حزب ميركل "المسيحي الديمقراطي" يسعى لاستعادة حضوره الشعبي

حزب ميركل "المسيحي الديمقراطي" يسعى لاستعادة حضوره الشعبي في ألمانيا

02 ديسمبر 2021
يسعى المسيحيون الديمقراطيون لتجديد حزبهم بعد خسارتهم التاريخية (جون ماكدوغال/فرانس برس)
+ الخط -

يسعى حزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، المسيحي الديمقراطي لتجديد نفسه، بعد خسارته التاريخية في الانتخابات البرلمانية العامة التي شهدتها البلاد نهاية سبتمبر/أيلول الماضي أمام الاشتراكي الديمقراطي، وبدأت الحملة الفعلية لقيادة الحزب مع بدء المرحلة التمهيدية قبل الوصول إلى انتخاب الزعيم الجديد الثالث خلال ثلاث سنوات فقط.

رأى ميرز ضرورة أن يتوافق الحزب مجددا مع المجتمع الأوسع، واعتبر بروان أن الهدف جعل مختلف أطياف المجتمع مهتمة مرة أخرى بالمسيحي الديمقراطي وأكد فيريد على ضرورة تعزيز الحوارات والنقاشات بين أجنحة الحزب. 

ويخوض غمار المنافسة كل من رئيس الكتلة الأسبق في البوندستاغ فريدريش ميرز، والمرشح للمرة الثالثة للمنصب، إلى جانب زميله مسؤول السياسة الخارجية في الحزب نوربرت روتغن، ورئيس ديوان المستشارية الحالي هيلغيه براون، ليخلف أحدهم الزعيم الحالي أرمين لاشيت.

تشابه أكثر اختلاف أقل 

ويتحدث المتقدمون الثلاثة عن " نقطة تحول" بعد حقبة ميركل، ففي مناظرة ثلاثية، جرت مساء أمس الأربعاء في برلين، شرح المتنافسون الثلاثة كيف يجب أن يمضي الحزب العريق قدماً، ورسمت أوجه التشابه أكثرمن نقاط التلاقي فيما بينهم في العديد من الملفات، مع الاختلافات في قضايا التعليم وحماية المناخ. وبرز الحديث عن أهمية تجديد حزبهم، وأنه يجب أن يتوافق مجدداً مع المجتمع الأوسع، وفق المرشح ميرز، فيما اعتبر براون، أن الهدف جعل مختلف أطياف المجتمع مهتمة مرة أخرى بالمسيحي الديمقراطي. أما روتغن، فأكد ضرورة تعزيز الحوارات والنقاشات بين أجنحة الحزب. 
وفي ما خص التعليم، ركّز روتغن على أهمية التغلب على أزمة التعليم الفيدرالية، وتوحيد الرؤى بين حكومات الولايات، ليشدد براون على أهمية الدعم المالي من أجل التقدم العلمي. وأشار ميرز إلى أهمية تعزيز إدارة التدريب المهني، مع توافق الجميع على أهمية إصلاح المعاشات التقاعدية، وأن تبقى مساهمات الضمان الاجتماعي مستقرة. 

بدت أوجه التشابه بين المتنافسين الثلاثة أكثر من نقاط الاختلاف حول العديد من الملفات

قضية حماية المناخ

لفت براون إلى أن المطلوب من المسيحي الديمقراطي أن يكون أكثر تطلعاً، والدخول في حوار مع الأجيال الشابة، بعد أن سجل الخضر والاشتراكي الديمقراطي النقاط في مسائل المناخ. وبالنسبة إليه، إن اعتماد تكنولوجيا الهيدروجين سيشكل مصدراً أساسياً إضافياً للطاقة، وبذلك تكون ألمانيا قد ابتكرت رؤية جديدة للمستقبل، بدلاً من استيراد الغاز من روسيا والنفط من الدول العربية . 
هذا الطرح لم يكن بالسيّئ بالنسبة إلى ميرز، لكنه اعتبر أنه يجب أن تكون مصادر الطاقة مستقرة وغير مكلفة في المقام الأول، وعلى ألمانيا الحد من التوجهات للتخلي بصورة شبه نهائية عن الفحم، والعمل بأنواع من محطات الطاقة المحايدة مناخياً.

