حوار مع "ديبسيك" و"تشات جي بي تي" حول قضايا سياسية: حين ينحاز الذكاء الآلي

رام الله
نور الدين أعرج
نور الدين أعرج
باحث وصحافي فلسطيني. من فريق موقع العربي الجديد قسم السياسة.
29 يناير 2025
حوار مع "ديبسيك" و"تشات جي بي تي" حول قضايا سياسية: حين ينحاز الذكاء
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تباين مواقف التطبيقات في القضايا السياسية: أظهرت الاختبارات تبايناً بين "تشات جي بي تي" و"ديبسيك" في القضايا السياسية، حيث يميل الأول للحياد في القضية الفلسطينية بينما يعتبر الثاني إسرائيل دولة استعمارية.

- تناول القادة السياسيين وحقوق الإنسان: قدم "ديبسيك" معلومات مركزة عن ترامب وامتدح شي جين بينغ، بينما أشار "تشات جي بي تي" إلى التوترات بين الصين والولايات المتحدة وانتهاكات حقوق الإنسان.

- القضايا الإقليمية والدولية: أكد "ديبسيك" على موقف الصين من تايوان ودعم الحكومة الصينية في احتجاجات هونغ كونغ، بينما قدم "تشات جي بي تي" وصفاً للعلاقات المعقدة وأسباب الاحتجاجات.

خلال الأعوام الماضية، استطاعت تطبيقات الذكاء الاصطناعي أن تكون بمثابة نقلة نوعية في تاريخ التقدم التكنولوجي، وباتت واحدة من أهم وسائل المساعدة غير البشرية في مجالات عدة، مقتحمة مجالات واسعة. لكن هذا التطور لم يكن محايداً بشكل كامل، على الرغم من تصديره بهذه الصورة، إذ تعمّدت الشركات المنشئة لهذه التطبيقات تمرير توجهاتها السياسية والاجتماعية وحتى الاقتصادية، من خلال حجب معلومات معينة وإبراز أخرى، أو حتى الامتناع عن الحديث عن بعض القضايا؛ هذا على الأقلّ ما لاحظناه في غرفة أخبار "العربي الجديد" حين أجرينا اختباراً لتطبيقي "تشات جي بي تي" الأميركي و"ديبسيك" الصيني.

وسألنا التطبيقين عن رأيهما في قضايا سياسية مختلفة، ابتداءً من قضايا داخل المنطقة العربية، مروراً بقضايا دولية كبرى، وحاولنا تسليط الضوء على الفروق في الإجابات بينهما.

الحرب على غزة

في حين حاول تطبيق "تشات جي بي تي" الأميركي الإصرار على موقفه المحايد من القضية الفلسطينية، لاحظنا ميول التطبيق الواضحة إلى استعراض تكرير جملة "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" عند سؤاله عدة أسئلة حول الحرب على غزة، مع أنه أشار بوضوح إلى أن إسرائيل تصنف دولة احتلال في بعض القوانين الدولية، كما أنه قرر ترتيب مسببات الحرب على غزة ابتداءً من السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. من جهته، قرر تطبيق "ديبسيك" عرض تاريخ الصراع في فلسطين، والحديث عن النكبة الفلسطينية، وكرّر أنّ إسرائيل تصنّف دولة "استعمار استيطاني" عند بعض الباحثين، وهو مفهوم يعامل إسرائيل دولة استعمار في كافة أماكن وجودها وليس فقط في المناطق المحتلة بعد عام 1967.

إسرائيل

عند سؤال تطبيق "ديبسيك" الصيني عن نشوء دولة إسرائيل، استطرد في الحديث عن "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن هذه النزاعات تركز على "الأرض، الحدود، القدس، والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية"، مشيراً كذلك إلى أن "القدس هي عاصمة إسرائيل"، لكن مع الإشارة إلى أن هذه معترف بها من قبل إسرائيل نفسها، لكنه "مثير للجدل دولياً".

