حليف أردوغان يدعو إلى مواجهة خطة ترامب لغزة: "كالمجنون عقب توليه مهامه"

09 فبراير 2025   |  آخر تحديث: 17:48 (توقيت القدس)
باهتشلي يلقي خطاباً خلال اجتماع لحزب الحركة القومية في أنقرة، 28 يناير 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اعتبر دولت باهتشلي، زعيم حزب الحركة القومية في تركيا، أن خطة ترامب لترحيل سكان غزة تمثل تحديًا للأمة الإسلامية وتركيا، داعيًا إلى مواجهتها ومراجعة إمكانيات ترامب العقلية والأخلاقية.

- تأتي تصريحات باهتشلي بعد اقتراح ترامب تهجير سكان غزة إلى مصر والأردن، وهو ما رفضته الدولتان، محذرًا من أن الاقتراح قد يؤدي إلى حرب إقليمية ودولية.

- انتقد مسؤولون أتراك خطة ترامب، حيث وصفها وزير الخارجية التركي بأنها "إملاء غير مقبول"، مؤكدين على حماية حقوق الفلسطينيين ورفض الخطة بشكل قاطع.

اعتبر دولت باهتشلي، زعيم حزب الحركة القومية في تركيا وحليف الرئيس رجب طيب أردوغان، اليوم الأحد، أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة، الرامية إلى ترحيل ساكنيه، هي تحدٍ للأمة الإسلامية ولتركيا، داعياً إلى مواجهتها.

باهتشلي تطرق إلى التطورات في غزة في أول تصريح مكتوب، صدر عنه بعد إجرائه قبل أيام عملاً جراحياً، بمناسبة الذكرى الـ56 لتأسيس الحزب، وكشف فيه أن علاجه وصل إلى المراحل الأخيرة في ظل تحسن في صحته. ووصف باهتشلي ترامب بسبب تصرفاته بأنه "كالمجنون عقب توليه مهامه"، وأنه يعمل على "تحريض الأزمات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية"، معتبراً أنه بحاجة إلى "مراجعة عاجلة لإمكانياته العقلية والأخلاقية".

رد فعل زعيم الحركة القومية يأتي بعد أيام من اقتراح الرئيس الأميركي خطة لتهجير سكان غزة نحو مصر والأردن، وقال إنهما سيقبلان بالأمر، رغم إعلان الدولتين رفضهما القاطع لتهجير الفلسطينيين. ويتخوف الطرفان المصري والأردني من أن تفاقم واشنطن ضغوطها عليهما للقبول بالمقترح المثير للجدل.

السياسي التركي المخضرم قال في بيانه: "أود أن أذكركم بشكل خاص بأن خطة غزو غزة وتغطيتها بسياسات مافيوية هي بمثابة قنبلة موقوتة، والقول إن إسرائيل ستستولي على غزة وتنفي الشعب المضطهد إلى بعض دول المنطقة، خاصة مصر والأردن، هو طغيان سائد للصوصية الإمبريالية، والنتيجة هي حرب قاسية ليس على الصعيد الإقليمي وحسب، بل على الصعيد الدولي حيث جرى الإعداد لهذه الحرب".

وتساءل باهتشلي: "أين ستتوقف غرفة التحكم الدموية المظلمة للاستعمار العالمي بعد مشروع غزة الرهيب؟ وأي دول سوف تصيبها، وإلى أي مدى ستكون تركيا هدفاً في هذه الهندسة المعمارية من الهمجية؟ هذه هي الأسرار المزعجة والإشكالية للغاية، لأن إخلاء غزة يعني تحدي تركيا والجغرافيا الإسلامية، والرئيس الأميركي اختار مبكراً خدمة الأهداف الصهيونية". وإزاء هذا الوضع ولمواجهته، قال باهتشلي: "في هذه الحالة وفي مواجهة العاصفة الشديدة التي يتوسع نطاق تأثيرها يوماً بعد يوم، يجب أن يسود في الداخل التركي جو من السلام والهدوء، يجب أن نقف جميعا 86 مليوناً موحدين ضد الهجمات المحتملة".

وأكمل: "مع تكثف شغف الإمبريالية، يجب على الشعب التركي أن يتخذ موقفاً ضد هذا الأمر فوراً ومن دون أي تأخير، وتجب إقامة تحالف غير مشروط من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، ورغم أن تركيا الخالية من الإرهاب تمر بمرحلة مخاض، إلا أنه بالنظر إلى حجم التهديد الذي نواجهه، يتعين على الجميع الاجتماع حول فكرة تركيا العظيمة والقوية". وشدد على أنه "ليس من الممكن تجاهل حقيقة أن الفساد الأخلاقي العالمي الذي قصف غزة سيحاول تنفيذ اللعبة نفسها في تركيا مستقبلاً، حان الوقت بالتأكيد للوحدة، والوقت لأن نكون أحياء، لأن نكون تركيا والأمة التركية معاً".

وعقب إعلان ترامب عن خطته، أصدر مسؤولون أتراك تصريحات انتقدوا فيها الخطة، حيث أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأربعاء الماضي، أن فكرة إجلاء الفلسطينيين قسراً من قطاع غزة، التي طُرحت مؤخراً، تعتبر "إملاء غير مقبول". جاء ذلك في منشور على حسابه بمنصة "إكس"، قال فيه: "الفكرة التي طُرحت مؤخراً لإجلاء الفلسطينيين قسراً من غزة هي إملاء غير مقبول، اقتراح تهجير سكان غزة مضيعة للوقت، ومن الخطأ حتى طرحه للمناقشة، ونحن ضد أي خطوة من شأنها استمرار الإبادة الجماعية والتهجير والعزلة للفلسطينيين، ونحن في تركيا سنواصل العمل بلا كلل أو ملل لحماية حقوق الفلسطينيين، كما فعلنا حتى الآن".

من ناحيته، قال رئيس البرلمان التركي نعمان قورطولموش، الأربعاء الماضي، إن خطة ترامب بشأن غزة غير مقبولة، "فالقطاع ملك للفلسطينيين وسيبقى جزءاً من فلسطين إلى يوم القيامة"، وذلك خلال مشاركته في فعالية محلية في العاصمة أنقرة.

المساهمون