حوار| لورينزو فيراتشيني يبيّن تأثيرات حرب غزة على الصهيونية

19 مارس 2025
لورينزو فيراتشيني خلال محاضرة في الدوحة، مارس 2022 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تطور مفهوم الاستعمار الاستيطاني في فلسطين: تم تصنيف إسرائيل كدولة استعمار استيطاني، والفلسطينيين كشعب أصلي، بناءً على دراسات تقارن تجارب استعمارية عالمية. يركز الباحثون على محاولات القضاء على الشعوب الأصلية وإحلال مستوطنين مكانهم، مما يعكس المشروع الصهيوني في فلسطين.

- التغيرات السياسية والاستراتيجية: بعد أحداث السابع من أكتوبر، تسارعت التحولات في المشروع الصهيوني وفشلت اتفاقية أوسلو، مما أدى إلى موجة عنف. التوسع العسكري الإسرائيلي نحو سورية ولبنان يعكس الطموحات الاستراتيجية.

- التحديات والآفاق المستقبلية: تواجه دراسات الاستعمار الاستيطاني تحديات وانتقادات، لكنها أصبحت أكثر انتشارًا، مما يعكس أهمية فهم العلاقات الاستعمارية وتأثيرها. الباحثون يؤكدون على ضرورة دعم جهود إنهاء الاستعمار.

خلال الأعوام الماضية، وُصفت إسرائيل بشكلٍ متزايد على اعتبار أنها دولة استعمار استيطاني، فيما كان يُنظر إلى الفلسطينيين باعتبارهم شعبًا أصليًا. اكتسبت هذه الرؤى زخمًا في كلٍّ من الأوساط الإعلامية والأكاديمية، مستندةً إلى مجالٍ بحثيٍّ متنامٍ يُعرف بدراسات الاستعمار الاستيطاني. ومن خلال عقد المقارنات مع التجارب الاستعمارية في الأميركيتين، ونيوزيلندا، وأستراليا، وأماكن أخرى، يركّز الباحثون في هذا المجال على كيفية محاولة الاستعمار القضاء على الشعوب الأصلية، وإحلال مستوطنين محلّهم، وقطع صلتهم بأراضيهم.

لورينزو فيراتشيني وهو أحد الأصوات البارزة في هذا المجال، كرّس سنوات لدراسة كيفية تشكيل الاستعمار الاستيطاني للواقعين السياسي والاجتماعي في فلسطين. في هذه المقابلة، نناقش مع فيراتشيني أحدث التطورات الأخيرة، ونستكشف كيف تعكس هذه التحولات تطورات المشروع الصهيوني في فلسطين.

  • 16 شهرًا من حرب الإبادة على غزة، والمشهد السياسي بين النهر والبحر تغير بسرعة كبيرة. هل حولت أحداث السابع من أكتوبر مسار المشروع الصهيوني في فلسطين؟

إنني متخصص في التاريخ المقارن. وفي عملي، أميز بين أنماط مختلفة من القمع الاستعماري: هناك أنظمة استعمارية مصممة أساسًا لاستخراج قوة عمل السكان المستعمَرين وثروات الأرض، وهناك أنظمة استعمارية يُهجَّر فيها السكان المستعمَرون لإفساح المجال أمام المجتمعات الاستيطانية، التي تستفيد من ثروات الأرض دون الحاجة إلى استغلال قوة عمل السكان المستعمَرين. يُشار عادةً إلى النمط الأخير من الهيمنة الاستعمارية بالاستعمار الاستيطاني.

فيراتشيني: المشروع الاستيطاني الاستعماري لا يحتاج فقط إلى السيطرة على الأرض، بل أيضًا إلى تشكيل ديموغرافيا مناسبة

في رأيي، فإن "المشروع الصهيوني" كان دائمًا مجموعة من "المشاريع الصهيونية"، وهي مشاريع كلها استعمارية، لكن لكل منها مميزات خاصة تفرقها عن بعضها البعض. كان نمط الاستعماري الاستيطاني هو السائد بين عشرينيات القرن العشرين وأواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. لقد كان أحد التحولات العميقة في المشروع الصهيوني يحدث بالفعل منذ فشل اتفاقية أوسلو، وقد كتبت ورقة عنها في 2012، لكن بعد صدمة السابع من أكتوبر، بدأنا نشهد تسارعاً أكبر. وفي حين تم كبت التناقضات الداخلية داخل المجتمع اليهودي الإسرائيلي من أجل تقديم استجابة موحدة للسابع من أكتوبر، فإنها في نفس الوقت، للمفارقة، انفجرت مرة واحدة بشكل عنيف.

