أوساط لبنانية رسمية تؤكد: لا تفاهم باستمرار الوجود الإسرائيلي

04 مارس 2025   |  آخر تحديث: 19:51 (توقيت القدس)
آلية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب اللبناني، 25 يناير 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- نفت الأوساط الرسمية اللبنانية وجود "تفاهم صامت" مع تل أبيب وواشنطن بشأن الوجود العسكري الإسرائيلي في جنوب لبنان، مؤكدة مطالبة الرئيس جوزاف عون بانسحاب كامل وسريع لقوات الاحتلال ومعالجة ملف الأسرى اللبنانيين.

- يعوّل لبنان على الدعم الخارجي للمؤسسة العسكرية لتطبيق القرار 1701، مع تعزيز الأجهزة الأمنية لمهامها في وقف إطلاق النار، وسط تهديدات إسرائيلية تعرقل إيصال المساعدات لحزب الله.

- تجاوزت الخروقات الإسرائيلية عتبة الألف منذ وقف إطلاق النار، مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى، مع استمرار الاعتداءات وبقاء القوات الإسرائيلية في مواقع استراتيجية، مما دفع حزب الله للتحذير من تقاعس المجتمع الدولي.

نفت أوساط رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد" ما ذكره موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي، نقلا عن مسؤول إسرائيلي، حول وجود "تفاهم صامت" بين تل أبيب وواشنطن وبيروت باستمرار الوجود العسكري الإسرائيلي لأسابيع عدّة أو أشهر، حتى يتمكّن الجيش اللبناني من ضمان استقرار الوضع في جنوب لبنان، وألّا يشكل حزب الله أي تهديد. وقالت الأوساط إنّ "الموضوع لا صحة له، فلا تفاهم حصل مع لبنان في هذا الإطار، ولم يُطرح أساساً على الرئاسة اللبنانية، والرئيس جوزاف عون يتمسّك بضرورة انسحاب جيش الاحتلال كلياً وبأسرع وقتٍ ممكنٍ ومن دون أي تأخير، مع البتّ أيضاً في ملف الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل".

وأشارت الأوساط نفسها إلى أنّ "هناك خروقات إسرائيلية مستمرة يومياً، وعلى المجتمع الدولي ورعاةِ اتفاق وقف إطلاق النار خصوصاً أميركا وضع حدٍّ لها، لا التمديد أو المماطلة بخصوص أي تأخير لانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، لأنّ هذا سينعكس سلباً على لبنان، واستقراره ومسار النهوض الذي يضعه في رأس أولوياته"، ولفتت إلى أنّ "هناك 5 تلال لا تزال محتلة على الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة، ومساحات متصلة بها تتمركز فيها قوات الاحتلال، وعلى إسرائيل أن تنسحب منها، وكل الادعاءات الإسرائيلية غير صحيحة، فالجيش اللبناني يقوم بواجباته كاملة، وهو عزز انتشاره في الجنوب وعلى جهوزية تامة للانتشار وحفظ الأمن على كامل الأراضي اللبنانية".

وشددت الأوساط على أنّ "لبنان يعوّل كذلك على الدعم الخارجي للمؤسسة العسكرية لإتمام مهامها، وهناك وعود بهذا الشأن في إطار تطبيق القرار 1701"، مؤكدة أنّ "لبنان ملتزم كلياً بالقرار 1701 وبنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي"، وعزّز لبنان في الفترة الماضية مهام الأجهزة الأمنية في إطار تطبيق وقف إطلاق النار والقرار 1701 ليس في الجنوب فحسب، بل في ما خصّ الإجراءات المتخذة أيضاً في مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي في بيروت، لا سيّما مع استمرار التهديدات الإسرائيلية بقصفه، ما بات يُصعِّب عملية إيصال أي مساعدات مالية لحزب الله، كذلك في إطار مصادرته لأسلحة تابعة لحزب الله في مواقع ومخازن جرى إخلاؤها في بيروت أو الجنوب.

