حكومة جورجيا تتجه إلى إعلان حالة الطوارئ وفرض حظر التجول

10 ديسمبر 2024
واجهت الحكومة الجورجية الاحتجاجات بحملة قمع، تبليسي 9 ديسبمر 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يعتزم حزب الحلم الجورجي استخدام القوة لإنهاء التظاهرات قبل الانتخابات الرئاسية في ظل نظام برلماني جديد، مما أثار احتجاجات المعارضة التي تتهم الحزب بتزوير الانتخابات.
- تصاعدت التوترات مع إعلان الحكومة نيتها فرض الطوارئ وحظر التجوال، ورفض المحكمة الدستورية دعوى المعارضة لإعادة الانتخابات، وسط اتهامات بسرقة أصوات مؤيدي الانضمام للاتحاد الأوروبي.
- أثارت الأحداث ردود فعل دولية، حيث دعت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لمحاسبة المسؤولين عن العنف، بينما يتهم الحزب الحاكم المعارضة بتدبير ثورة قد تؤدي لحرب مع روسيا.

يعتزم حزب الحلم الجورجي الحاكم الموالي لروسيا، إنهاء حالة التظاهرات الليلية التي تشهدها جورجيا منذ إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية العامة في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وذلك باستخدام القوة المفرطة بحلول يوم 12 ديسمبر/كانون الأول، استعداداً للتصويت لمرشح الحزب للرئاسة، ميخائيل كافيلاشفيلي، وفقاً لمنصة "القناة الرئيسية" المعارضة.

ومن المقرر تنظيم الانتخابات الرئاسية في جورجيا في 14 ديسمبر الجاري، على أن تجري مراسم التنصيب في وقت لاحق من الشهر نفسه. وفي ضوء انتقال جورجيا إلى نظام الحكم البرلماني، لن يُنتخب الرئيس في اقتراع مباشر لأول مرة، بل بواسطة هيئة مكونة من 300 شخص، نصفهم من نواب البرلمان، والنصف الثاني من موفدي الأقاليم. وكان حزب الحلم الجورجي قد فاز في الانتخابات التشريعية التي جرت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقالت المنصة المعارضة اليوم الثلاثاء إن الحكومة تعتزم أيضاً إعلان حالة الطوارئ، وفرض حظر التجوال فور الانتهاء من مراسم التنصيب يوم الـ16 من الشهر الجاري، الذي من المقرر أن تنتهي فيه ولاية رئيسة البلاد الحالية الموالية للغرب، سالومي زورابشفيلي.

وكانت زورابشفيلي وممثلو أحزاب المعارضة، قد تقدموا بدعوى قضائية أمام المحكمة الدستورية لإعادة إجراء الانتخابات تحت إشراف دولي، متهمين الحزب الحاكم، بتزوير النتائج و"سرقة أصوات الجورجيين"، الذين يؤيد 80% منهم مسار الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وفقاً لاستطلاعات الرأي المحلية، غير أن المحكمة رفضت الدعوى.

الصورة
جورجيا | احتجاجات ضد الحكومة / 9 ديسمبر 2024 (العربي الجديد)
علق الجورجيون صوراً لمتظاهرين تعرضوا للتنكيل خلال قمع الحكومة التظاهرات الشعبية، تبليسي 9 ديسبمر 2024 (العربي الجديد)

وصرح رئيس المحكمة الدستورية، تيموراز توغوشي، أمس الاثنين، قائلاً: "نذكركم بأن المحكمة الدستورية في جورجيا لم تقبل الدعوى التي رفعتها الرئيسة سالومي زورابيشفيلي والأحزاب السياسية حول اعتبار انتخابات 26 أكتوبر غير دستورية".

يذكر أن العنف بين الشرطة والمتظاهرين تزايد بشكل لافت منذ إعلان رئيس الحكومة، إيراكلي كوباخيدزه، تجميد محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي حتى عام 2028، متهماً بروكسل بـ"ابتزاز" حزب الحلم الجورجي الحاكم. ووفقاً لـ"مركز العدالة الاجتماعية" فإن "أكثر من 80% من المعتقلين، البالغ عددهم 300، تعرضوا لضرب خلّف إصابات خطيرة، وتعرض عدد من الصحافيين للضرب المبرح، إذ تجاوز عدد الصحافيين المصابين 50 صحافياً".

من جهته، قرر "التحالف من أجل التغيير"، أهم ائتلافات المعارضة، تنظيم تظاهرة أمام مبنى وزارة الداخلية، في تمام الخامسة من بعد ظهر اليوم، تحت شعار: "الحرية لسجناء النظام".

وتصاعدت وتيرة التحركات وردود الفعل الغربية على تطورات الأحداث في الدولة السوفييتية السابقة، إذ نشرت سفارة الولايات المتحدة في جورجيا معلومات تفيد بأن السفير، روبن دونيجان، التقى المحامي العام للبلاد، ليفان إيوسيلياني، الاثنين، لمناقشة "ضرورة حماية حقوق الشعب الجورجي". وقالت السفارة في بيان صادر عنها: "يجب محاسبة المسؤولين عن العنف الوحشي وغير المبرر بحق المتظاهرين وممثلي وسائل الإعلام وأعضاء أحزاب المعارضة. ويجب الإفراج فوراً عن أولئك الذين مارسوا حقهم في التجمع السلمي وحرية التعبير".

مقابل هذا التحرك الدبلوماسي، كتب جو ويلسون المرشح لرئاسة لجنة الشؤون الخارجية في إدارة ترامب على منصة إكس: "تواصل حكومة جورجيا غير الشرعية حملتها الوحشية على الجورجيين. أدعو إلى فرض عقوبات فورية على بيدزينا إيفانشفيلي وحاشيته في حزب الحلم الجورجي. لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونسمح لجورجيا بالانحدار إلى الدكتاتورية ضد إرادة الشعب". وصرح وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، بالقول: "إن المشاهد المروعة للعنف تجاه المتظاهرين والصحافيين من قبل السلطات الجورجية غير مقبولة ويجب أن تتوقف". وأضاف: "في ضوء الأحداث الجارية، ستعلق المملكة المتحدة على الفور كل برامج الدعم للحكومة الجورجية، وتقيد التعاون الدفاعي، وتحد من المشاركة مع ممثلي حكومة الحلم الجورجي".

من جهته، يتهم حزب "الحلم الجورجي"، زورابشفيلي وحلفاءها في أحزاب المعارضة، بتدبير ثورة تحاكي ثورة الميدان التي شهدتها أوكرانيا في نهاية عام 2013، ضد رئيسها الموالي لروسيا، آنذاك، فيكتور يانوكوفيتش. كذلك يحذر رئيس الحزب الفخري الملياردير بيدزينا إيفانشفيلي، من أن تسلّم المعارضة لإدارة البلاد من شأنه إشعال حرب مع روسيا.

المساهمون