حماس تعلن تسليم ردها للوسطاء بشأن مقترح الهدنة في غزة

24 يوليو 2025   |  آخر تحديث: 10:18 (توقيت القدس)
أطفال فلسطينيون في غزة، يوليو 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- طلبت حماس تعديلات على مقترح وقف إطلاق النار تشمل انسحاب الجيش الإسرائيلي من التجمعات السكنية، وتغيير آلية إدخال المساعدات لصالح هيئات الأمم المتحدة، وفتح معبر رفح فوراً.
- تضمن رد حماس أيضاً زيادة عدد الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم مقابل الجنود الإسرائيليين، مع ضمانات لحرية الحركة وعدم تهجير السكان، واعتبر الرد إيجابياً لتحقيق اتفاق نهائي.
- الجانب الإسرائيلي يرى الرد أكثر إيجابية، لكن لا تزال هناك فجوات تحتاج إلى جسرها، مع توقع لقاءات مع المبعوث الأميركي لدفع الاتفاق قدماً.

الرد يشمل موقف الفصائل الفلسطينية كاملة

مصادر: حماس طلبت حصر المساعدات بالأمم المتحدة دون جهات أخرى

الحركة طلبت في ردّها إدخال تعديلات على مواقع انتشار جيش الاحتلال

أعلنت حركة حماس، فجر اليوم الخميس، تسليم الوسطاء ردّها وردّ الفصائل الفلسطينية على مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في وقت أعلن فيه ديوان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، صباح اليوم الخميس، أن الوسطاء سلّموا فريق التفاوض الإسرائيلي رد حركة حماس على مقترح الصفقة، وأن إسرائيل تدرسه.

وفي حين لم تفصح حركة حماس عن فحوى ردها، إلا أن مصدرين، أحدهما مصري مطّلع على جهود الوساطة في مفاوضات الدوحة الخاصة بهدنة مدتها 60 يوماً، والآخر من حركة "حماس"، في حديثهما مع "العربي الجديد"، فإن الحركة طلبت في ردّها إدخال تعديلات على بندَي مواقع انتشار جيش الاحتلال خلال فترة الهدنة، وآلية إدخال المساعدات وتوزيعها، مع التأكيد على استبعاد "مؤسسة غزة الإنسانية" من هذه المهمة لصالح هيئات الأمم المتحدة.

وبحسب المصادر، فقد تضمن الرد اشتراط الحركة وضع بند يقضي بفتح معبر رفح البري بين غزة ومصر في الاتجاهين عقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ مباشرة. وكشف المصدر المصري أن الجانب الأميركي شدد على التزامه بضمان استمرار المفاوضات في حال تجاوز مدة الـ60 يوماً من دون التوصل إلى اتفاق نهائي، قائلاً: "الآن الكرة في ملعب الجانب الإسرائيلي حيث ينتظر الوسطاء رده بشأن بندي المساعدات وخرائط إعادة الانتشار"، ولفت المصدر المصري إلى أنه في حال كان الرد بالموافقة، فسيكون قد تم التوصل إلى إطار الاتفاق التفاوضي وتدخل الهدنة حيز التنفيذ.

وبشأن المخاوف المتعلقة بإمكانية استغلال الجانب الإسرائيلي لهذا البند لتهجير الغزيين، أوضح قيادي في الحركة أن قوائم التنسيق المتبعة من جانب مصر تضمن بشكل واضح عدم تفريغ القطاع من السكان، مؤكداً أن هذا البند الذي وضعته الحركة يهدف إلى تأكيد إقرار مبدأ حرية الحركة في المعبر لعدم تحويل القطاع إلى سجن كبير، وكذلك السماح بعودة العالقين في مصر إلى القطاع والتئام الأسر.

وفي الشأن، أكد مصدران فلسطينيان مطلعان على سير المفاوضات، أمس الأربعاء، أن رد حركة حماس على مقترح الهدنة في قطاع غزة تضمّن تعديلات تشمل ضمانات لوقف إطلاق نار دائم مع إسرائيل. وقال أحد المصدرين لوكالة فرانس برس: "سلّمت حماس وفصائل المقاومة اليوم للوسطاء الردّ على المقترح المقدّم لها من الوسطاء مع تضمينه تعديلات للوصول إلى وقف إطلاق نار دائم". وأضاف أن ردّ حماس "عالج بشكل رئيسي ملف دخول المساعدات إلى قطاع غزة وخرائط الانسحاب العسكري الإسرائيلي من قطاع غزة وضمانات الوصول إلى وقف الحرب بشكل دائم".