وأعلنت وزارة المالية اللبنانية يوم الجمعة الماضي، أنّ "دائرة المسافرين والسوق الحرة في مديرية الجمارك اللبنانية ضبطت في مطار بيروت الدولي مع أحد المسافرين القادمين من تركيا مبلغاً مالياً بالعملة الأميركية وقدره مليونين ونصف المليون دولار، وبإشارة من مدعي عام التمييز سيصار إلى تسليم الموقوف والمضبوطات إلى دائرة التحقيق في المديرية العامة للأمن العام"، وفي ظل عدم كشف الجهات اللبنانية تفاصيل عن هذه العملية وخلفياتها، بيد أنّ القضية رُبطت بمحاولة تهريب أموال لحزب الله من إيران عبر تركيا، وذلك بعد الإجراءات التي اتخذت في لبنان وتعليق حركة الطيران مع طهران.

وتجاوزت الخروقات الإسرائيلية منذ دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي عتبة الألف، وأسفرت عن سقوط ما لا يقلّ عن 77 شهيداً وأكثر من 270 جريحاً، ليتخطى بذلك عدد الشهداء منذ بدء العدوان في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، 4100 شهيد، و17 ألف جريح، وذلك بحسب متابعة لبيانات وزارة الصحة اللبنانية.

واليوم الثلاثاء، سقط شهيدٌ باستهداف مُسيّرة إسرائيلية سيارة في بلدة رشكنانيه في قضاء صور جنوبي لبنان، فيما زعمت إذاعة جيش الاحتلال اغتيال عنصر من وحدة الرضوان التابعة لحزب الله، وقال عضو كتلة حزب الله البرلمانية "الوفاء للمقاومة" النائب حسن عز الدين إن "العدو ما زال يمعن في إجرامه واعتداءاته المتكررة إذ أقدم اليوم على استهداف سيارة مدنية بعد أن ‏أوصل عائلته إلى البيت حيث ارتقى صاحبها خضر هاشم شهيداً في بلدته في الجنوب".

ووضع حزب الله هذا "الاعتداء برسم لجنة الإشراف الدولية والحكومة اللبنانية لوضع حدٍّ لهذا التمادي في ‏استباحة السيادة الوطنية وإلى متى ستبقى الدولة تتغاضى عن هذه الخروقات دون أن تحرك ساكناً ‏أو تعلن موقفاً وهي التي تعهدت بالدفاع عن مواطنيها وحماية شعبها"، وأكد عز الدين "ضرورة ‏التعامل مع هذه الاعتداءات بكل جدية ومسؤولية وطنية ويضع الجميع أمام مسؤولياتهم في ممارسة ‏كل الضغوطات لإخراج العدو من الأرض التي يحتلها"، مشيراً إلى أن "أي تقاعس أو تهاون في هذا ‏الصدد سيدفع أهلنا وشعبنا لممارسة حقهم في مقاومة العدو وطرده". 

وفي وقتٍ كان يفترض بجيش الاحتلال أن ينسحب كلياً من الأراضي اللبنانية تبعاً لترتيبات وقف إطلاق النار بحلول فجر 26 يناير/كانون الثاني الماضي، بيد أن إسرائيل طلبت تمديد المهلة حتى 18 فبراير/شباط الماضي، ومع ذلك، بقيت قواتها متمركزة في خمس نقاط أساسية ذات أهمية استراتيجية، مع امتداد إلى مناطق سيطرة واسعة محيطة بتلك المراكز مما يقضم مساحات كبيرة لبنانياً.

ولم تكتفِ إسرائيل بالتواجد في تلك التلال الحدودية، بل واصلت منذ 18 فبراير، خروقاتها واعتداءاتها وغاراتها على الأراضي اللبنانية، سواء في البقاع أو في محافظة بعلبك الهرمل، مع خرق يومي للأجواء اللبنانية، بما فيها العاصمة بيروت، وأسفرت الاعتداءات منذ انقضاء المهلة الثانية للانسحاب أي 18 فبراير، عن سقوط خمسة شهداء وجرح ثمانية أشخاص في غارات استهدفت بلدات الوزاني، جنتا، طريق الهرمل – القصر، والهرمل، وذلك في رصد لتقارير وزارة الصحة.

المساهمون