفاوضي"، مؤكداً أنه "ستتضح في هذا اللقاء الكثير من القضايا المبدئية"، لافتاً إلى أنه "إذا كانت لدى الطرفين إرادة كافية، فسيقرران جدولاً زمنياً للمفاوضات، لكن من المبكر حالياً الحديث عن ذلك".