حملة إسرائيلية لتجريم أسطول الصمود العالمي بوصم ناشطيه بالإرهاب
استمع إلى الملخص
- وزارة الشتات الإسرائيلية تروج لأكاذيب حول توترات داخل الأسطول، وتزعم ارتباط الناشطين بحماس وإيران وحزب الله، وتستهدف الناشطة السويدية غريتا تونبرغ كواجهة لتضليل العالم.
- الوزارة تنشر ملفات على موقعها الإلكتروني تزعم علاقات الناشطين بتنظيمات إرهابية، مستعرضة صوراً وادعاءات غير موثوقة لتشويه سمعتهم.
لا تكفّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن تجريم العمل النضالي الإنساني للناشطين العالميين المتضامنين مع غزة والداعين إلى وقف الإبادة ومعاقبة قادتها وجنودها لارتكابهم جرائم حرب، فمرّة تتهمهم بـ"المعادين للساميّة"، ومرّة بـ"الإرهابيين". أمّا جديدها هذه الأيام فهو بروباغندا مكشوفة لتجريم أسطول الصمود العالمي الذي تبحر في إطاره نحو 50 سفينة، وعلى متنها مئات الأجانب والعرب، بينهم دبلوماسيون غربيون، وناشطون بيئيون وآخرون في مجالات الدفاع عن حقوق إنسان، فضلاً عن فنانين وغيرهم، آملاً بكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ نحو عقدين.
وفي إطار حملة أكاذيبها المفضوحة، بدأت وزارة الشتات ومكافحة معاداة السامية الإسرائيلية هذه المرّة، باستثمار ما تصفه بأنه "توترات" بين بعض أعضاء الأسطول، الذي انسحب المتحدث الإعلامي باسمه، بحسب ما أورده موقع "واينت"، اليوم الأحد، مشيراً إلى أن آخرين قرّروا مغادرة الأسطول لعدم تحملهم الضغط الجسدي والنفسي الناجم عن الإقامة الطويلة في البحر، وتأجيلٍ لمواعيد إبحار بعض السفن، فضلاً عن ترك الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ سفينة "فاميلي"، لتنتقل إلى "ألما" التي استهدفتها مسيّرة إسرائيلية قبالة سواحل تونس.
وبينما اتجه الأسطول من سواحل مالطا متابعاً رحلته نحو غزة، قرّرت وزارة الشتات الإسرائيلية استقبال ناشطيه بإعداد ملفاتٍ عن عدد كبير منهم ونشرها على موقعها الإلكتروني في الشبكة العنكبوتية؛ إذ تزعم الملفات ارتباط هؤلاء الناشطين بـ"حماس، وإيران، وحزب الله، والإخوان المسلمين".
وزعمت الوزارة على موقعها بأنّ "الأسطول يحاول خداع العالم، واضعاً غريتا تونبرغ في الواجهة لكي يبدو الأمر مبادرةً بريئةً، بينما الناشطة السويدية مجرد ستار دخاني"، مضيفة أن: "من يدير العملية فعلياً هم نشطاء على صلة بحماس والإخوان المسلمين. ولا 'صرخة إنسانية' ولا 'نضال مدني' - بل حملة معادية لإسرائيل ذات جذور إرهابية".
موقع الوزارة الإسرائيلية استعرض صورة على هيئة "شجرة جذور" تُظهر العلاقات المتشابكة التي تربط بين ناشطين مشاركين في الأسطول، زاعماً علاقتهم بـ"تنظيمات إرهابية"، بين الملفات التي نُشرت على موقع الوزارة يظهر اسم مروان بن غواتية، وهو ناشط جزائري، زعمت الوزارة أنه "مرتبط بحماس" أمّا دليلها فهو صورة جمعت بن غواتية مع قياديٍّ في حماس يُدعى يوسف حمدان. وفي ملف آخر، أوردت اسم نائل نوار، عضو لجنة تنسيق الأسطول، وزعمت أنه مرتبط بـ"حماس والجهاد الإسلامي"، مسلطة الضوء على مشاركته في جنازة أمين عام حزب الله، الشهيد حسن نصر الله، في فبراير/شباط الماضي، التي نظّمت في لبنان، وكأنّ المشاركة في جنازة هي "جُرم".
إلى ذلك، أوردت الوزارة أسماء ناشطين آخرين، مثل خالد بركات، وباريس لفتيسس، وسيف أو كشك، وخالد صافي وآخرين، إلى جانب معلومات عنهم ومقاطع من منشورات على حساباتهم في وسائل التواصل الاجتماعي عبّروا فيها عن دعمهم لحركات المقاومة، فضلاً عن صورٍ لمشاركتهم في تظاهرات واحتجاجات داعية إلى وقف الحرب.