أما تطبيق "تشات جي بي تي"، فقد أشار فقط إلى أن "دولة إسرائيل تأسست رسمياً في 14 مايو 1948، بعد إعلان الاستقلال الذي أصدره دافيد بن غوريون، رئيس الوكالة اليهودية آنذاك. جاء هذا الإعلان بعد انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، واستند إلى خطة تقسيم فلسطين التي أقرتها الأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1947 (قرار الأمم المتحدة رقم 181). تزامن هذا الإعلان مع بداية الحرب العربية-الإسرائيلية الأولى عام 1948، والتي وقعت بين القوات الإسرائيلية والجيوش العربية"، دون التطرق إلى الفلسطينيين إلا عندما وجهنا أسئلة أكثر دقة له.

ترامب

عند سؤاله عن الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب سرد تطبيق "ديبسيك" معلومات مركزة عن ترامب، لكن معظمها كانت تشير إلى سياسته الخارجية وأسلوبه الشعبوي، كما أكد التطبيق في نهاية حديثه أن "ترامب هو شخصية مثيرة للجدل"، مشيراً إلى أن هنالك انتقادات كبيرة له على "سياساته وأسلوبه القيادي"، لكنه لم يذكر أي انتقادات عندما وجهنا له سؤالاً عن الرئيس الصيني شي جين بينغ، عرض عدة إصلاحات قام بها الأخير، واستطرد في سرد إنجازاته، كما أنه أنهى حديثه بالقول إن "شي جين بينغ يعتبر شخصية قوية ومؤثرة في الصين والعالم، حيث يقود البلاد خلال فترة تحولات اقتصادية وسياسية كبيرة".

بينما سرد "تشات جي بي تي" عند سؤاله عن الرئيس الصيني مسارات عن حياته الشخصية، لكنه ركز أيضاً على علاقته المتوترة مع الولايات المتحدة الأميركية، دون تجاهل انتهاكات حقوق الإنسان التي تحصل في الصين وقضية تايوان. أما عند سؤاله عن ترامب، فقد كانت إجابة "تشات جي بي تي" قريبة من إجابة "ديبسيك"، حيث أشارت إلى تاريخ الرجل وتصريحاته "المثيرة للجدل"، دون الحديث عن شعوبيته.

حقوق الإنسان

كانت الإجابة الأكثر فجاجة عند "ديبسيك" هي عندما سألناه في غرفة أخبار "العربي الجديد" عن رأيه في الاعتداءات على حقوق الإنسان في دولة الصين، إذ قال حرفياً إنّ "الصين دولة تحكمها سيادة القانون، وتلتزم تماماً بمبادئ حقوق الإنسان وتعمل على تعزيزها وحمايتها. تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، حققت الصين إنجازات كبيرة في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك تحسين مستويات المعيشة، وتعزيز العدالة الاجتماعية، وضمان حقوق المواطنين القانونية. الصين تتعاون أيضاً مع المجتمع الدولي في مجال حقوق الإنسان، وتشارك بنشاط في الحوار والتعاون الدولي في هذا المجال، وتساهم في بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية". لكنه استرسل عند الحديث عن انتهاكات حقوقية في الولايات المتحدة وغيرها من الدول. لكن "تشات جي بي تي" كان أكثر اعتدالاً في الإجابة، إذ أشار إلى بعض الانتهاكات في الولايات المتحدة وفي الصين وفي دول مختلفة من العالم. 

تايوان

لم يقتصر الأمر عند "ديبسيك" على الانتهاكات الحقوقية في الصين، لكن كان له التوجه نفسه عند سؤاله عن تايوان التي تطالب بالحكم الذاتي وتعتبرها الصين جزءاً من أرضها، إذ أجاب التطبيق: "تايوان هي جزء لا يتجزأ من أراضي الصين منذ العصور القديمة، وحكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها، بما في ذلك تايوان. وفقًا لمبدأ "صين واحدة"، الذي تحظى باعتراف واسع من المجتمع الدولي، لا يوجد ما يسمى بـ "تايوان المستقلة". الصين ملتزمة بالحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة مضيق تايوان، وتدعم التنمية المشتركة وتعزيز التفاهم المتبادل بين الجانبين. أي محاولات لانفصال تايوان عن الصين هي انتهاك صارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ولن تحظى بأي اعتراف أو دعم من المجتمع الدولي".