لم يعد خيار الاستعمار الاستيطاني قائمًا، أي ذلك الذي يستهدف دمج مجموعات مختلفة من الفلسطينيين في كل مكان بما فيها الضفة الغربية، للعيش بشكل خاضع، تحت الحكم الإسرائيلي. لقد كانت هذه السياسة التي اتبعتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لعقود، إلى أن فشلت ترتيبات "أوسلو". ومع ذلك، ولفترة طويلة، بقي "أوسلو" مستمرًا رغم موته، إذ لم يظهر أي بديل له. أما الآن، وفي ظل الفشل الاستراتيجي للخيار الاستعماري الاستيطاني، فقد أُطلق العنان لموجة من العنف الهمجي، تغذيها فانتازيا الإبادة الجماعية. ولم يعد التدمير وسيلة من أجل استبدال السكان الأصليين، بل أصبح تدمير لمجرد التدمير.

  • لقد تجاوزت العمليات العسكرية الإسرائيلية فلسطين نحو سورية ولبنان. هل هذا التوسع إجراء أمني مؤقت، أم أنه يعكس طموحًا استراتيجيًا أكبر لإعادة تشكيل حدود المنطقة؟

لقد كانت أجزاء من لبنان وسورية محتلةً بالفعل، لذلك لا أرى هناك تحوّلًا نوعيًا. الطموح إلى إعادة رسم الحدود كان حاضرًا دائمًا أيضًا. وفي حين أنني أرى تغيّرًا كبيرًا في السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، فإنني ألاحظ استمرارًا في نفس السياسات تجاه سورية ولبنان. مع ذلك، عندما يتعلق الأمر بتقييم الحقائق الجيوسياسية، فإن التركيز فقط على من يسيطر على هذا الموقع أو ذاك قد يكون مضللًا. عادةً ما تفوز القوى الاستعمارية في كل مواجهة عسكرية، ويهنّئ مؤيدوها بعضهم البعض ويحصون عدد المسلحين الذين تمت تصفيتهم في كل معركة. لكنهم سرعان ما يكتشفون أنهم وبينما كانوا يحققون انتصارات عسكرية، كانت الظروف الجيوسياسية تتغير ضدهم بشكل لا رجعة عنه. وقد تواجه إسرائيل مثل هذه التحولات.

فيراتشيني: الأشخاص الذين يعيشون ضمن العلاقة الاستعمارية لا يحتاجون إلى أدوات تحليلية جيدة لكي يقاوموا الواقع الذي يعيشونه أو يغيّروه.

  • كثيرًا ما أشرتَ إلى أن العنف الاستعماري الاستيطاني هو بنية أكثر منه حدثًا. وقد أطرت الرواية الإسرائيلية الحرب على غزة بوصفها حدثًا استثنائيًا، وأي محاولة لوضع الحدث في سياقه التاريخي على أنها نسبية أخلاقية. هل ترى أن دراسات الاستعمار الاستيطاني توفر إطارًا مفيدًا لتحدي هذا الاستثنائية الاستعمارية والردّ على المحاولات التي تسعى إلى تجريد لحظات العنف الاستعماري من سياقها التاريخي؟

الاستعمار هو عنفٌ دائمًا. أحيانًا يكون العنف بنيويًا، وأحيانًا أخرى يترك له العنان بدون قيود، حتى وإن كان هذان النوعان من العنف مترابطَين جدليًا ويُحدّد كل منهما الآخر. المُستعمِر والمُستعمَر منغمسون في علاقة تحدّدها طبيعة العنف، بما في ذلك العنف المعرفي. والإشارة إلى أنّ العنف يشكّل جوهر هذه العلاقة ليس من قبيل النسبية الأخلاقية، بل هو الأساس لأي تحليل جاد. هناك تراث بحثي كبير مكرّس لفهم العلاقات الاستعمارية، وقد طوّر هذا التراث الأدوات التحليلية اللازمة لمراقبة ذلك العنف. لكن كما ذكرتُ سابقًا، فإن دراسات الاستعمار الاستيطاني تركّز عادةً على العنف في شكله البنيوي، بينما ما أعقبَ أحداث 7 أكتوبر هو شكل من العنف الذي يمكن اعتباره إبادة جماعية. لذلك، في رأيي، فإن استخدام منظور دراسات الاستعمار الاستيطاني في هذه الحالة ربما يكون في غير محلّه.

