استمع إلى الملخص
- اللقاءات كانت ودية وإيجابية، مع دعم مبدئي لعملية السلام، لكن أُثيرت مخاوف بشأن الشفافية، وتم التأكيد على الرغبة المشتركة لتحقيق التنمية والوحدة.
- زعيم حزب الحركة القومية دعا أوجلان لحل الحزب وترك السلاح، مهددًا بعمليات عسكرية شاملة إذا لم يتم التخلي عن السلاح.
أوضح حزب "ديم" الكردي في تركيا، اليوم الجمعة، أن لقاءاته مع باقي الأحزاب السياسية مؤخراً، التي تشمل مساعي دفع "حزب العمال الكردستاني" المحظور في تركيا إلى إلقاء سلاحه بعد لقاء وفد منه مع مؤسس الحزب المعتقل عبد الله أوجلان، تبعث على الأمل. وجاء ذلك في بيان صدر عن الحزب يلخص المرحلة السابقة من اللقاءات التي استمرت قرابة أسبوعين، بدأت بلقاء أوجلان في سجنه قرب إسطنبول، ومرت بلقاءات الأحزاب البرلمانية، واختتمت بلقاء زعماء سياسيين أكراد معتقلين من بينهم زعيم حزب "الشعوب الديمقراطي" السابق صلاح الدين دميرطاش.
وخلال اللقاءات السابقة حرص حزب "ديم" على عدم تقديم أي معلومات في ما يخص مضمونها وما تطرقت إليه، قبل أن يعلن اليوم في بيان: "استمرت زيارتنا ولقاءاتنا التي بدأت مع رئيس البرلمان نعمان قورطولموش، في 3 يناير/كانون الثاني الجاري، ومع رؤساء أحزاب الحركة القومية، والمستقبل، والعدالة والتنمية، والسعادة، والشعب الجمهوري، ودواء، وحزب الرفاه من جديد"، مضيفاً "بدأت هذه الحوارات والاجتماعات الموجهة نحو السلام وتبادل الأفكار، ويجري الاستمرار فيها على مستوى الحزب، والأحزاب السياسية الأخرى، ومنظمات المجتمع المدني، ونعرب عن خالص الاحترام والامتنان لجميع الأحزاب السياسية، حيث قدموا آراءهم ومقترحاتهم، وعبروا عن مخاوفهم وانتقاداتهم، بلغة بناءة للغاية".
وشدد الحزب الكردي على رغبته في تقديم مساهمة إيجابية لإيجاد حل دائم للقضية الكردية والصراع الناجم عنها، في وقت اعتبر فيه أن "التطورات في الشرق الأوسط، والبرلمان تشكلان أرضية الحل الأكثر أهمية لهذه القضية". ووصف الحزب اللقاءات التي أجراها بأنها "كانت ودية وإيجابية وواعدة، وعبر الزعماء عن دعمهم المبدئي لعملية السلام، ومع ذلك كانت هناك أيضاً مخاوف واقتراحات بشأن قضايا مختلفة تتمحور بشكل أساسي حول شفافية العملية وإجرائها داخل البرلمان".
وأوضح حزب "ديم" أنه "خلال هذه الاجتماعات تم تقديم شروحات وعروض تهدف إلى تخفيف المخاوف التي تم التعبير عنها وعلامات الاستفهام المرافقة لها"، مضيفاً أنه خلص إلى أن الانطباع هو أن "هناك رغبة وإرادة مشتركة لدى كافة الأحزاب السياسية لترك الصراع والتوتر الناجم عن القضية الكردية وراءها، والاتفاق للتغلب على هذا الصراع وتحقيق التنمية والوحدة والأخوة بين جميع العناصر العرقية والدينية والمذهبية في تركيا ما يصب في مصلحة الجميع، بالتوازي مع عملية السلام التي ينبغي أن تؤدي إلى الديمقراطية العامة وتوسيع الفضاء السياسي الديمقراطي".
وانتقد الحزب الكردي ما قال إنها شائعات تداولتها وسائل الإعلام وعمليات التحريض الحاصلة بين فترة وأخرى، معتبراً أن "إنتاج وتداول روايات ملفقة لا يمكن حتى وصفها بأنها إشاعات، بل محاولة خلق أجندات تدفع أحيانًا إلى تجاوز الحدود الأخلاقية، تعد بمثابة إثارة الحرب". وختم الحزب بيانه بالحديث بأنه سيكون هناك لقاء آخر مع أوجلان في محبسه بالفترة المقبلة من دون تحديد الموعد، أو تقديم تفاصيل إضافية، مشدداً على أنه لن يدخر أي جهد في هذه المرحلة.
عودة ملف "العمال الكردستاني"
وعاد ملف "حزب العمال الكردستاني" المصنف بقائمة التنظيمات الإرهابية بتركيا ودول غربية أخرى إلى الواجهة، بعدما شهد شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي مبادرة من زعيم حزب الحركة القومية دولت باهتشلي، وهو حليف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بمصافحة نواب حزب "ديم" الكردي، ما فتح الأبواب أمام تطبيع العلاقات بينهما، أتبعها بدعوة وجّهها إلى أوجلان لإعلان حل الحزب وترك سلاحه مقابل الاستفادة من العفو. والتقى وفد من "ديم" مع أوجلان في سجنه في 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي، قبل أن يجري الوفد سلسلة اجتماعات مع أحزاب وشخصيات سياسية تركية شملت رئيس البرلمان نعمان قورطولموش، ولأول مرة بشكل رسمي مع باهتشلي وبقية الأحزاب خلال الأسبوعين الأخيرين.
ونقلت صحيفة "حرييت" أنه في حال استجاب "حزب العمال الكردستاني" لدعوة إلقاء السلاح فإنها تشمل خروج 200 من القيادات الرفيعة في صفوفه من تركيا وسورية والعراق إلى دول ثالثة. وأوضحت الصحيفة أن السيناريو الأول في حال طرح أوجلان دعوته إلى إلقاء السلاح إلى كل من القيادة في جبال قنديل، ومنظمات الحزب في سورية متمثلة بوحدات الحماية الكردية، وذراع الحزب في أوروبا، هو خروج هذه القيادات من تركيا وسورية والعراق بعد ترك سلاحهم، من خلال إتمام ذلك مع الحكومة العراقية في العراق، والإدارة السورية الجديدة في سورية، فضلاً عن تركيا، مكتفية بالقول إتمام هذه التفاصيل تبقى أسئلة في حاجة إلى أجوبة.
وفي حال عدم إلقاء السلاح، قالت الصحيفة إن رد تركيا سيكون عبر عمليات عسكرية شاملة ضد من يرفض ذلك. وفي موازاة الحراك الحاصل وجه أردوغان رسائل تهديد متعددة إلى "حزب العمال الكردستاني"، منها كلمة له بولاية سامسون قبل أيام أفاد فيها أن هناك طريقين لا ثالث لهما: "إما أن يتخلى المسلحون الانفصاليون عن أسلحتهم في أسرع وقت ممكن أو سيتم دفنهم مع أسلحتهم، لا يوجد طريق ثالث".