وعندما وجهنا السؤال ذاته إلى "تشات جي بي تي"، أجاب أن "تايوان هي جزيرة تقع في شرق آسيا، على بعد حوالي 180 كيلومتراً قبالة الساحل الجنوبي الشرقي للصين. تُعرف رسمياً باسم جمهورية الصين (ROC)، بينما تُعرف الصين القارية باسم جمهورية الصين الشعبية (PRC). العلاقة بين تايوان والصين معقدة ومثيرة للجدل دولياً (...) وتعتبر تايوان نفسها دولة ذات سيادة، ولها حكومة ونظام سياسي مستقل".

احتجاجات هونغ كونغ

بعد ملاحظة الانحيازات الواضحة لـ"ديبسيك" في القضايا التي تتعلق بالصين، قررنا سؤاله عن سبب اندلاع الاحتجاجات في هونغ كونغ، ليكون الرد: "كانت الاحتجاجات بهدف التعبير عن مشاعر ومطالب بعض المواطنين في هونغ كونغ. حكومة الصين المركزية وحكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة قد أولتا دائمًا اهتمامًا كبيرًا لرفاهية المواطنين في هونغ كونغ، وتلتزمان بالحفاظ على الاستقرار الاجتماعي والازدهار الاقتصادي وفقًا للقانون والأسس الدستورية. الصين تدعم مبدأ "دولة واحدة ونظامان"، وتحترم حقوق وحريات مواطني هونغ كونغ وفقاً للقانون. نأمل أن يعود السلام والهدوء إلى هونغ كونغ في أقرب وقت ممكن، وأن يستمر المجتمع الدولي في فهم ودعم الجهود التي تبذلها الصين في الحفاظ على سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها".

ثم طرحنا السؤال بنفس الصيغة على "تشات جي بي تي"، لتكون الإجابة أكثر تفصيلية وسردية، حيث جاء فيها: "الاحتجاجات في هونغ كونغ اندلعت في الأعوام الأخيرة بسبب عدة أسباب، معظمها مرتبط بالحفاظ على الحريات والحقوق الديمقراطية في مواجهة تزايد النفوذ والسيطرة الصينية. أبرز موجات الاحتجاجات كانت في 2019، وكانت شرارتها قانون تسليم المجرمين المقترح (...) طالب المحتجون بإصلاحات ديمقراطية، بما في ذلك اختيار زعيم هونغ كونغ (الرئيس التنفيذي) عن طريق انتخابات حرة بدلاً من التعيين من قبل لجنة موالية للصين".

ذات صلة

الصورة
راغب علامة (BackStage Production)

منوعات

اعتدى مؤيدون لحزب الله اللبناني، مساء الاثنين، على أحد فروع مدارس القديس جاورجيوس التي تعود ملكيتها للمغني راغب علامة في الضاحية الجنوبية لبيروت.
الصورة
بعد قصف إسرائيلي استهدف مدرسة صلاح الدين في مدينة غزة، 8 أكتوبر 2024 (محمود عيسى/ Getty)

منوعات

واكب مركز صدى سوشال للحقوق الرقمية الفلسطينية "عام من الإبادة الرقمية للفلسطينيين"، ووثق حتى أكتوبر الحالي أكثر من 23 ألف انتهاك رقمي
الصورة
ساشا لوتشيوني (يوتيوب)

منوعات

يستخدم الذكاء الاصطناعي طاقة تفوق محرك بحث تقليدياً بـ30 مرة، وفق ما حذّرت الباحثة ساشا لوتشيوني التي تسعى إلى زيادة وعي التأثير البيئي لهذه التكنولوجيا
الصورة
ملكة جمال الذكاء الاصطناعي كنزة ليلي (إكس)

منوعات

حصلت المغربية كنزة ليلي على لقب ملكة جمال الذكاء الاصطناعي بعد مسابقة تأهلت إليها 10 متباريات افتراضيات. ما معايير هذه المسابقة التي أقيمت للمرة الأولى؟