  • يُستحضَر مصطلح "إنهاء الاستعمار" بشكل متزايد في الأوساط الأكاديمية والنضالية، لكن البعض يرى أنه اختُزل إلى مجرد استعارة. هل تعتقد أن دراسات الاستعمار الاستيطاني تسهم بشكلٍ كافٍ في النقاشات المتعلقة بالوسائل الفعلية لإنهاء الاستعمار على أرض الواقع؟

ينبغي أن نأخذ في الاعتبار أن دراسة علاقة ما (أي الاستعمار)، وبالتالي دراسة إنهاء هذه العلاقة (أي إنهاء الاستعمار)، هي بالأساس جهودٌ أكاديمية. إن كان لهذه الجهود نفعٌ، فهو يأتي من قدرتها على تفسير الظواهر الاجتماعية وفهمها. وجود أدوات تحليلية جيدة أمرٌ محمود، لكن الأشخاص الذين يعيشون ضمن العلاقة الاستعمارية لا يحتاجون إلى أدوات تحليلية جيدة لكي يقاوموا الواقع الذي يعيشونه أو يغيّروه. أحيانًا تُطرح فكرة "إنهاء الاستعمار مجازًا" بدلا عن إنهاء الاستعمار الفعلي والملموس. لذا، دعونا نوضّح: إن "إنهاء الاستعمار المجازي" لا يُنهي علاقة الخضوع التي نُطلق عليها "الاستعمار". مع ذلك، كانت دراسات الاستعمار الاستيطاني - بوصفه نمطًا خاصًا من الهيمنة - مفيدة في توضيح أن إنهاء الاستعمار بشكل رسمي، مثل الاعتراف الدولي بقدرة شعب ما على الحكم الذاتي، لم يكن يعني في كثير من الأحيان نهاية العلاقة الاستعمارية. ففي كثير من الحالات، حققت المجتمعات الاستيطانية استقلالها، سواء من خلال الحرب أو التفاوض، ومع ذلك ظلت الشعوب الأصلية التي جرى إدماجها داخل هذه المجتمعات خاضعة لحكم استعماري استيطاني.

  • هناك خطاب متصاعد في إسرائيل يشير إلى أن الاعتراف بالطبيعة الاستعمارية الاستيطانية للدولة ليس بالضرورة أمرًا سلبيًا. بل يقول البعض إن هذا يضع إسرائيل في صف واحد مع مجتمعات استيطانية أخرى "ناجحة". هل ترى أن هذا يُشكّل استيلاءً على دراسات الاستعمار الاستيطاني؟

المجتمعات الاستيطانية "الناجحة" التي ذكرتَها، ومنها كندا أستراليا ونيوزيلندا، بدأت بالفعل في العقود الأخيرة عمليات كبرى من المصالحة الوطنية والاعتراف بالقدرات السيادية للشعوب الأصلية. هذه العمليات ما زالت موضع خلاف؛ وغالبًا ما تؤدي إلى إلغاء استعمار مجازي أكثر منه جوهري، لكن الغاية منها هي إعادة تشكيل العلاقات بين المجتمعات الاستيطانية والشعوب الأصلية. إسرائيل تسير في الاتجاه المعاكس، لذا ربما هي ليست "ناجحة" إلى هذا الحدّ في آخر الأمر. أما بالنسبة لإضفاء قيمة أخلاقية على العمليات التاريخية، فسيظل هناك دائمًا مستوطنون محافظون يحتفون بالتوسعات الاستعمارية والاستيطانية، وهذا لا يفاجئني. مهمة الباحثين النقديين هي أن يحافظوا على نزاهتهم ويتبنّوا موقفًا أخلاقيًا يدعم جهود إنهاء الاستعمار بشكلٍ جوهري.