يريد روتغن أن يصبح الاتحاد المسيحي الطرف الأكثر كفاءة في حماية المناخ، والذي يجمع بين اقتصاد السوق والتكنولوجيا والقبول الاجتماعي والقدرة السياسية الخارجية.

وحول الموجة الرابعة من كورونا التي تجتاح البلاد، لم يتردد المرشحون في إعلان موقف واضح بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة وبسرعة لمواجهتها، حتى إنه برز تقدم في مواقفهم، ومالت إلى احتمالات التطعيم الاجباري بعد تردد واضح بشأن هذه الفكرة، لكن مع الأخذ بالاعتبار حالات الأشخاص والأسباب الطبية.

شعبية مهددة

وعن واقع حزب ميركل، تبرز التعليقات أن المسيحي الديمقراطي يواجه أكبر التحديات في تاريخه، والمرشحون الثلاثة يمثلون الأنماط والتوجهات السياسة المختلفة داخل الحزب العريق. وهم أنفسهم يرون أن حزبهم يعيش أزمة خطيرة، وبات مهدداً بشخصيته كحزب شعبي. ولذلك، إن تحمل المسؤولية ليس مجرد واجب، بل عامل جذب كبير أيضاً، وعلى خليفة أرمين لاشيت أن يتقن المهام الصعبة في الوقت نفسه، وإن إضفاء المزيد من الثقة الجديدة بالنفس غير آمن تماماً، ولا يمنع المزيد من الانقسام، في إشارة إلى أهمية إصلاح العلاقة مع الحزب الشقيق الاجتماعي المسيحي في بافاريا. فيما أشارت "زود دويتشه تسايتونغ" إلى أن فريق القيادة وهيئة الرئاسة والمجلس التنفيذي ينبغي أن يكون أصغر سناً وأن يضم المزيد من النساء.

وكان ميرز، في حديثه أخيراً مع بيلد، قد قال: "لم نعد نمتلك قيادة الرأي حول أي موضوع، ولا حتى في السياسة الاقتصادية"، وأشار إلى غياب أعلى نسبة من الناخبين من أي فئة عمرية، أو أولئك الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً، معرباً عن قناعته بأن هذه المرة سيفوز عل منافسيه، ووعد بأن حزبه سيكون في المعارضة لأقصر وقت ممكن.

أعلن المترشحون موقفا واضحا بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة وبسرعة لمواجهة الموجة الرابعة من كورنا، مع ميلهم إلى فكرة التطعيم الاجباري بعد تردد مع الأخذ بعين الاعتبار حالات الأشخاص والأسباب الطبية

من جهته، اعتبر روتغن خلال مؤتمر صحافي في برلين، أن الحزب لا يجب أن يستمر على هذا المنوال، وأن الفكرة المسيحية الديمقراطية في هذا العصر يجب العمل عليها مع الأعضاء، لتتنافس مع الأحزاب الأخرى. فيما شدد براون، خلال إعلان ترشّحه، على ضرورة أن يتحول المسيحي الديمقراطي إلى حزب تشاركي حقيقي، وأن يكون موجوداً دائماً من أجل المواطنين والتركيز على اهتماماتهم.
ومع الظهور المشترك للمرشحين الثلاثة ضمن حملتهم الانتخابية الداخلية للحزب، تبدأ عملية استطلاع توجهات 400 ألف عضو حول الشخصية التي ستقود حزبهم مستقبلاً، واتخاذ القرار الأولي بحق المرشحين الثلاثة، لتقدم النتيجة في موعد أقصاه 17 ديسمبر/كانون الأول، وإذا ما كانت الجولة الثانية ضرورية، فستستمر حتى 12 يناير/كانون الثاني 2022، ليكون القرار النهائي خلال مؤتمر الحزب المقرر يوم 21 يناير/تموز 2022. 

المساهمون