حكومة البيرو تنوي إعلان حالة الطوارئ وسط تصاعد الاحتجاجات
استمع إلى الملخص
- البرلمان البيروفي عزل الرئيسة دينا بولوارتي بسبب فشلها في معالجة الوضع الأمني المتدهور، وتولى رئيس البرلمان خوسيه خيري منصب الرئيس المؤقت حتى الانتخابات العامة.
- تاريخ البيرو مليء بالاضطرابات السياسية والانقلابات، حيث شهدت البلاد حكومات عسكرية ومدنية متعاقبة، مع قادة متورطين في الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان.
أعلنت الحكومة البيروفية الجديدة، أمس الخميس، عزمها على إعلان حالة الطوارئ في العاصمة ليما غداة سقوط قتيل وعشرات الجرحى في اشتباكات تخلّلت تظاهرات احتجاجية على تزايد معدلات جرائم القتل والابتزاز المنسوبة لعصابات الجريمة المنظمة. وقال رئيس الحكومة الانتقالية، إرنستو ألفاريز، للصحافيين بعد اجتماع لمجلس الوزراء "سنعلن قرار إعلان حالة الطوارئ، أقلّه في ليما الكبرى". وتشهد البيرو ازدياداً في الاحتجاجات منذ شهر.
وتظاهر آلاف الأشخاص، أول أمس الأربعاء، مجدداً في ليما وفي أريكوبيا (جنوب) وكوسكو (جنوب شرق) وبونو (جنوب شرق) احتجاجاً على التزايد غير المسبوق في جرائم القتل والابتزاز المنسوبة إلى عصابات الجريمة المنظمة. وأدّى التدهور الأمني الذي طال خصوصاً قطاع النقل، في بلد قُتل فيه ما لا يقلّ عن 47 سائق حافلة منذ يناير/كانون الثاني الماضي فضلاً عن قطاعات أخرى، إلى عزل الرئيسة دينا بولوارتي الأسبوع الماضي حيث يشغل رئيس البرلمان خوسيه خيري منصب الرئيس المؤقت للبلاد، التي تعاني عدم استقرار حكومي، حتى تموز/يوليو 2026.
وكان برلمان البيرو عزل، يوم الجمعة الماضي، رئيسة البلاد دينا بولوارتي التي رفضت المثول أمامه رغم استدعائها. وقال رئيس البرلمان خوسيه خيري في ختام جلسة قصيرة جداً "أقر عزل الرئيسة". وتولى رئيس البرلمان السلطة بالوكالة حتى موعد إجراء الانتخابات العامة. وصوتت غالبية واسعة من البرلمانيين لعزل بولوارتي من الرئاسة مع تأييد 118 عضواً من أصل 122 إجراء العزل. وكانت القوى السياسية الرئيسية في البرلمان تقدمت بخمس مذكرات لعزل الرئيسة. واحتفل أشخاص عدة بالقرار أمام البرلمان ملوحين بأعلام بيروفية ورافعين لافتات مناهضة للرئيسة البالغة من العمر 63 عاماً. وكانت بولوارتي تتعرض لانتقادات كثيرة لعجزها عن لجم الجريمة، فيما سجلت منذ بدء ولايتها في ديسمبر/ كانون الأول 2022 تظاهرات واسعة في البلاد. وألقت بولوارتي باللوم جزئيا في الوضع الراهن بالبلاد على المهاجرين المقيمين في البلاد بشكل غير قانوني.
ويذكر أن للبيرو تاريخاً طويلاً من الاضطرابات السياسية، والحكم السياسي – العسكري. فالرئيس الأسبق ألبرتو فوجيموري (قبل 30 عاماً)، نجح في الانقلاب على البرلمان، بدعم العسكر، وبقي في السلطة يحكم فردياً لسنوات عدة شهدت عمليات عنف وإرهاب. ولاحقاً، فرّ فوجيموري إلى تشيلي، خوفاً من السجن، فأعاده منها بعد جهد طويل المدعي العام (ونائب الرئيس السابق) عمر شحادة (من أصول فلسطينية) ليقضي عقوبة السجن على ما اقترفه من انتهاك لحقوق الإنسان وفساد. وفرّ خليفة فوجيموري، أليخاندرو توليدو، بدوره، إلى الولايات المتحدة، وهو طليق ترفض واشنطن تسليمه. بعده انتحر الرئيس الفاسد آلان غارسيا حين جاءت الشرطة للقبض عليه.
(فرانس برس، العربي الجديد)