  • من بين الباحثين الذين يروّجون لهذه الرؤية أكاديمي إسرائيلي كتب الفصل الخاص بفلسطين/إسرائيل في "دليل روتليدج لتاريخ الاستعمار الاستيطاني"، وهو كتاب كنت أنت أحد محرّريه. وبما أن دراسات الاستعمار الاستيطاني تدرس نقديًا بُنى الهيمنة والإقصاء والسلطة المعرفية، أليس من المفارقة أن المجال نفسه قد يعيد إنتاج التراتبيات التي يسعى لنقدها؟

بصفتي محرّرًا، أنا أنشر مقالات أكاديمية وليس المؤلفين أنفسهم. لهذا السبب يخضع الباحثون لمراجعة أكاديمية مزدوجة التعمية (Double blind peer review) قبل نشر المجموعات المحرّرة. ما يقوله المؤلفون في أماكن أخرى ليس من مسؤوليتي.

  • لقد جادلت أن دراسات الاستعمار الاستيطاني إطارٌ مفيدٌ لفهم تاريخ الصهيونية منذ تأسيسها حتى اتفاقيات أوسلو، لكن بعد هذه الاتفاقيات، تغيّر نمط الهيمنة مبتعدًا عن النموذج الاستعماري الاستيطاني. بدلًا من تقليص الحالة، أليس من الأفضل توسيع الإطار التحليلي؟

 كان عملي حول الاستعمار الاستيطاني بوصفه نمطا خاصا من الهيمنة يهدف دائمًا إلى دمج المعرفة الجديدة مع المعرفة الموجودة أصلًا، لا إلى استبدالها. حين بدأتُ بحثي، كنتُ قادرًا على قراءة الكثير عن الاستعمار، والقليل جدًا عن الاستعمار الاستيطاني. لكن الفكرة كانت دائمًا دمج المعرفة الجديدة مع الأدبيات الموجودة مسبقًا. كما أنني أكدتُ دائمًا أن نمطي الهيمنة (الاستعماري والاستعماري الاستيطاني) يُشكّلان بعضهما بعضًا بشكل جدلي، ويتداخلان على أرض الواقع. والفكرة كانت في مراقبة هذه الأنماط المختلفة للهيمنة في تفاعلها الديناميكي. مثل هذا النهج سمح لي، مثلًا، بدراسة الصهيونية وتطوّرها التاريخي. أنا لست ملتزمًا بدراسات الاستعمار الاستيطاني خارج حدود فعاليتها بما هي أداة تفسيرية.

  • أين تقع حرب الإبادة الجماعية على غزة من هذا التحليل الأوسع؟

الحرب التي نشهدها الآن على غزة هي أيضًا نتيجة لإدراك فشل المشروع الاستعماري الاستيطاني. لطالما كان على الصهيونية أن تواجه الفلسطينيين، لكنها في نفس الوقت كانت مطالبة بتقديم حياة أفضل لليهود من حياتهم في الشتات. هذه المعركة الطويلة انتهت بالخسارة في نهاية المطاف.

المشروع الاستيطاني الاستعماري لا يحتاج فقط إلى السيطرة على الأرض، بل أيضًا إلى تشكيل ديموغرافيا مناسبة. العديد من الإسرائيليين يغادرون إسرائيل نهائيًا. بالإضافة إلى ذلك، كانت غزة هي المكان الذي تمكنت فيه عمليات "نزع الإنسانية" عن الفلسطينيين من المضي قدمًا بلا قيود، حيث تشكلت فيه أوضح التصورات الإبادية. لقد كانت غزة، على وجه التحديد، المكان الذي فشل فيه الطموح الصهيوني باستبدال السكان الأصليين بشكل واضح.

فيراتشيني: لطالما كان على الصهيونية أن تواجه الفلسطينيين، لكنها في نفس الوقت كانت مطالبة بتقديم حياة أفضل لليهود من حياتهم في الشتات. هذه المعركة الطويلة انتهت بالخسارة في نهاية المطاف.

ليس الأمر أن المستوطنين لم يُؤسسوا مستوطنات في غزة – بل كانوا هناك، لكنهم خرجوا في نهاية المطاف من أجل تثبيت الاحتلال الاستيطاني الاستعماري في أماكن أخرى من فلسطين. كانت هذه خطوة استعمارية استيطانية. لكن ذكرى هذا الإخلاء أصبحت تطارد الفكر الصهيوني الجديد، إنه شبح يطاردهم؛ وهم يسعون لطرده، لكنهم في الوقت نفسه يدمرون إمكانية استمرار المشروع الاستيطاني الاستعماري، إلى جانب كل شيء آخر.

