حفتر يجري استعراضاً عسكرياً وسط تجاهل سياسي وإعلامي وشعبي

حفتر يجري استعراضاً عسكرياً وسط تجاهل سياسي وإعلامي وشعبي

29 مايو 2021
لم يشارك قادة ليبيا في العرض (فيسبوك)
+ الخط -

أجرى اللواء المتقاعد خليفة حفتر استعراضا مسلحا لمليشياته في قاعدة بنينا في بنغازي، بمناسبة مرور سبع سنوات على إطلاقه عملية "الكرامة"، وسط غياب وتجاهل تامّين سياسيًّا وإعلاميًّا وشعبيًّا. 

وبعد استعراضه عددا من مسلحي مليشياته وأسلحة ثقيلة ومتوسطة، بحضور لفيف من المدنيين والعسكريين، زعم حفتر قدرته على "خوض المعارك من جديد لفرض السلام بالقوة، إذا ما تمت عرقلة التسوية السلمية المتفق عليها"، لكنه استدرك بالقول "لقد آن الأوان للتصالح والتسامح لنبني معا ليبيا الجديدة، ليبيا الخير والسلام وليبيا الأمن والسلام". 

وفي محاولة لتبرير فشله في احتلال العاصمة طرابلس، قال حفتر إن قواته "كانت قريبة من تحرير العاصمة، لكن المؤتمرات الدولية التي انعقدت لاعتماد المسار السلمي، مثل مؤتمر برلين، لم يكن لها أن تنجح لولا القرار الصائب بتوجيه قواتنا نحو العاصمة طرابلس". 

ودعا حفتر "المجموعات المسلحة إلى ترك سلاحها والعودة للعمل المدني"، في إشارة إلى خصومه في غرب ليبيا، داعيا إلى ضرورة "إجراء الانتخابات في موعدها المحدد"، وختم بقوله "نقول لأعداء السلام إن عدتم عدنا".

انضم رئيس المجلس النواب عقيلة صالح إلى متجاهلي حفتر، إذ أعلن المكتب الإعلامي للمجلس النواب عن استقبال عقيلة صالح للمبعوث الأممي، يان كوبيتش

وإضافة لمفارز من القوات البرية، شاركت وحدات من الدفاع الجوي وحرس الحدود، كما شهد الاستعراض هبوط عدد من المقاتلين بالمظلات، لكن مصدرا برلمانيا من طبرق أكد لــ"العربي الجديد" أنه تم تقليص عدد ساعات العرض إلى ساعتين، بعد أن كان من المقرر أن يجرى لمدة أربعة ساعات لاستعراض أسلحة ومعدات عسكرية أخرى.

ويرجح المصدر البرلماني أن يكون وراء تقليص عدد ساعات الاستعراض وإلغاء بعض الفقراء "ضغط من بعض العواصم التي يخافها حفتر"، بحسب تعبيره. 

وأكد المصدر أن عددا من الضباط التابعين لقيادته تعمدوا عدم المشاركة في الاستعراض، مشيرا إلى أنهم قدموا حججا مختلفة؛ كالانشغال أو السفر وغيرهما، ومن بينهم اللواء عبد السلام الحاسي آمر القوات الخاصة، واللواء محمد المفنور آمر قاعدة طبرق، وفقا للمصدر. 

وفي الأثناء، وصل رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي إلى تونس في زيارة رسمية تمتد ثلاثة أيام، فيما توجه رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة إلى الجزائر برفقة وفد رسمي، في رسالة ضمنية تشير إلى تجاهلهما التام لدعوة حفتر لهما لحضور العرض العسكري. 

ساحات بنغازي خلت تماما من الأهالي، في مظهر آخر يتضمن رفضا لخطوة حفتر

وانضم رئيس المجلس النواب عقيلة صالح إلى متجاهلي حفتر، فقد أعلن المكتب الإعلامي لمجلس النواب عن استقبال عقيلة صالح المبعوث الأممي يان كوبيتش في مقر إقامته في منطقة القبة، شرق بنغازي، لــ"مناقشة المسار الانتخابي والمستجدات السياسية"، وفق بيان المكتب الإعلامي. 

ويبدو موقف قادة البلاد موحدا حيال خطوة حفتر العسكرية، فقد حمل بيان المجلس الرئاسي، الذي عبر فيه عن رفضه لــ"لأي تصرفات أحادية ذات طابع عسكري من أي طرف ومن بينها المناورات والتحركات الميدانية والاستعراضات العسكرية، توقيع نائب رئيس المجلس الرئاسي عبد الله اللافي. كذلك عبّر نائب رئيس المجلس الرئاسي موسى الكوني عن سعادته لمشاركة "الحمام" استعراضه في ميدان الشهداء بطرابلس. وقال الكوني في تغريدة على حسابه الرسمي: "أسعدني أن أشارك حمام السلام استعراضه الجميل بميدان الشهداء"، في رسالة لا تخفى دلالتها على رفضه استعراض حفتر العسكري.

وباستثناء قنوات مقربة من حفتر، لم يلق الاستعراض العسكري في بنغازي أي صدى إعلامي، فقد توجه اهتمام وسائل الإعلام الليبية لتغطية زيارات المنفي والدبيبة ولقاء عقيلة صالح بالمبعوث الأممي. 

ويؤكد الناشط السياسي من بنغازي منذر أبو شيبة، لــ"العربي الجديد"، أن ساحات بنغازي خلت تماما من الأهالي، في مظهر آخر يتضمن رفضا لخطوة حفتر، واصفا خطاب حفتر، أثناء الاستعراض، بــ"البائس"، وقال "استعراض كاستعراض مليشياته التي سينساها الناس حالما تنتهي". 

واعتبر رئيس حزب العدالة والبناء الليبي محمد صوان أن الاستعراض "بداية جديدة للتمرد وتقويض للعملية السياسية ومنع للحكومة من أداء مهامها وحشد للسلاح واستعراضات خارج إطار الشرعية المعترف بها محليا ودوليا"، مضيفا، خلال تدوينة على حسابه الرسمي في "فيسبوك": "لقد بات واضحا أنه في كل محطة تتجه فيها ليبيا للاستقرار السياسي يتحرك حفتر وداعموه لتقويض الأوضاع بالرغم من الفشل والهزائم المتكررة التي مني بها".

لكن أبو شيبة يؤكد أن حفتر يدرك تماما أنه فقد حلفاءه؛ سواء من دعمه بالمال أم بالسلاح، ويضيف: "إذا كان الرد الداخلي موحدا بهذا الشكل والقوة، فلن يجازف أي من الأطراف الخارجية لمعاودة دعمه -هذا من جانب- ومن جانب آخر، فإن المتغيرات الدولية في المنطقة لم تعد تحتمل السماح لحفتر بأي مغامرة عسكرية جديدة". 

المساهمون