خاص| أبرز ما يتضمنه تقرير الجيش اللبناني الثاني حول خطة حصر السلاح
استمع إلى الملخص
- يتضمن تقرير الجيش عرضاً للتقدم في خطة حصر السلاح، خاصة في جنوب الليطاني، ويواجه تحديات بسبب الاعتداءات الإسرائيلية، مطالباً المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف خروقاتها.
- تشهد الجلسة انقساماً حول طلب الرئيس عون من الجيش التصدي لأي توغل إسرائيلي، مع دعم حزب الله لخطة الجيش، ويعول المسؤولون على الحراك الدبلوماسي لمنع الحرب.
يعقد مجلس الوزراء اللبناني جلسة يوم غدٍ الخميس في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزاف عون، وعلى رأس جدول أعماله عرض تقرير الجيش اللبناني الشهري حول خطة حصر السلاح في المناطق اللبنانية كافة إنفاذاً للقرار الصادر في 5 سبتمبر/أيلول الماضي. ويأتي التقرير الثاني المُنتظَر من قبل الجيش اللبناني على وقع تصعيد إسرائيل ضرباتها على الأراضي اللبنانية ورفع منسوب التهديد بتوسِعة العدوان بذريعة تأخر لبنان في نزع سلاح حزب الله وعدم إعطائها حتى الساعة جواباً على مسألة التفاوض، وسط ترقب لنتائج الحراك الأميركي، المصري والألماني، ومدى إمكانية إحداثه خرقًا يبعد سيناريو الحرب الذي يروّج له الإسرائيليون.
وقال مصدر عسكري لـ"العربي الجديد"، إن "الجيش اللبناني سيعرض تقريره الثاني يوم غدٍ، وسيتضمّن وفق العناوين العريضة، العمليات التي قام بها في إطار تطبيق خطة حصر السلاح التي تتألف من خمس مراحل، ولا سيما في إطار المرحلة الأولى، التي تشمل جنوب الليطاني، والمهام الجديدة التي نفذها خلال هذا الشهر". وأشار المصدر إلى أن "الجيش سيعرض التقدّم الكبير الذي حقّقه على صعيد حصر السلاح في جنوب الليطاني، وتفكيكه العديد من المنشآت العسكرية، وإقفاله أنفاقاً عدة، وعثوره منذ شهر سبتمبر حتى اليوم على أكثر من عشرة مخابئ أسلحة، ومصادرته كميات من الأسلحة، منها أتلِف، كما تعزيز انتشاره في المناطق الحدودية، وعزمه على إنهاء المرحلة الأولى بحلول نهاية العام الجاري"، مضيفًا: "يبقى العائق الكبير أمام استكمال الانتشار، استمرار احتلال إسرائيل أجزاءً من الأراضي الجنوبية".
ولفت المصدر إلى أن "الجيش اللبناني يقوم بمهامه رغم المخاطر التي يتعرّض لها والتحديات الكبرى، خصوصاً أن الاعتداءات الإسرائيلية طاولته أكثر من مرة كما طاولت قوات الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل)"، مجددًا الدعوة إلى المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وخروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024. وأشار المصدر إلى أن "التقرير سيتضمن عرضاً كذلك لمضامين اجتماعات لجنة وقف العمليات العدائية (ميكانيزم)، والذي يسلّط الجيش خلالها الضوء على المهام التي يقوم بها، والخروقات الإسرائيلية إلى جانب العمليات التي يقوم بها مع يونيفيل"، مشدداً على أن "الجيش اللبناني متمسّك بالقيام بمهامه، وحفظ الأمن والاستقرار، وجاهز أيضاً للتصدّي لأي توغل إسرائيلي في الأراضي الجنوبية المحرّرة، تبعاً لطلب الرئيس جوزاف عون، وسيكون في هذا الإطار عرضاً لكيفية تمركز الجيش في النقاط الحدودية إنفاذاً للقرار".
ومن المتوقع أن تشهد الجلسة غداً بعض الأجواء المشحونة، خصوصاً في ظلّ الانقسام الذي طاول طلب عون من الجيش التصدّي لأي توغل إسرائيلي إثر الاعتداء الذي حصل في بليدا جنوبي البلاد، واستشهد فيه أحد العاملين في البلدية، حيث كان أبرز المعترضين على الخطوة حزب القوات اللبنانية (يرأسه سمير جعجع)، الممثل بأربعة وزراء في حكومة الرئيس نواف سلام.
ويمر لبنان في مرحلة صعبة، خصوصاً في ظلّ ارتفاع منسوب التهديدات الإسرائيلية بتوسيع الضربات، لتشمل بيروت، بذريعة إعادة حزب الله بناء قوته، خصوصاً إذا انقضى العام الجاري، ولم يتم نزع السلاح، وذلك في وقتٍ يعوّل المسؤولون اللبنانيون الذين يستعدّون لزيارة البابا لاون الرابع عشر أواخر الشهر الحالي، على الحراك الدبلوماسي الدولي والعربي من أجل منع عودة الحرب. وجدّد الرئيس جوزاف عون أمس الثلاثاء التمسّك بالتفاوض لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، لكنه أشار إلى أن إسرائيل لم تحدد بعد موقفها منه وتستمرّ في اعتداءاتها، مشدداً على أن "استمرار الاحتلال الإسرائيلي يعرقل إنجاز المرحلة الأولى من خطة الجيش للانتقال إلى المراحل الأخرى".
في السياق، يقول مصدر نيابي في حزب الله لـ"العربي الجديد"، إن "الحزب يدعم خطة الجيش وهو لم يقف يوماً بوجهها، لا بل على العكس يسهّل ويساعد أيضاً في تنفيذها، والدليل أن أي إشكال لم يسجل منذ بدء تنفيذ الخطة"، مشيراً إلى أن "الحزب دعم كذلك ورحّب بموقف عون لناحية التصدّي لأي توغل إسرائيلي، وهو سبق أن أكد أنه يترك للدولة أن تقوم بمسؤولياتها وواجباتها". ويلفت المصدر إلى أن "حزب الله لا يعارض التفاوض، ويثق بكل الخطوات التي يقوم بها رئيس البرلمان نبيه بري، وهو في الوقت نفسه يرفض استمرار الاعتداءات الإسرائيلية واحتلال أجزاء لبنانية وأسر لبنانيين"، مشددًا على أن الأولوية يجب أن تكون في التزام إسرائيل بالاتفاق، مشيراً إلى أن "المشكلة لا تكمن في التفاوض، بل مع من نتفاوض، فإسرائيل تضرب عرض الحائط كل القرارات والقوانين، وتحوز على ضوء أخضر أميركي، ومطامعها في المنطقة معروفة (..) علينا كلبنانيين أن نتّحد، ونقف صفّاً واحداً ولا نرضخ في ظل الضغوط والتهديدات التي تحصل".