استمع إلى الملخص
- أعربت حماس عن استعدادها لمفاوضات شاملة تهدف إلى وقف إطلاق النار، وإنهاء الحصار، وتبادل الأسرى، وإعادة إعمار غزة، داعية إدارة ترامب لمواصلة جهودها لإنهاء الحرب.
- لم توافق إسرائيل على وقف إطلاق نار شامل رغم الإفراج عن الأسير، وأشاد ترامب بخطوة حماس، معرباً عن أمله في إطلاق سراح جميع المحتجزين وإنهاء القتال.
حماس اعتبرت أن خطوة الإفراج عن الأسير ترجمة لمرونتها
تأمل الحركة في بدء مفاوضات لوقف الحرب وإبرام صفقة شاملة
نتنياهو أعلن أن لا وقف شامل لإطلاق النار للإفراج عن الأسير
قال الناطق الرسمي باسم حركة حماس جهاد طه إن الحركة تأمل ببدء مفاوضات شاملة تؤدي إلى وقف الحرب على قطاع غزة، بعد الإفراج عن الأسير الأميركي عيدان ألكسندر. وأكدت حركة حماس أن جناحها العسكري "كتائب القسام" قد أفرجت عن عيدان ألكسندر، الذي كان محتجزاً لديها، مشيرة في بيان إلى أن ذلك جاء "بعد الاتصالات مع الإدارة الأميركية، في إطار الجهود التي يبذلها الوسطاء لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات والإغاثة لأهلنا وشعبنا في قطاع غزة". وشدد البيان على أن "هذه الخطوة تأتي بعد اتصالات مهمة أبدت فيها حركة حماس إيجابية ومرونة عالية"، مؤكداً أن "المفاوضات الجادة والمسؤولة تحقق نتائج في الإفراج عن الأسرى.. وأما مواصلة العدوان فإنه يطيل معاناتهم وقد يقتلهم".
وأكدت حركة حماس جاهزيتها للشروع فوراً في مفاوضات للوصول إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار بشكل مستدام، وانسحاب جيش الاحتلال، وإنهاء الحصار، وتبادل الأسرى، وإعادة إعمار قطاع غزَّة. كما حثُّت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على "مواصلة جهودها لإنهاء هذه الحرب الوحشية التي يشنّها مجرم الحرب (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو على الأطفال والنساء والمدنيين العزّل في قطاع غزة".
وفي وقت سابق من اليوم، أعلنت حماس أنها ستفرج عن الأسير الأميركي في خطوة قالت إنها ترجمة لمرونتها في التعاطي مع الجهود الإقليمية والدولية الجارية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار، وذلك قبيل وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة.
وقال طه في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن الحركة تأمل بأن "تشكل هذه الخطوة مدخلاً فعلياً لمفاوضات شاملة تؤدي إلى وقف تام لإطلاق النار، وانسحاب الاحتلال من القطاع، وبدء عملية إعادة الإعمار، والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى عادلة".
وأكد طه أن سكان غزة يواجهون "كارثة إنسانية غير مسبوقة" في ظل استمرار الحصار وانعدام مقومات الحياة، في وقت يعجز فيه المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية عن القيام بدور فاعل لإنقاذ الوضع، ودعا المؤسسات الدولية إلى "مواكبة الحراك السياسي الجاري، وتقديم كل أشكال الدعم الإنساني العاجل لسكان القطاع، والضغط على الاحتلال للالتزام الكامل بأي تفاهمات يتم التوصل إليها".
وبينما لم يصدر تأكيد رسمي إسرائيلي بشأن ظروف إطلاق سراح الأسير الأميركي الذي كان مجنداً في صفوف جيش الاحتلال عند أسره في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشير تقارير عبرية إلى أن عملية التسليم ستتم من خلال تنسيق أمني عبر وسطاء، دون أن يُعدّ ذلك قبولاً باتفاق الهدنة المطروح حالياً. في المقابل، أعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أنّ إسرائيل ستسمح بعبور الأسير عبر ممر آمن من القطاع، لكنها لن توافق على اتفاق وقف إطلاق نار شامل، في موقف اعتبره مراقبون دليلاً على تعقيد المسار التفاوضي رغم بوادر الانفراجة الإنسانية.
وجاء الإفراج عن الأسير الأميركي في ظل استمرار الحراك الذي تقوده وساطات إقليمية ودولية، وفي مقدمها الوساطة الأميركية، إذ أوضحت الحركة أن هذه الخطوة تأتي استجابة لهذه المساعي، وتعبيراً عن "إيجابية" الحركة تجاه أي جهود من شأنها تخفيف المعاناة عن سكان القطاع المحاصر. ويأتي هذا التطور وسط مفاوضات متعثرة تشهدها العاصمة المصرية القاهرة، حيث لم تُفلح حتى الآن جهود الوسطاء في التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، في ظل تباين واضح بين شروط إسرائيل ومطالب حماس.
وأشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في وقت متأخر من مساء الأحد، بإعلان حركة حماس عزمها على الإفراج عن الأسير الأميركي عيدان ألكسندر، معربا عن أمله بإطلاق سراح جميع المحتجزين وإنهاء القتال. وكتب ترامب في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال"، أن الإفراج عن ألكسندر "خطوة حسنة النية تجاه الولايات المتحدة وجهود الوسطاء قطر ومصر لإنهاء الحرب الوحشية وإعادة جميع الرهائن الأحياء ورفات من توفوا إلى أحبائهم". وأضاف ترامب: "يسعدني أن أعلن أن عيدان ألكسندر يعود إلى عائلته، شكرا لكل من ساهم في الوصول لهذه اللحظة التاريخية"، وعبر عن أمله أن تكون هذه هي أولى الخطوات لإنهاء ما وصفه بـ"الصراع الوحشي"، وقال إنه يتطلع إلى يوم الاحتفال.
مصدر أميركي: الإفراج عن ألكسندر سيطلق محادثات سلام فورية
في السياق، قال مصدر مطلع على المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وحركة حماس لشبكة "سي أن أن" الأميركية إن الإفراج عن الأسير الأميركي سيقود فوراً إلى مفاوضات من أجل ترتيب أوسع يهدف إلى إنهاء الحرب في غزة. وقال المصدر: "سندخل فوراً في مفاوضات للتوصل إلى اتفاق سلام".
من جانبه، قال وزير الزراعة الإسرائيلي آفي ديختر، الرئيس السابق لجهاز الشاباك، الذي يُنظر إليه على أنه مقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في وقت سابق اليوم الاثنين، إن إسرائيل ستقاوم الضغوط الأميركية لإنهاء الحرب في غزة قبل تحقيق أهدافها. وأضاف ديختر لهيئة البث العامة الإسرائيلية (كان): "لسنا النجمة الـ51 على علم الولايات المتحدة، وأهداف الحرب لم تتغير".