استمع إلى الملخص
- ناقش الرئيس الأوكراني زيلينسكي مع الرئيس الفرنسي ماكرون دعم أوكرانيا ونشر قوات أجنبية لضمان وقف إطلاق النار، بينما رفضت روسيا الفكرة ووصفتها بأنها سابقة لأوانها.
- زار وزير الدفاع الألماني كييف لبحث تعزيز المساعدات العسكرية، مؤكدًا دعم ألمانيا وأهمية التعاون الأوروبي، بينما شنت أوكرانيا هجومًا بطائرات مسيرة وصواريخ على مناطق روسية.
حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته أمس الاثنين، من أنّ أوكرانيا ليست حالياً في موقع قوة لبدء مفاوضات سلام مع روسيا. وقال المسؤول الهولندي في كلمة أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل إنّ "أوكرانيا لم تبلغ هذه المرحلة بعد، لأنّهم (الأوكرانيين) في الوقت الراهن لا يستطيعون التفاوض من موقع قوة". وأضاف "علينا أن نبذل مزيداً من الجهود لضمان أنهم سيكونون قادرين، من خلال تغيير مسار هذا النزاع، على بلوغ موقع القوة هذا".
ومنذ وصوله إلى الأمانة العامة لحلف شمال الأطلسي في مطلع أكتوبر/تشرين الأول، يدعو روته إلى منح أوكرانيا كلّ القدرات اللازمة، خاصة العسكرية منها، لكي تكون في موقع القوة اللازم أمام روسيا في حال بدأ الطرفان مفاوضات السلام. وكان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تعهّد خلال حملته الانتخابية إنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا في غضون 24 ساعة من دخوله البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني. ومذ ذاك أعطى ترامب لنفسه مزيداً من الوقت لتحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا، لكنّ طريق المفاوضات قد يُفتح بسرعة، ولا سيّما من خلال لقاء يمكن أن يُعقد بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
والجمعة، أعلن الكرملين أنّ بوتين "منفتح على التواصل" مع ترامب دون شروط مسبقة، مرحّباً باستعداد الرئيس الأميركي المنتخب "لحلّ المشكلات من خلال الحوار". وفي كلمته في بروكسل، دعا روته النواب الأوروبيين إلى إنفاق المزيد على الدفاع في مواجهة التهديد الروسي، بما يتجاوز المستوى الحالي، بما في ذلك عبر خفض "جزء صغير" من النفقات الاجتماعية في أوروبا. وفي 2014 تعهّدت الدول الـ32 الأعضاء في حلف شمال الأطلسي بتخصيص ما لا يقلّ عن 2% من ناتجها المحلّي الإجمالي للإنفاق العسكري، لكنّ 23 دولة منها فقط حقّقت هذا الهدف في العام الماضي.
ورفض الأمين العام لحلف شمال الأطلسي تحديد حدّ أدنى جديد، لكنّه أشار إلى أنّ الحدّ الأدنى الراهن البالغ 2% "بعيد كلّ البعد عن أن يكون كافياً". وحذّر روته النواب قائلاً "نحن آمنون الآن، لكنّنا لن نكون آمنين بعد أربع أو خمس سنوات". وبنبرة ملؤها السخرية، قال روته لأعضاء البرلمان الأوروبي "بالتالي، إذا لم تفعلوا ذلك، فابدؤوا بتعلّم اللغة الروسية أو اذهبوا إلى نيوزيلندا".
زيلينسكي يناقش احتمال نشر قوات أجنبية
من جهته، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس أنه ناقش مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون دعم أوكرانيا واحتمال "نشر وحدات" من العسكريين الأجانب في البلاد، وهي فكرة طرحها حلفاء كييف في الأشهر الأخيرة. وقال زيلينسكي في خطابه اليومي على مواقع التواصل الاجتماعي "كانت المحادثة طويلة ومفصلة جداً. ناقشنا الدعم الدفاعي، وأنواعاً مختلفة من الدفاع، وحزمات أسلحة لأوكرانيا".
