رفع رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، شعارات "لا تراجع عن مبادئ الثورة، لا رجوع للنظام القديم ولا تصالح معه، ولا توقّف عن السعي لمدنية الدولة وديمقراطيتها".
وجاءت تلك التأكيدات، خلال مخاطبته، اليوم الأربعاء، للاجتماع الأول للآلية التنفيذية للمبادرة الوطنية- الطريق للأمام، التي طرحها بنفسه في شهر يونيو/حزيران الماضي، وهى مبادرة يهدف عبرها حمدوك إلى تحقيق إجماع سياسي لإنجاز 7 أهداف، تتلخص في إصلاح المؤسسات العسكرية والأمنية، والوصول إلى جيش وطني موحد، ومعالجة قضايا العدالة وإنصاف الضحايا، وإصلاح الأجهزة العدلية، وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية، وتنفيذ اتفاق السلام واستكماله، وتفكيك دولة الحزب لصالح دولة الوطن، وتوحيد مراكز القرار في السياسة الخارجية، وتشكيل المجلس التشريعي الانتقالي.
ووجدت المبادرة ترحيباً من عدد من الأوساط السياسية، وقابلتها أصوات ناقدة لها بشدة، فيما ذهبت أصوات أخرى إلى اتهام رئيس الوزراء بالرغبة في تجاوز التحالف الحاكم في البلاد، أو اتهامه بالعمل من خلال المبادرة للتصالح مع النظام القديم، وهذا ما حاول نفيه في كلمته.
وأوضح حمدوك، أن تحقيق أهداف المبادرة سيجنب بلاده تجارب انهيار الانتقال الديمقراطي في عدد من دول المنطقة التي وصلت إلى مصير مجهول، مؤكداً قدرتهم على تحدي الصعاب والعقبات من دون توقّف عن الأمل والعمل.
وأكد أن مبادرته لن تحيد عن مبادئ وأهداف الثورة، ولن تسمح بإجهاض المرحلة الانتقالية، وأن غاية المبادرة تحقيق ما ناضل من أجله الشعب السوداني. ونفى أن تكون المبادرة أو آليتها التنفيذية بديلاً لتحالف الحرية والتغيير الحاكم.
ورداً، فيما يبدو، على عدم مشاركة المكون العسكري في الآلية التنفيذية، أوضح حمدوك أنه "ظل على اتصال دائم بالمكون العسكري، برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو، وتناقش معهما حول كل محاور المبادرة، وحثّا بدورهما على ضرورة تضمين المبادرة إشارات واضحة حول التحول الديمقراطي وصعوبات الانتقال"، مؤكداً أنه سيواصل التواصل مع المكون العسكري، لأن دوره مطلوب في الوصول إلى الأهداف وليس الإصلاح الأمني والعسكري فقط.