استمع إلى الملخص
- تعتبر الزيارة خطوة مهمة لتحسين العلاقة بين دمشق والسويداء، في ظل الحراك المناهض والمعارض في المحافظة، حيث انتقد الشيخ الهجري الإعلان الدستوري ومؤتمر الحوار الوطني.
- يرى الخبراء أن السويداء تمتلك إمكانات مهملة بسبب المركزية، داعين لمنح المحافظ صلاحيات أوسع، مع التركيز على مكافحة بطالة الشباب وتحسين الخدمات الأساسية.
أثنى الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز حكمت الهجري على محافظ السويداء مصطفى بكور، الذي أجرى صباح اليوم الأحد جولة تهنئة بمناسبة عيد الفطر، شملت زعامات دينية بارزة في المحافظة. شملت الزيارة مشايخ العقل الثلاثة لطائفة الموحدين الدروز والبطاركة في كنيسة السويداء. واستهل بكور لقاءه الشيخ الهجري بالحديث عن الأمور المتعلقة بالشأن السوري وعلاقة السويداء بدمشق.
ووصف الشيح الهجري المحافظ بـ"مكان للثقة، وصلة الوصل بين الإدارة المركزية في دمشق ومحافظة السويداء"، مركزاً في كلمته على قضية اعتبرها محورية وهي تمكين الشباب ومنح الفرص المناسبة لهم، خاصة أصحاب الكفاءات العلمية منهم. كما أكد أهمية دور المؤسسات، وضرورة قيام المديرين الحكوميين بتذليل المعوقات لخدمة الصالح العام، مشيراً خلال حديثه إلى أهمية الرقابة المجتمعية التي تكمل عمل المؤسسات لبناء وطن قوي.
واعتبر العديد من المراقبين زيارة المحافظ ومديري الدوائر الرسمية إلى الشيخ الهجري بأنها كانت ذات طابع خاص بالظاهر، ولكنها كسر للجليد في مضمونها، خاصة عقب مواقف الشيخ الهجري من الإعلان الدستوري، وعدوها خطوة مهمة في العلاقة المباشرة بين دمشق والسويداء.
ولا تزال محافظة السويداء تشهد حراكاً مناهضاً ومعارضاً للتوجه العام للإدارة السورية الجديدة، إذ رفضت الإعلان الدستوري الناظم المرحلةَ الانتقالية، الشهر الماضي، وانتقد الشيخ الهجري مؤتمر الحوار الوطني الذي عُقد في ساعات وحمل توصيات جاهزة ومخيبة للآمال، وكذلك الإعلان الدستوري الصادر عن اللجنة ذات اللون الواحد، التي "سلّمت كل البلاد لشخص واحد بصلاحيات مطلقة تؤسّس لسلطة استبدادية جديدة". وتتأرجح محافظة السويداء، التي تضم العدد الأكبر من دروز سورية وتشتهر بتنوعها المجتمعي، بين عدة تيارات رئيسية تعكس انقسامات في الرؤى حول مستقبل سورية، بين الولاء المطلق لدمشق والمعارضة المرتبطة بالقيادة الدينية والدعوات الإصلاحية والمطالبات بالحكم الذاتي.
الخبير الاقتصادي عاطف عزام قال في حديثه لـ"العربي الجديد" إن السويداء لديها إمكانات سياحية وزراعية هائلة، لكنها تُهمَل بسبب المركزية في صنع القرار، داعياً المحافظ إلى المطالبة بصلاحيات أوسع لتنشيط الاقتصاد المحلي، بدلاً من انتظار التوجيهات من دمشق، على حد تعبيره.
أما فيما يتعلق بأهمية الزيارة فيرى الصحافي علي الحسين أن للزيارة عدة أبعاد أهمها البُعد السياسي، معتبراً أن الجولة تأتي في وقت تشهد فيه السويداء خلافات سياسية بين رافض للاندماج مع دمشق في ظل الحكومة الحالية ومؤيد له، ما يجعل الزيارة تبدو محاولات من دمشق لإرضاء الجميع. فيما يرى أن أهمية أخرى تكمن في إيصال مطالب ملحّة حول وجوب مكافحة بطالة الشباب التي تصل إلى 65% بين الخريجين، حسب إحصاءات غير رسمية.
وأردف ضمن تصريح له "هنالك خريجو جامعات كثر لكنهم لم يحصلوا على فرصة عمل. والمحافظة تفتقر لاستثمارات حقيقية في قطاعات كثيرة. والحديث عن تمكين الشباب يبقى حبراً على ورق ما لم يُترجم إلى برامج توظيف". وتحاول السلطات المحلية تدارك انهيار الخدمات كانقطاع الكهرباء 18 ساعة يومياً، والنقص الحاد في المياه، في ظل غياب الموازنات المحلية للتنمية.
من جانبه، اعتبر الناشط منيف رشيد أنه "على الرغم من الخطاب الإيجابي، فإن زيارة المحافظ لن تُحدث فرقاً ملموساً دون إطلاق صندوق تنمية محلي لدعم مشاريع الشباب، وإصلاح القضاء لمحاربة الفساد، وتحسين الخدمات الأساسية". وتساءل في حديثه مع "العربي الجديد" بخصوص ما إذا "كانت هذه الزيارة بداية لعهد جديد، أم مجرد طقس موسمي يُعاد كل عام دون نتائج؟"، على حد تعبيره.