خاص | تفاصيل ترتيبات زيارة مشايخ دروز من سورية لمقام النبي شعيب

24 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 25 أبريل 2025 - 06:06 (توقيت القدس)
حافلة تقل دروزاً سوريين تدخل مجدل شمس بالجولان المحتل، 14 مارس 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- من المتوقع أن يزور 600 من المشايخ الدروز في سوريا مقام النبي شعيب في الجليل، بعد موافقة وزير الأمن الإسرائيلي، حيث سيشاركون في طقوس دينية خاصة.
- الزيارة تأتي بعد جدل حول زيارة سابقة في مارس/آذار، وتأكيدات بأنها دينية بحتة وليست تطبيعًا، وبتنسيق مع مشايخ كبار في سوريا.
- تستغل إسرائيل الأوضاع في سوريا للتودد إلى الأقليات، بما في ذلك الدروز، لتعزيز نفوذها، مستخدمة تصاريح العمل والمساعدات، وسط تحذيرات من قيادات درزية في إسرائيل بشأن خطر يواجه دروز سوريا.

نحو 600 من المشايخ الدروز في سورية سيزورون مقام النبي شعيب

تأتي الخطوة رغم الجدل الكبير الذي أثارته الزيارة السابقة

وافق وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس على الزيارة

أكّدت مصادر مطّلعة لـ"العربي الجديد" أن نحو 600 من المشايخ الدروز في سورية، سيزورون مقام النبي شعيب في حطين في الجليل، غداً الجمعة، في إطار الزيارة السنوية للمقام، وأنهم سيبيتون في المكان لليلة واحدة. وبحسب المصادر، فإنه عادة ما تكون الزيارة الرسمية، في الخامس والعشرين من إبريل/نيسان لعامة أبناء الطائفة، فيما تسبقها ليلة طقوس دينية تقتصر على المشايخ وحدهم، وأنه على أثر الزيارة المرتقبة للمشايخ السوريين، التي وافق عليها وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، تقرر أن تكون الجلسة الدينية للمشايخ مساء الجمعة، وإرجاء الزيارة الرسمية للمقام التي يشارك فيها العامة، إلى يوم السبت.

وتأتي هذه الزيارة رغم الجدل الكبير والاتهامات بالتطبيع التي أثارتها الزيارة السابقة لنحو 150 من المشايخ الدروز في مارس/آذار الماضي لمقام النبي شعيب، وقرية جولس، حيث مقر الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في الداخل الشيخ موفق طريف، المقرّب من المؤسسة الإسرائيلية، عدا عن زيارتهم قرية البقيعة في الجليل. وعلم "العربي الجديد" أن الحافلات التي أقلت المشايخ في حينه، توقفت أيضاً في قرية حرفيش بخلاف التوصيات الأمنية الإسرائيلية.

وادّعت المصادر التي تحدّثت لـ"العربي الجديد"، أن المشايخ في سورية هم من طلبوا الزيارة الحالية، وأن الطلبات وصلت عن طريق مشايخ كبار في سورية إلى ممثلين عن الطائفة في أراضي 48، ومنهم إلى الجهات الإسرائيلية التي وافقت عليها. كما ادعت المصادر أن تقديم الطلبات لم يجد معارضة من قبل السلطات السورية الرسمية، أي الدولة السورية، وأن الأخيرة مطّلعة على تفاصيل الزيارة. كما ادعت مصادر "العربي الجديد" أن الزيارة دينية بحتة، وأن طريق الحافلات ستكون من الحدود إلى المقام مباشرة، وفي اليوم التالي تعود إلى الحدود، دون أن تشمل مناطق أخرى.

وقد لا يضم الوفد الذي يزور المقام غداً مشايخ عقل، رغم انخراط أحدهم على الأقل بالترتيبات. وتزعم الجهات المطّلعة على التفاصيل أن الزيارة "لا تتعلق أبداً بالتطبيع"، وإنما هي "لأقدس مكان للموحدين الدروز على وجه الأرض". وأكد مصدر مطّلع لـ"العربي الجديد" أنه "على الرغم من أن الزيارة قد لا تضم مشايخ عقل، إلا أنها تضم هامات دينية كبيرة". وتدّعي المصادر أيضاً أن المشايخ حذرين من موضوع التطبيع، وأنهم يصلون من عدة مناطق سورية، بعضها في محيط العاصمة دمشق، من قبيل صحنايا وجرمانا، فضلاً عن منطقة السويداء وقريتي عرنا وحضر وغيرها من المناطق.

في غضون ذلك، أنهت قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال، استعداداتها لمرافقة الحافلات التي تقل الوفد السوري. وبحسب موقع والاه العبري، ستكون القيادة مسؤولة عن إدخال ونقل مئات الشيوخ عبر الحدود بالتنسيق مع قادة في وحدة تنسيق أعمال الحكومة في الأراضي المحتلة، بقيادة اللواء غسان عليان. وستغلق الشرطة العسكرية منطقة الحدود لتأمينها، وبعد ذلك ستتولى شرطة الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية حماية القافلة من لحظة دخولها وحتى عودتها.

وفي شهر مارس/آذار الماضي، حال خلاف بين وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس وقيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال، دون إدخال عمال دروز من سورية للعمل في دولة الاحتلال بسبب تخوفات أمنية. وتبنّى وزير الداخلية موشيه أربيل موقف الجيش وامتنع على الأقل مرحلياً عن توقيع الأوامر التي تسمح بدخول العمال، بخلاف رغبة كاتس.

وكان كاتس قد أعلن قبل ذلك، أنه في إطار نية إسرائيل "تعزيز العلاقة" مع سكان الجولان من الدروز، فإن العمال سيبدأون العمل في مستوطنات مرتفعات الجولان في تاريخ 16 مارس الجاري، إلا أن هذا لم يحدث، بسبب موقف قائد قيادة المنطقة الشمالي في جيش الاحتلال الجنرال أوري غوردين واعتباراته الأمنية.

وجاءت خطوة كاتس، في إطار محاولات إسرائيلية أوسع منذ سقوط نظام بشار الأسد، لاستغلال الأوضاع الداخلية في سورية، والتودد إلى بعض الشرائح لزعزعة استقرار البلد الذي يحاول بناء نفسه. وتواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي اللعب على وتر الأقليات في سورية، لإبقاء البلد ضعيفاً متفرقاً. وتستمر بإرسال إشارات للدروز في سورية، بأنها ستحميهم، وبكلمات أخرى، تريدهم إلى جانبها لشق وحدة سورية التي تُبنى، رغم تأكيد مشايخ دروز على رفض أي تدخل إسرائيلي. كما تحاول إسرائيل بث الخوف في نفوس الأقليات السورية، وتصيّد أخطاء النظام الجديد أو جماعات موالية له، واستغلالها بما يخدم مصالحها.

ومن بين أدواتها البارزة استغلال الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للسوريين والنقاش السياسي حول وجهة البلاد وشكل حكمها المستقبلي. وفي حالة الدروز تحديداً تحاول استمالتهم، تارة بالإعلان عن تصاريح لدخول سوريين للعمل في هضبة الجولان، وتارة بالإعلان عن إدخال طرود مساعدات غذائية لهم، عدا عن الخطوات غير المعلنة. ويساهم في الدفع بهذا الاتجاه، قيادات لدى "دروز إسرائيل"، مقرّبة جداً من السلطات الإسرائيلية، تواصل التلويح بورقة أن دروز سورية في خطر، في رسائل يمكن أن تقرأ على أنها طائفية وإسرائيلية في الوقت ذاته، قد يكون لها عواقبها.