حماس تنفي وقف محادثات غزة وتردّ على مايك والتز

21 مارس 2025
فلسطينيون يهربون من بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، 20 مارس 2025 (بشار طالب/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- نفت حركة حماس ما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" حول قطع الاتصالات بشأن صفقة تبادل الأسرى، مؤكدة استمرار المفاوضات بجدية مع الوسطاء ومناقشة مقترحات المبعوث الأميركي لتحقيق الصفقة وإنهاء الحرب.
- صرح وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن الضغط العسكري يؤثر على موقف حماس، مهدداً بتوسيع السيطرة على غزة، رغم أن إسرائيل انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار.
- انتقدت حماس تصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي، معتبرة أنها منحازة، وأكدت أن الاحتلال الإسرائيلي هو المعتدي، مشيرة إلى رفض نتنياهو لمبادرات وقف إطلاق النار لأهداف سياسية.

حماس "تتابع بكلّ مسؤولية وجدية مع الإخوة الوسطاء"

الحركة لا تزال تتداول في مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف

استأنف الاحتلال الإسرائيلي هذا الأسبوع عدوانه على قطاع غزة

نفت حركة حماس، اليوم الجمعة، ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بشأن قطع الاتصالات، أو وقف المحادثات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزّة، وأكدت حركة حماس، في بيانٍ، أنها "لا تزال في قلب المفاوضات، وتتابع بكلّ مسؤولية وجدية مع الإخوة الوسطاء"، مشيرة إلى أنها "لا تزال تتداول في مقترح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، والأفكار المختلفة المطروحة، بما يحقق إنجاز صفقة تبادل تؤمّن الإفراج عن الأسرى، وإنهاء الحرب، وتحقيق الانسحاب".

ونقلت الصحيفة العبرية في وقت سابق اليوم عن مصدر قال إنّه من إحدى دول الوساطة في المفاوضات، دون أن تسميه، قوله إنّ حماس قطعت الاتصالات وأوقفت المحادثات بشأن صفقة الأسرى، في أعقاب الهجمات الإسرائيلية على غزة. وبحسب الكلام المنسوب إلى المصدر نفسه، فإنّه حتى المحادثات بشأن إطلاق سراح دفعة صغيرة من المحتجزين الإسرائيليين تعثّرت أيضاً، وإنّ الحركة تتمسك بموقفها القائل بضرورة العودة إلى الاتفاق الأصلي الذي جرى توقيعه قبل أكثر من شهر.

وجاءت أقوال المصدر، وفقاً للصحيفة، على خلفية التصريح المتفائل الذي أدلى به وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمس الخميس، عقب الهجمات الإسرائيلية على غزّة، الذي أفاد أنّ دولة الاحتلال تلاحظ تغيّراً في موقف حماس، وقال كاتس: "نشهد بالفعل أن الضغط العسكري يؤثر على موقف حماس"، مضيفاً "لن نتوقف حتى يُطلَقُ سراح المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في غزّة)".

وعاد كاتس اليوم الجمعة، إلى التهديد والوعيد، معلناً عن نية إسرائيل توسيع سيطرتها على مناطق في قطاع غزّة، وتهجير السكان المحليين منها، تحت مزاعم "تعزيز الأمن"، ورداً على ما ادعى أنه عدم تجاوب حماس في ما يتعلق بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزّة، علماً أن دولة الاحتلال الإسرائيلي هي التي انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وقال كاتس: "لقد أصدرت تعليماتي للجيش الإسرائيلي بالاستيلاء على مزيد من الأراضي في غزة، مع إجلاء السكان، وتوسيع المناطق الأمنية حول غزة، من أجل حماية البلدات الإسرائيلية وجنود الجيش الإسرائيلي"، مضيفاً أنه "كلما استمرت حماس في رفضها إطلاق سراح المختطفين، كلما خسرت المزيد من الأراضي التي ستُضم إلى إسرائيل"، وإن إسرائيل ستواصل عدوانها "بقوة متزايدة"، حتى إطلاق سراح المحتجزين.

