حصري: ضغوط سعودية وأميركية خلف تمثيل مصر في القمة الخليجية

حصري: ضغوط سعودية وأميركية خلف تمثيل مصر في القمة الخليجية... والسيسي غاضب

05 يناير 2021
السيسي غاضب لشعوره بعدم الأخذ في الاعتبار المطالب المصرية (ميشود جايل/ Getty)
+ الخط -

أوفد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وزير خارجيته سامح شكري لتمثيل مصر في القمة الخليجية بالعلا السعودية اليوم الثلاثاء، والتي ستشهد توقيع اتفاق مبدئي لحل الأزمة بين قطر وكل من السعودية والإمارات ومصر والبحرين.

وكان "العربي الجديد" قد نشر تقريراً في الحادي والثلاثين من الشهر الماضي، نفت فيه مصادره ما نشرته وسائل إعلام خليجية ودولية عن حتمية حضور السيسي القمة الخليجية، وكشفت تفاصيل دراسة الموقف داخل النظام المصري وخلال الاتصالات مع الكويت والرياض وواشنطن.

وقالت مصادر دبلوماسية مصرية لـ"العربي الجديد" إن السيسي حسم أمره بعدم المشاركة في القمة، منذ صباح أمس الاثنين، "نظراً لعدم استجابة قطر للمطالب المصرية، التي على رأسها وقف ما تزعم القاهرة أنه هجوم إعلامي ممنهج عليها من الدوحة، ودعم لجماعة الإخوان المسلمين التي تصنفها السلطات المصرية كجماعة إرهابية محظورة".

 

وأضافت المصادر أن السيسي غاضب بشدة نظراً لشعوره بقطع السعودية شوطاً نحو المصالحة التامة مع قطر دون الأخذ في الاعتبار المطالبات المصرية، وأن إرسال ممثل لمصر كان أمراً مشكوكاً فيه حتى ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء، ولكن الضغوط السعودية والأميركية على السيسي دفعته لإرسال ممثل رفيع المستوى ليشهد توقيع الاتفاق.

وذكرت المصادر أن معظم بنود الاتفاق ستعلق على مفاوضات جديدة من المقرر إجراؤها بواسطة لجان مشتركة حول عدد من الملفات.

وشددت المصادر على أن الأولوية العاجلة المهمة بالنسبة لمصر هي المضي قدماً في عودة الرحلات الجوية المباشرة بين القاهرة والدوحة، التي أدى توقفها لخسائر كبيرة لقطاع الطيران المصري، وبعد ذلك العمل على تنشيط التعاون في بعض المجالات الاقتصادية وجذب الاستثمارات، لكن الملفات ذات الصلة بالسياسة والإعلام مرجأة لأجل غير مسمّى.

 

من جهة أخرى؛ كشفت مصادر إعلامية مصرية صدور تعليمات من المخابرات العامة لجميع وسائل الإعلام الموالية لها بشن هجوم على قطر والمصالحة قبل ساعات من عقد القمة، في إطار إعراب السيسي عن عدم رضاه عن الصيغة التي سيخرج بها الاتفاق المبدئي، والذي يحقق مكاسب أكبر لقطر. 

وفي الثامن من ديسمبر/كانون الأول المنصرم، وبعد أربعة أيام من الصمت على التصريحات السعودية والقطرية والكويتية عن تقدم المفاوضات، قالت الخارجية المصرية إنها تأمل في أن تسفر "المساعي المشكورة من دولة الكويت" عن حل شامل يعالج أسباب هذه الأزمة كافة، ويضمن الالتزام بدقة وجدية بما سيتم الاتفاق عليه، وأشادت بـ"استمرار الجهود المبذولة من أمير الكويت ودولة الكويت لرأب الصدع العربي وتسوية الأزمة الناشبة منذ عدة سنوات بين قطر ودول الرباعي العربي، وذلك في إطار الدور المعهود للكويت وحرصها الدائم على الاستقرار في المنطقة العربية"، وذكرت أنه "انطلاقاً من مسؤولياتها ووضعها، فإنها تضع دائماً في الصدارة الحفاظ على التضامن والاستقرار والأمن العربي".

وقبل هذا البيان بأيام معدودة، تلقى السيسي اتصالاً من ترامب، بالتزامن مع اتصالات واسعة شاركت فيها واشنطن لدفع عملية المصالحة لإنهاء الأزمة الخليجية، واستطلاع مدى إمكانية مشاركة مصر في المصالحة مع قطر.