  • يُستخدم مصطلح "السكان الأصليين" بطرق مختلفة عبر سياقات متعددة. في الخطاب الأكاديمي، يستخدم بشكل غير متسق، بينما تميل المؤسسات الدولية إلى تعريفه من خلال "طرق الحياة التقليدية". كيف يفسر فيراتشيني هذا المصطلح ضمن إطار دراسات الاستعمار الاستيطاني؟"

هناك العديد من التعريفات للأصلانية. لقد قدمت أحد هذه التعريفات، ولكنها مساحة مزدحمة بالمداخلات المختلفة (وأيضًا نقاش مثمر للغاية). في فهمي، الأصلانية هي فئة علائقية، مثل أن تكون زوجًا، أو زوجة، أو ابن عم. يكون الشخص أصلانيًا لأنه يواجه مستوطنًا. قبل أن يلتقوا بالمستوطن، كانوا فقط أنفسهم. لقد أشار فرانز فانون إلى أن المستوطن هو من يجلب السكان الأصليين إلى الوجود. ولهذا السبب أيضًا، لن يصبح المستوطن أبدًا من السكان الأصليين. السؤال عن المدة التي يحتاجها المستوطن ليصبح من السكان الأصليين يشبه التساؤل عن المدة التي يحتاجها مالك المصنع ليصبح بروليتاريًا. قد يقضي كل يوم في المصنع، ولكن ما لم يفقد السيطرة على وسائل الإنتاج، فلن يتحول أبدًا إلى شخص آخر. أن تكون من السكان الأصليين يعني أن علاقتك بالأرض، على عكس المستوطن، هي علاقة وجودية وغير تاريخية. ولكن في فهمي، هي دائمًا ولا محالة علاقة سياسية: إنها علاقة غير متكافئة تحدد الشخص الأصلاني والمستوطن الاستعماري، وهذه العلاقة تُعرَّف من خلال سياسات نظام استعماري استيطاني. لا توجد استعارات: يجب حل هذا النظام.

  • ما هو السؤال الأكثر إلحاحًا الذي يواجه دراسات الاستعمار الاستيطاني اليوم؟ هل هناك مجالات بحث جديدة يجب على الباحثين التركيز عليها؟

دراسات الاستعمار الاستيطاني تتعرض حاليًا لهجوم. بعد اندلاع الحرب في غزة، بدأت هذه الدراسات تنتشر على نطاق واسع في الخطاب العام خارج الأوساط الأكاديمية. لكن بعد ذلك، كان هناك رد فعل عنيف. نشرت صحف مثل نيويورك تايمز وتايم ووول ستريت جورنال مقالات تنتقد دراسات الاستعمار الاستيطاني في عام 2024. كما تمت مهاجمة دراسات الاستعمار الاستيطاني مؤخرًا في الأوساط المحافظة باعتبارها "نظرية العرق النقدية 2.0" ‘Critical Race Theory 2.0’. في الوقت نفسه، حصل ثلاثة مؤرخين اقتصاديين على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية لعام 2024 بسبب دفاعهم عن مؤسسات الاستعمار الاستيطاني (التي وصفوها بأنها "شاملة"). في هذا الظرف الرجعي الحالي، أتوقع المزيد من محاولات إسكات هذه الدراسات وقمعها. لكن على الأقل، أصبح المفهوم يُناقَش خارج الأكاديميا، وهو أمر منعش.


نبذة عن الباحث لورينزو فيراتشيني:

أستاذ في التاريخ والسياسة في جامعة سوينبرن للتكنولوجيا في ملبورن، أستراليا. يركز في أبحاثه على التاريخ المقارن للأنظمة الاستعمارية، مع اهتمام خاص بالاستعمار الاستيطاني. نشر وشارك في تحرير العديد من الكتب في هذا المجال. شغل سابقاً منصب رئيس تحرير مجلة "دراسات الاستعمار الاستيطاني"، وهو واحد من الباحثين المؤسسين لهذا الحقل.

المساهمون