"حماس": تصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي "قلب للحقائق"

كذلك، علّقت "حماس" على ما قالت إنها "تصريحات منحازة لمستشار الأمن القومي الأميركي (مايك والتز) تساوي بين الجلاد والضحية، وتتبنى رواية الاحتلال بالكامل"، معتبرة أن "الحديث عن "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" هو تزوير فج للواقع، فالمحتل لا يملك حق الدفاع عن احتلاله، بل هو المعتدي أصلاً"، مشيرة إلى أن "العدوان الصهيوني المستمر على شعبنا منذ عقود، وجرائم الإبادة في غزة هي التي تستدعي الإدانة والمحاسبة، لا التبرير والدعم".

وتابعت الحركة: "الزعم بأن "حماس اختارت الحرب بدل إطلاق سراح الرهائن" هو قلب للحقائق، فالمقاومة الفلسطينية قدّمت مبادرات واضحة لوقف إطلاق النار، وتنفيذ صفقة تبادل شاملة، لكن الاحتلال، بقيادة نتنياهو، هو من رفضها، وتعمّد إفشالها لتحقيق مصالحه السياسية، باعتراف قادة أجهزته الأمنية أنفسهم". ولفتت إلى أن الحديث عن إمكانية تمديد وقف إطلاق النار لو أطلقت المقاومة جميع الأسرى تجاهل متعمّد لحقيقة أن الاحتلال لم يكن جاداً في تنفيذ بنود التهدئة، ولم يلتزم بأي من شروطها، بل استمر في القتل والتجويع والحصار، وهو ما أفشل التفاهمات ونسف فرص التمديد".

وقالت: "التصريحات الأميركية تكشف مجدداً الشراكة الكاملة في العدوان على شعبنا، والتواطؤ مع الاحتلال في ارتكاب جرائم الإبادة والتجويع والحصار بحق أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة، بينهم آلاف الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء". وشددت على أن "محاولة قلب الحقائق لن تنجح في تبرئة الاحتلال من جرائمه، ولن تمنح واشنطن غطاءً أخلاقياً لسياساتها المنحازة". وختمت: "محاولات قلب الحقائق لن تنجح، والتاريخ سيسجل من وقف مع الحق ومن تواطأ مع القتل".

واستأنف الاحتلال الإسرائيلي هذا الأسبوع عدوانه على قطاع غزة، مفشلاً كل محاولات الوصول للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، وعادت العمليات البرية، التي يصفها بالمحدودة، لتصبح العنوان الأبرز مع بدء الجيش الإسرائيلي عمليات توغل في محور نتساريم والمناطق الحدودية، شمالي القطاع. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي حظر الانتقال لأهالي غزة على شارع صلاح الدين في الاتجاهين، مع السماح بتحرك الفلسطينيين من شمال غزة إلى جنوبها، عبر طريق البحر المعروف باسم شارع الرشيد، وهو أمر يذكّر بالأحداث التي شهدتها المنطقة مع بدء تقسيم القطاع والتوغل البري وإجبار الأهالي على النزوح جنوباً. وجاءت العملية البرية للاحتلال الإسرائيلي بعد نحو ثلاثة أيام فحسب من عمليات قصف جوي عنيف شنتها الطائرات الإسرائيلية، وأودت بحياة أكثر من 500 شخص وإصابة المئات، فضلاً عن تدمير البيوت وعدد من المنشآت.

ويأتي هذا بالتزامن مع كشف رئيس جهاز الشاباك رونين بار كواليس مماطلة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة، وأكد بار أن قرار إبعاده عن فريق التفاوض الإسرائيلي كان "بهدف خوض مفاوضات لا تؤدي إلى صفقة"، وكشف عن أن نتنياهو كان يمنعه من لقاء الوزراء خلال السنة الماضية، في محاولة منه لحجب المعلومات التي تتعلق بالمفاوضات عن الحكومة الإسرائيلية.

وعلّقت حركة حماس على تصريحات رئيس جهاز الشاباك، مشيرة إلى أنها "تكشف تلاعب المجرم نتنياهو المتعمد بملف المفاوضات، وسعيه لإفشال أي اتفاق، ثم تعطيله بعد التوصل إليه، لأهدافه السياسية الخاصة".