حماس ترد على تصريحات ترامب: لن نسمح لأيّ دولة باحتلال أرضنا
استمع إلى الملخص
- قادة حماس، مثل سهيل الهندي وسامي أبو زهري، يرفضون تصريحات ترامب، معتبرينها محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، ويؤكدون على استمرار المقاومة الفلسطينية حتى تحقيق الحرية والاستقلال.
- تصريحات ترامب حول تهجير الفلسطينيين تثير ردود فعل غاضبة من حماس، التي تدعو إلى انعقاد جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، بينما يشكر نتنياهو ترامب على جهوده.
ردت حركة حماس على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، بشأن مستقبل قطاع غزة، مشددة رفضها لهذه التصريحات "العدائية"، ومؤكدة أنها لن تسمح لأي دولة باحتلال "أرضنا أو فرض الوصاية على شعبنا"، وأن "الشعب الفلسطيني سيفشل مخطط ترامب للتهجير".
وأكّد عضو المكتب السياسي لحركة حماس سهيل الهندي لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، أنّ الشعب الفلسطيني الذي أفشل صفقة القرن سيُفشل مخطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتهجير، داعياً إلى وحدة وطنية والوقوف صفاً واحداً لمواجهة التحديات التي تعصف بالقضية والفلسطينيين.
وقال الهندي إنّ الشعب الفلسطيني الذي استطاع إفشال صفقة القرن ومخططات التهجير منذ الخمسينيات قادر على الوقوف في وجه كل محاولات تهجيره، مستذكراً أنه في خمسينيات القرن الماضي عندما كانت هناك خطة لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وقف الفلسطينيون صفاً واحداً لإفشال هذه السياسة ونجحوا.
وأكد أنّ الشعب الفلسطيني يعمل من أجل "تحرير أرضه ولن يفرط بذرة تراب منها رغم كل عظم التضحيات"، مشدداً على أنّ إفشال المخطط الجديد القديم لترامب يستدعي تناسي الخلافات ووضعها جانباً، فـ"المقصلة على رأس الكل الفلسطيني والجميع مطلوب منه مواجهتها".
ولفت إلى أنّ "تصريحات ترامب وسياسته الواضحة تجاه القطاع بإخراج الأهالي من ديارهم لن تمر، فالشعب الفلسطيني وعلى مدار أكثر من 77 عاماً يتوق ليل نهار للعودة للأرض التي هُجر منها، وما حدث قبل أيام من عودة الناس من جنوبي القطاع للشمال يؤكد أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه ووطنه ولا يفرط بأرضه التي دفع الدم غالياً من أجلها".
وشدد عضو المكتب السياسي على أن "الخطة التي تريد انتزاع الفلسطيني من أرضه لن تنجح، وأنّ هذه السياسة الاجرامية لأميركا أو للعدو الصهيوني لن تنجح على الأرض الفلسطينية، فالشعب الفلسطيني لن يفرط بأرضه"، مشيراً إلى أنّ "نكبة العام 1948 لن تعود مرة أخرى، وشعبنا أوصل رسائله بالدم أنه لا يمكن أن يخرج من أرضه وأنّ الغرباء سيخرجون".
وقال كذلك: "نحن ماضون حتى انتزاع الحق الفلسطيني، نحن نقاتل من احتل أرضنا وهذا حق كفلته كل القوانين"، مشيراً إلى أنه لا يمكن بأي حال أن نسمح لأي كان أن ينزعنا من أرضنا، والحقيقة الواضحة أن الفلسطيني رغم الدمار والتخريب والدماء عاد إلى أرضه، عاد ليبحث عن خيمة في وقت لا يوجد فيه مظاهر للحياة.. هذا تمسك بالأرض رغم كل شيء". ودعا من أسماهم "الأحرار والأمتين العربية والإسلامية إلى أن يقفوا مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وإلى استنكار تصريحات ترامب ورفضها.
بدورها، قالت حركة حماس في بيان لها على تليغرام: "ندين بأشد العبارات ونرفض تصريحات ترامب الرامية لاحتلال قطاع غزة وتهجير شعبنا الفلسطيني منه". وتابع البيان "نؤكد أن تلك التصريحات عدائية لشعبنا ولقضيتنا ولن تخدم الاستقرار في المنطقة وستصب الزيت على النار". وشدد البيان "نؤكد أننا وشعبنا الفلسطيني وقواه الحية لن نسمح لأي دولة في العالم باحتلال أرضنا أو فرض الوصاية على شعبنا".
