استمع إلى الملخص
- المقترح يتضمن وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية وإطلاق سراح محتجزين إسرائيليين، مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين، مع وصول المبعوث الأميركي للمنطقة لوضع اللمسات الأخيرة.
- الحكومة الإسرائيلية منقسمة حول المقترح؛ نتنياهو يؤيده، بينما يعارضه بعض الوزراء وأعضاء الكنيست، مشددين على عدم تخفيف الضغط على حماس.
حماس: نعكف على دراسة المقترح بمسؤولية وبما يحقق مصالح شعبنا
نتنياهو يعقد اجتماعاً أمنياً بحضور بن غفير وسموتريتش
وزراء في حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية يرفضون الاتفاق مع حماس
أكدت حركة حماس أنها تسلّمت المقترح الجديد للمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، مضيفة، في بيان اليوم الخميس، أنها تعكف على دراسته "بمسؤولية وبما يحقق مصالح شعبنا وإغاثته وتحقيق وقف إطلاق النار الدائم في القطاع".
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر في حماس قوله إن "الحركة تدرس مقترح ويتكوف المعدّل بمسؤولية عالية، انطلاقاً من حرصها على تحقيق مصالح شعبنا، وضمان وقف العدوان"، مشيراً إلى أن "ما بثّته بعض وسائل الإعلام بشأن موقف الحركة من المقترح غير دقيق ويأتي في سياق محاولات للضغط على موقف الحركة عبر تسريبات غير صحيحة ومغرضة". وزعمت القناة 15 العبرية، الخميس، نقلاً عما سمّته مصدراً مطلعاً، أن "حماس تشعر أن الولايات المتحدة قدمت مقترحاً مؤيّداً لإسرائيل لا يضمن وقف الحرب".
وفي السياق، نقلت وكالة فرانس برس عن عضو المكتب السياسي لحركة حماس باسم نعيم، مساء الخميس، قوله إن المقترح الأميركي حول هدنة في غزة، الذي قالت واشنطن إن إسرائيل وافقت عليه "لا يستجيب لأي من مطالب شعبنا". وأضاف نعيم أن "رد الاحتلال في جوهره يعني تأبيد الاحتلال واستمرار القتل والمجاعة (حتى في فترة التهدئة المؤقتة)، ولا يستجيب لأي من مطالب شعبنا، وفي مقدمتها وقف الحرب والمجاعة"، لكنه أوضح: "مع ذلك، تدرس قيادة الحركة بكل مسؤولية وطنية الرد على المقترح".
وكانت حماس قد أكدت، أمس الأربعاء، أنها "تبذل جهوداً كبيرة لوقف الحرب الهمجية على قطاع غزة، وكان آخرها التوصّل إلى اتفاق مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف على إطار عام يحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وتدفّق المساعدات، وتولّي لجنة مهنية إدارة شؤون القطاع فور الإعلان عن الاتفاق".
من جهتها، زعمت القناة 12 العبرية أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أبلغ عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة بقبول تل أبيب المقترح الجديد لويتكوف. وقالت القناة إن نتنياهو وافق على المقترح الأميركي الجديد "كونه لا يحظر آلية توزيع المساعدات الجديدة في غزة". ويأتي ذلك فيما يعقد نتنياهو، مساء اليوم الخميس، اجتماعاً أمنياً في ظل الاقتراح الأميركي.
ويشمل الاجتماع الذي يعقده نتنياهو دعوة عدد من الوزراء، من بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الخارجية جدعون ساعر، في وقت تسارعت ردات الفعل من وزراء وأعضاء كنيست من الائتلاف الذين أعلنوا صراحة رفضهم للاتفاق. وجدّد بن غفير، في مقابلة إذاعية أجراها صباح اليوم، رفضه لأي صفقة تتضمن وقفًا جزئيًّا للحرب أو إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، قائلًا: "أنا لا أطلق تهديدات، لكن رئيس الحكومة يعرف خطي الأحمر، ويعرف متى يتم تجاوزه".
وكان سموتريتش قال، الأربعاء، عقب حديث ويتكوف عن مقترح معدّل، إنه "من الحماقة الشديدة تخفيف الضغط في غزة الآن وتوقيع صفقة جزئية مع حماس تمكنها من التعافي، وأنا لن أسمح بذلك". في المقابل، أكد وزير الخارجية جدعون ساعر أنه "عندما تكون هناك فرصة لاستعادة الرهائن علينا فعل ذلك".
وعلم "العربي الجديد" أن اقتراح ويتكوف المعدّل ينصّ على أنه مع بدء تطبيق الاتفاق ستوقف إسرائيل فوراً جميع العمليات العسكرية الهجومية في غزة، وسيُطلَق سراح عشرة محتجزين إسرائيليين، وستُسلَّم 18 جثة لأسرى أموات على مرحلتين. وبحسب معلومات "العربي الجديد"، فإن الولايات المتحدة ومصر وقطر ستكون ضامنة لوقف إطلاق النار المؤقت، وسيصل ويتكوف إلى المنطقة لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل الاتفاق.
وفي تفاصيل الاقتراح، بحسب المعلومات، سيُطلَق سراح خمسة محتجزين أحياء وستُسلَّم تسع جثث محتجزة في اليوم الأول لدخول الصفقة حيز التنفيذ، فيما سيُطلَق سراح خمسة محتجزين أحياء وجثث تسعة أموات في اليوم السابع من وقف النار. في المقابل، ستفرج إسرائيل عن 125 أسيراً فلسطينياً محكوماً عليهم بالمؤبد، و1111 أسيراً من غزة اعتقلوا بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إضافة إلى تسليم 180 جثة من سكان غزة، على مرحلتين أيضاً. وفي اليوم العاشر ستقدم حماس قائمة كاملة تتضمن تقريراً طبياً مفصلاً عن حالة الأسرى الإسرائيليين الموجودين في غزة.
وأعلن ويتكوف، أمس الأربعاء، أنه قدم مقترحاً معدلاً يتعلق بطرح "حل شامل" للحرب على قطاع غزة المحاصر. وأعرب ويتكوف، في تصريحات من البيت الأبيض، عن تفاؤله الكبير بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار و"حل طويل الأمد وسلمي للصراع"، مشيراً إلى أن الوثيقة تُعد خطوة مهمة في هذا الاتجاه.