أكد قياديان في حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) و الجهاد الإسلامي، اليوم السبت، أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، واستمرار التضييق والحصار وإغلاق المعابر سيقابلهما مزيد من الرد.
ويواصل نشطاء فلسطينيون إطلاق البالونات الحارقة والمتفجرة تجاه مستوطنات "غلاف غزة" داخل الأراضي المحتلة عام 1948، فيما يقصف الاحتلال الإسرائيلي أهدافاً ومواقع تابعة للمقاومة الفلسطينية، ما أدى إلى تسجيل إصابات في صفوف مدنيين.
ويتزامن إطلاق البالونات مع إعلان تفعيل المزيد من الوحدات الشعبية، مثل وحدة الإرباك الليلي على طول المناطق الشرقية، قرب الحدود مع الأراضي المحتلة، ضمن خطوات تصعيدية للضغط على الاحتلال لالتزام تنفيذ التفاهمات.
في الأثناء، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، محمود الزهار، لـ"العربي الجديد" إن الاحتلال يريد أن يخنق غزة ويقتلها عبر ما يقوم به من تضييق متواصل وعدوان يومي متكرر، مشدداً على أن الضغط سيقابله مزيد من الرد.
وأضاف الزهار أن الاحتلال يعلم أن المقاومة إذا أخذت وضعها، فإن من سيدفع الثمن هو الاحتلال، وهو ما يدفعه نحو سياسة التضييق والخنق من خلال فرض إجراءات عقابية إما بالرواتب أو قطع الكهرباء، مؤكداً أن الجمهور والمقاومة مطالبان بالتعايش مع الواقع الراهن وتطوير الأدوات الشعبية والعسكرية للجم الاحتلال.
واستبعد القيادي في حركة حماس أن يقدم الاحتلال على حرب جديدة واسعة النطاق بسبب المشهد السياسي المعقد لديه بفعل الخلافات القائمة بين رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو وشريكه في الحكومة بني غانتس، معتبراً أن قضية إعادة احتلال غزة أصبحت أمراً منتهياً، وغير ممكنة.
وبشأن التنصل من تنفيذ التفاهمات، أكد الزهار أن ملف التفاهمات هي قضية آنية، وكثيراً ما حدثت فيه إشكاليات كانت تستدعي تدخل الوسطاء، ثم يُستجاب لبعض المطالب، مشيراًً إلى أن الاحتلال كان يتنصل من تنفيذ التفاهمات.
واتخذ الاحتلال، منذ عدة أيام، سلسلة من الإجراءات العقابية ضد القطاع، تمثلت بإغلاق معبر كرم أبو سالم، المنفذ التجاري الرئيس لغزة، إلى جانب منع إدخال الوقود ومواد البناء وتقليص مساحة الصيد من 12 ميلاً بحرياً إلى 8 أميال فقط.
من جانبه، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خضر حبيب، إن استمرار العدوان والحصار الإسرائيلي على غزة يضع المقاومة الفلسطينية أمام تحدٍّ خطير، وكل الخيارات مفتوحة أمامها للرد على العدوان والحصار المتواصل.
وشدد حبيب، في حديثه لـ"العربي الجديد"، على أن استمرار الحصار والعدوان على القطاع أصبح أمراً غير ممكن، وبات مطلوباً أن يعيش الناس بكرامة كغيرهم، معتبراً أن سياسة الاحتلال تجاه غزة تندرج في إطار استراتيجية كاملة للتعامل معها.
وأكد أن الإسرائيليين لم يلتزموا تنفيذ التفاهمات التي جرى التوصل إليها، لا مع الطرف الفلسطيني، أو حتى الأطراف غير الفلسطينية، مبيناً أن غزة تُحاصَر وتُخنَق وتدفع ثمن مواقفها ورفعها للسلاح عبر فرض الحصار وشنّ الحروب عليها.
وتوقع القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أن يواصل الاحتلال حصاره المفروض على غزة للعام الرابع عشر على التوالي، وأن يواصل عدوانه المستمر بالقصف وفرض الإجراءات التي تهدف إلى خنق أكثر من مليوني مواطن فلسطيني.
ورأى أن المطلوب حالياًً، أن يوحّد الشعب الفلسطيني صفوفه، وأن تعمل القوى المختلفة على تحقيق الوحدة الوطنية لمواجهة العدوان المتواصل عليه، وأن يُرتَّب البيت الداخلي لمواجهة التحديات الخطيرة التي تعصف بالقضية الفلسطينية.