ودعت حماس الإدارة الأميركية والرئيس ترامب إلى التراجع عن تلك التصريحات غير المسؤولة والمتناقضة مع القوانين الدولية والحقوق الطبيعية لشعبنا الفلسطيني في أرضه. كما دعت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة إلى الانعقاد العاجل لمتابعة تلك التصريحات الخطيرة واتخاذ موقف حازم وتاريخي.
وكان القيادي في الحركة سامي أبو زهري، قال في بيان: "نرفض تصريحات ترامب التي قال فيها إنه لا بديل أمام سكان قطاع غزة إلا مغادرته، ونعتبرها وصفة لإنتاج الفوضى والتوتر في المنطقة". بدوره، أكد القيادي في حركة حماس عزت الرشق، في بيان منفصل، أنّ "الشعب الفلسطيني في غزة، أفشل خطط التهجير والترحيل تحت القصف على مدار أكثر من خمسة عشر شهراً، وهو مغروس في أرضه، ولن يقبل بأي مخططات تهدف إلى اقتلاعه من جذوره". واعتبر أنّ "تصريحات ترامب، عنصرية، ومحاولة مكشوفة لتصفية قضيتنا الفلسطينية والتنكر لحقوقنا الوطنية الثابتة".
إلى ذلك، أكد الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، أنّ الحركة ترفض تماماً تصريحات ترامب. وقال قاسم في بيان صحافي: "نرفض تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين في غزة، فهي تعكس غياب المعايير الأخلاقية والإنسانية، وتعد خطوة في إطار محاولات تشريع عمليات التهجير القسري".
وأضاف قاسم أن "تصريحات ترامب عنصرية، وهي تتجاهل الواقع الفلسطيني المأساوي في غزة"، مشيراً إلى أنه "بدلاً من محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه ضد الإنسانية، يتم مكافأته على جرائم الإبادة الجماعية والتهجير". وأكد قاسم أن "الهدف الحقيقي للاحتلال من حربه على غزة هو تهجير الفلسطينيين من القطاع، وهو ما لن يحدث". وشدد القيادي على أن "المقاومة الفلسطينية مستمرة حتى يحصل الشعب الفلسطيني على حريته واستقلاله". وفي ما يخص عملية إعادة الإعمار، قال قاسم: "يمكن أن تتم عملية إعادة الإعمار مع بقاء أهالي غزة في أراضيهم، ولا يمكن أن تكون عملية الإعمار مطية لتهجيرهم كما يطرح اليمين الإسرائيلي".
واعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، أن الفلسطينيين "سيودون بشدة" مغادرة قطاع غزة المحاصر للعيش في أي مكان آخر إذا أتيحت لهم الفرصة. وصرّح ترامب للصحافيين في البيت الأبيض "إنهم سيودون بشدة مغادرة غزة"، مضيفاً "أظن أنهم سيكونون سعداء للغاية" بذلك. وقال "لا أدري كيف يريدون البقاء. إنه موقع هدم"، وذلك بعد أكثر من 15 شهراً من شن إسرائيل حليفة الولايات المتحدة حرباً مدمرة على القطاع. وكان الرئيس الأميركي قد تحدث في وقت سابق عن خطة "لتنظيف" غزة، داعياً إلى نقل الفلسطينيين إلى مصر والأردن.
وخلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض الثلاثاء، أعرب الرئيس الأميركي عن اعتقاده بأن "مصر والأردن ستقبلان استقبال الغزيين رغم نفيهما. ودول أخرى كذلك ستقبل"، مضيفاً أنه يتحدث عن "إخراج الفلسطينيين من غزة إلى الأبد". لكنه أوضح أنه لا يريد أن تكون هناك مستوطنات في غزة، كما أكد أنه من الصعب أن تسيطر السلطة الفلسطينية على قطاع غزة. وأكد ترامب أن "إيران قوية جداً حالياً ولن نسمح لها بالحصول على سلاح نووي". من جهته، شكر نتنياهو الرئيس الأميركي على جهوده في التوصل إلى اتفاق، وقال إن إسرائيل ستحقق أهدافها في الحرب على غزة، مضيفاً أن "حماس لن تبقى في غزة".