وأكّد مسؤول فلسطيني مطلع على المفاوضات أن ردّ حماس "إيجابي"، مؤكداً مضمون كلام المصدر الأول، وأوضح أن ردّ حماس "يتضمّن أيضاً المطالبة بتعديلات على خرائط الانسحاب الإسرائيلي". وطالبت الحركة بأن "تنسحب القوات الإسرائيلية من التجمعات السكنية وطريق صلاح الدين (الواصل بين شمال القطاع وجنوبه)، مع بقاء قوات عسكرية في حد أقصى بعمق 800 متر في جميع المناطق الحدودية الشرقية والشمالية الحدودية للقطاع"، وذكر أن "حماس طالبت (...) بزيادة عدد المفرج عنهم من الأسرى الفلسطينيين من ذوي المحكوميات المؤبدة والعالية مقابل كل جندي إسرائيلي حي"، وأشار إلى أن المفاوضات "ستتواصل حتى الوصول إلى اتفاق نهائي".

في المقابل، أعلن ديوان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، صباح اليوم الخميس، أن الوسطاء سلّموا فريق التفاوض الإسرائيلي رد حركة حماس على مقترح الصفقة، وأن إسرائيل تقوم بدارسته. في غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام عبرية، منها هيئة البث الإسرائيلي (كان)، اليوم، عن مسؤول إسرائيلي مطّلع على محادثات التفاوض أن ردّ حماس جاء "بصورة أكثر إيجابية" مقارنةً بردّها السابق. ويبحث المسؤولون الإسرائيليون ما إذا كان الرد الجديد سيسمح بإحراز تقدّم في المحادثات خلال الأيام القريبة القادمة.

إلى ذلك، نقلت القناة 12 العبرية عن مسؤول إسرائيلي لم تسمّه قوله إن الرد الذي نُقل الليلة الماضية (الأربعاء – الخميس) من حماس كان أفضل من الرد السابق، وأوضح أنه "كان هناك تحسّن في رد حماس... والآن هناك ما يمكن العمل عليه". وقال مصدر إسرائيلي إنه سيُعرف اليوم الخميس ما إذا كان هناك تقدّم نحو التوصل إلى اتفاق. وزعم المصدر ذاته أنه "إذا كان رد حماس جدياً، فإنه يمكننا إحراز تقدّم، وإذا لم يرغبوا في اتفاق الآن، فذلك فقط بسبب الحملة الكاذبة حول المجاعة في غزة".

في سياق متصل، من المتوقع أن يلتقي ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، اليوم، بوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في إيطاليا. ومن المقرر أن يعقد ويتكوف اجتماعات إضافية في أوروبا بهدف الدفع نحو التوصّل إلى اتفاق.

ونقلت قناة "آي 24 نيوز" الإسرائيلية إشارة جهات إسرائيلية لم تسمها، إلى أن "رد حماس أفضل من الرد السابق، لكن لا تزال هناك فجوات، وبعضها ليست صغيرة". وأوردت قول مصدر سياسي لم تسمّه: "في هذه المرحلة، ليس مخططاً عقد لقاء بين الوزير رون ديرمر ومبعوث ترامب ستيف ويتكوف، وسيُعقد اللقاء فقط إذا دعت الحاجة لذلك. مثل هذا اللقاء سيتم فقط إذا كانت الفجوات صغيرة". كما أشار مصدر سياسي آخر: "في الوقت الحالي، لا يمكن القول ما إذا كان الرد الجديد (من حماس) محسّناً ويتيح التقدّم أم لا. ستُجرى مشاورات خلال الساعات القريبة".

رد معقّد" وفجوات

إلى ذلك، نقل موقع القناة 12 العبرية، عن مسؤول إسرائيلي رفيع، عقب إعلان دولة الاحتلال تسلمها رد حماس، بأن إسرائيل تدرس رد حماس، "لكن يبدو أنه لن يكون هناك تقدّم سريع". وبحسبه، فإن "الفجوات الحالية بين الطرفين تتعلق بمفاتيح تبادل الأسرى وخطوط انسحاب الجيش الإسرائيلي".

وبحسب ذات الموقع، يحاول المسؤولون في دولة الاحتلال، معرفة ما إذا كان بالإمكان إيجاد "جسور" لتجاوز العقبات ودفع الصفقة نحو إطلاق سراح محتجزين إسرائيليين في غزة. وفي حال توفّرت الظروف الملائمة، فإن من المتوقع أن يلتقي الوزير رون ديرمر بالمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف للتقدّم نحو اتفاق. ومع ذلك، من الواضح للطرفين أن مثل هذا اللقاء لن يُعقد إذا بقيت الفجوات كبيرة كما تبدو في هذه المرحلة. وذكر الموقع العبري أنه يتم دراسة ردّ حماس منذ ساعات طويلة، ومن المرجّح أنه سيتطلّب رداً مفصّلاً من جانب إسرائيل، وأن الردّ الذي قدّمته الحركة مفصّل ومعقّد، ولذلك يحاول المسؤولون في المفاوضات تحليل ما يمكن قبوله وما لا يمكن القبول به.