حفل برعاية عون يغضب أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت: "رقص على الأشلاء"

حفل برعاية عون يغضب أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت: "رقص على الأشلاء" ومطالبة بـ"اعتذار علني"

21 مايو 2021
الجمعية ألغت الحفل بعد احتجاج الأهالي (تويتر)
+ الخط -

طالب أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت، اليوم الجمعة، الرئيس اللبناني ميشال عون بـ"الاعتذار العلني" لرعايته حفلاً من تنظيم جمعية "أندية الليونز الدولية" كان مُعدّاً على أرضِ المرفأ.

وقال الناطق باسم لجنة ضحايا انفجار مرفأ بيروت إبراهيم حطيط، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إنهم تبلّغوا بإلغاء الحفل، وقدّمت الجمعية اعتذارها للعوائل، "لكن تعمّدها الظهور بشكل الضحية وبأنها كانت تريد تكريم الشهداء والأحياء منهم وعوائلهم، وبأنه لم يكن راقصاً، أجبرنا على نشر فيديو يظهر حقيقة الحفل والمشاهد الراقصة، وهو ما نرفضه تماماً ولن نسمح بحصوله، سواء لهذا الحفل أو غيره".

ولفت حطيط إلى أنّ "الأهالي تبلغوا أيضاً اعتذار رئيس الجمهورية ميشال عون بطريقةٍ غير مباشرة، ولكننا لن نقبل إلا باعتذار علني بحجم الخطأ الذي ارتكبوه، وعليهم أن يعترفوا بما أقدموا عليه، ونكرر اليوم وغداً، وفي كل حين، أنه ممنوع دق مسمار واحد على مرفأ بيروت قبل جلاء الحقيقة والعدالة".

وانتشرت، قبل أيامٍ، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، صور للدعوة الرسمية من حاكم الجمعية جان كلود سعادة لحضور حفل افتتاح المؤتمر السنوي الثاني والخمسين بتاريخ الجمعة 21 مايو/ أيار الجاري في مرفأ بيروت (البوابة رقم 3)، مرفقةً برعاية رئيس الجمهورية ميشال عون، الأمر الذي أغضب أهالي الضحايا واللبنانيين عامةً، ودفع البعض منهم للنزول ليلاً إلى مكان الحفل للوقوف بوجه إقامته ومنعوا استكمال أعمال تركيب المنصة وباقي التجهيزات.

وعمدت الجمعية إلى إلغاء الحفل في المرفأ بعد ضغطٍ من جانب الأهالي، الذين عبّروا عن رفضهم التام لإقامة مناسبةٍ أشبه ما تكون بـ"الرقص على دماء وأشلاء شهدائنا"، وأجبروا على إيقاف العمل ليلاً بعد تهديد باقتحام المرفأ وتحطيم المعدات، وتنفيذهم وقفة احتجاجية صباح الخميس عند البوابة رقم 3 لإنهاء ما أسموها بـ"المهزلة".

وبرّرت الجمعية، في بيان، خطوتها بأنها "لما كانت تحضّر لأعمال مؤتمرها الثاني والخمسين، قرّرت استبدال حفل الافتتاح السنوي بلقاءٍ تضامني في مرفأ بيروت، لأنها أرادت توجيه تحية إجلال وتقدير لروح شهداء المرفأ، وبعث رسالة واضحة بأن بيروت لا تموت".

وأشارت إلى أنّ "اللقاء لم يكن حفلاً موسيقياً كما روّج له على مواقع التواصل الاجتماعي، بل هو لقاء تكريمي لشهداء المرفأ ورجال الإطفاء والدفاع المدني، وتخليداً لصمود بيروت بعد الزلزال الذي حصل في الرابع من أغسطس/ آب 2020".

ولفتت إلى أنه "بعد اللغط الذي حصل حول هذا اللقاء، وإن كان جائراً بحقنا، حيث كانت نوايانا صادقة، واحتراماً لمشاعر أهالي الشهداء والشهداء الأحياء وجميع المتضرّرين، وتفهماً لمطالبهم وتأييداً لمواقفهم بالوصول إلى الحقيقة، وكشف كل المسببين والمشاركين في هذه الجريمة، قررت جمعية أندية الليونز الدولية المنطقة 351 إلغاء هذا اللقاء".

وقدمت الجمعية اعتذارها، مبديةً تفهمها لكل من شعر بأنّ "إقامة هذا اللقاء تمسّ بمشاعره".

هذا البيان، الذي تشير فيه الجمعية إلى أنها "تعرّضت للمظلومية وفهمت خطوتها بطريقة خاطئة"، ردّ عليه أهالي الضحايا، الجمعة بالقول: "كنا قد توقعنا مسبقاً أن يعمد القيّمون على الحفل إلى التضليل وتلاوة الأكاذيب للخروج بأقلّ الخسائر الممكنة، لذلك أعددنا لهم مفاجأة مسبقة، وهي عبارة عن تصوير مقطع فيديو لإحدى البروفات على المرفأ، وتعمّدنا تأخير الردّ على بيانهم انتظاراً لظهور حاكم الجمعية جان كلود سعادة على شاشة التلفزيون عسى أن يتراجع عمّا ورد في البيان الكاذب".

وأضاف الأهالي: "إلّا أن مسلسل التضليل للرأي العام استمرّ، لذلك قرّرنا نشر الفيديو الذي يفضح كذبهم ونواياهم التي نعرف تماماً ما تبطّنه للمرحلة المقبلة، علماً أن التذرّع بتكريم الشهداء باطل، لأن لا أحد من لجان عوائل الشهداء كان على علمٍ مسبقٍ بهذا الحفل".

ولا يزال الدمار الذي خلّفه انفجار مرفأ بيروت شاهداً على الكارثة التي حلت بالعاصمة اللبنانية منذ أكثر من 8 أشهر. وأدى الانفجار الذي وقع في العنبر رقم 12، في 4 أغسطس/ آب 2020، كان يحوي نحو 2750 طناً من مادة "نترات الأمونيوم" شديدة الانفجار، إلى مقتل 200 شخص وإصابة المئات فضلاً عن دمار واسع خلّفه في المرفأ والعاصمة، في ظل أزمة اقتصادية خانقة تشهدها البلاد.

ويواصل المحقق العدلي القاضي طارق البيطار التحقيق في انفجار مرفأ بيروت بالاستماع إلى موقوفين ومدعى عليهم في الملف، وشهود يستمع إليهم للمرة الأولى، ومن المرتقب أن تبدأ معلومات جديدة بالظهور في المرحلة المقبلة، لكن حتى الساعة لم يُصَر إلى استدعاء أي شخصية توضع في خانة "الرؤوس الكبيرة".

المساهمون