كذلك أكد أنهما ناقشا "الاستثمارات في شراء قذائف لأوكرانيا". وقال "ناقشنا أيضاً نشر وحدات شريكة وتدريب جيشنا". وطُرحت فكرة نشر قوات أوروبية في أوكرانيا عدة مرات في الأشهر الأخيرة على خلفية تكهنات باحتمال انعقاد محادثات سلام مستقبلية بين روسيا وأوكرانيا. ويهدف نشر هذه الوحدات إلى ضمان المحافظة على وقف إطلاق النار في حال حدوثه.
واعتبر زيلينسكي الأسبوع الماضي أن انتشار قوات غربية في أوكرانيا "هو واحد من أفضل الأدوات" لـ"إجبار روسيا على السلام". ورفضت روسيا هذه الفرضية التي أثارها الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك في منتصف ديسمبر/كانون الأول ووصفتها بأنها "سابقة لأوانها". وناقش زيلينسكي وماكرون الاثنين تدريب جنود أوكرانيين في فرنسا.
وزير الدفاع الألماني يصل إلى كييف
في الأثناء، وصل وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، إلى العاصمة كييف، اليوم الثلاثاء، لإجراء مباحثات مع الحكومة الأوكرانية، في زيارة لم تُعلَن مسبقاً لأسباب أمنية. ولدى وصوله، قال بيستوريوس، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) في كييف، إنه يريد أن يبحث خلال الزيارة تعزيز المساعدات والاطلاع على وضع الجيش.
وأضاف بيستوريوس "من المهم بالنسبة لي أن أظهر من خلال هذه الزيارة أننا نواصل دعم أوكرانيا بفاعلية." وقال بيستوريوس "إنها إشارة إلى أن ألمانيا، باعتبارها أكبر دولة عضو في حلف شمال الأطلسي في أوروبا، تدعم أوكرانيا".
وناقش بيستوريوس المساعدات الأوروبية لأوكرانيا مع نظرائه من بولندا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا في وارسو مساء أمس الاثنين. وقال وزير الدفاع الألماني، خلال وجوده في العاصمة البولندية، إنه مع التهديد بتراجع الدعم الأميركي في ظل إدارة ترامب، فإن برلين حريصة على المساعدة في قيادة الجهود الرامية إلى تعزيز صناعة الأسلحة المحلية في أوكرانيا بالتعاون مع الشركاء الأوروبيين الرئيسيين الأربعة. وقال بيستوريوس، في بولندا، "إذا كانت الأموال موجودة، وإذا كانت قدرة إنتاج الأسلحة موجودة، فإن أوكرانيا نفسها ستكون الأسرع في تزويد قواتها بالمواد والأسلحة".
أوكرانيا تشن هجوماً كبيراً
ميدانياً، قال مسؤولون ووسائل إعلام في روسيا إن أوكرانيا شنت هجوماً كبيراً بطائرات مسيّرة وصواريخ على مناطق روسية خلال الليل، مما أدى إلى إلحاق أضرار بمصنعين على الأقل وإجبار المدارس على الإغلاق في مدينة كبيرة بجنوب البلاد. وذكرت قناة "شوت" على تطبيق "تيليغرام" أن روسيا أسقطت أكثر من 200 طائرة مسيرة أوكرانية وخمسة صواريخ باليستية من طراز أتاكمز أميركية الصنع.
وقالت مدونة الحرب (تو ميجورز) "نظم العدو هجوماً مركباً هائلاً على أراضي المناطق الروسية"، فيما ذكر حاكم منطقة بريانسك في غرب روسيا ألكسندر بوجوماز أن أوكرانيا شنت هجوماً صاروخياً كبيراً، لكنه لم يذكر أنواع الصواريخ التي استخدمت.
وفي مدينة إنجلز، موطن قاعدة جوية تتمركز فيها قاذفات روسية نووية، قال حاكم منطقة ساراتوف رومان بوسارغين إن منشأة صناعية تضررت بسبب طائرة مسيّرة، لكنه لم يذكر تفاصيل. وأضاف بوسارغين أن الفصول الدراسية في مدارس ساراتوف وإنجلز ستعقد عن بعد. وذكرت هيئة مراقبة الطيران الروسية أن قيوداً فرضت على الرحلات الجوية في قازان وساراتوف وبينزا وأوليانوفسك ونيغنكامسك. وذكرت قناة "شوت" أن صفارات الإنذار دوت في مصفاة تانيكو الكبيرة في مدينة نيغنكامسك الواقعة بجمهورية تتارستان.
(فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)