حزب الله يضيء صخرة الروشة بصورة نصر الله وصفي الدين في ذكرى اغتيالهما رغم الاعتراضات

25 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 21:33 (توقيت القدس)
صورتا نصر الله وصفي الدين على صخرة الروشة في بيروت، 25 سبتمبر 2025 (رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أحيا حزب الله الذكرى السنوية لاغتيال أمينيه السابقين بإضاءة صخرة الروشة، مما أثار جدلاً واسعاً واعتبره المعارضون استفزازاً وتحدياً لقرارات الدولة.
- شهدت الفعالية توافداً كبيراً من مناصري حزب الله وحركة أمل، وشارك فيها مسؤولون رغم الخلافات الداخلية، مما زاد من حدة الجدل السياسي في لبنان.
- قاد نبيه بري اتصالات مكثفة لتجنب التوترات، وتم الاتفاق على إقامة النشاط دون إضاءة، لكن حزب الله لم يحسم قراره وسط ضغوط خارجية ومعارضة داخلية.

أحيا حزب الله مساء اليوم الخميس الذكرى السنوية الأولى لاغتيال أمينيه العامين السابقين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين أمام صخرة الروشة في بيروت وسط إجراءات أمنية مشددة، وذلك بعدما أثار الإعلان عن إضاءة المعلم السياحي بصورهما جدلاً واسعاً، وردود فعل مستنكرة من قبل معارضيه، واضعين الخطوة في الإطار الاستفزازي، والتحدّي لقرارات الدولة. وأضاء حزب الله صخرة الروشة بصورة نصر الله وصفي الدين اللذين اغتالتهما إسرائيل في 27 سبتمبر/ أيلول و3 أكتوبر/ تشرين الأول 2024 على التوالي، وذلك على الرغم من تعميم صادر عن رئيس الحكومة نواف سلام

.

ودعا التعميم إلى "الالتزام بتطبيق القوانين التي ترعى استعمال الأملاك العامة البرية والبحرية والأماكن الأثرية والسياحية والمباني الرسمية والمعالم التي تحمل رمزية وطنية جامعة، والتشدد في منع استعمالها قبل الاستحصال على التراخيص والأذونات اللازمة"، فيما سمح محافظ بيروت مروان عبود بإقامة نشاط رمزي من دون الإنارة، على أن لا يتعدى عدد المشاركين عتبة الـ500 شخص.

وقال سلام، في بيان، مساء اليوم الخميس، إنّ "ما حصل اليوم في منطقة الروشة يشكّل مخالفة صريحة لمضمون الموافقة المعطاة من قبل محافظ مدينة بيروت لمنظّمي التحرك الذي على أساسه صدر الإذن بالتجمع والذي نصّ بوضوح على عدم إنارة صخرة الروشة مطلقاً لا من البر ولا من البحر أو من الجو وعدم بث أي صور ضوئية عليها". وأضاف سلام: "عليه اتصلت بوزراء الداخلية والعدل والدفاع وطلبت منهم اتخاذ الإجراءات المناسبة بما فيه توقيف الفاعلين وإحالتهم على التحقيق لينالوا جزاءهم".

وتابع سلام: "غني عن القول إن هذا يشكل انقلاباً على الالتزامات الصريحة للجهة المنظمة وداعميها ويعتبر سقطة جديدة لها تنعكس سلباً على مصداقيتها في التعاطي مع منطق الدولة ومؤسساتها"، مشدداً على أن "هذا التصرف المستنكر لن يثنينا عن قرار إعادة بناء دولة القانون والمؤسسات، بل يزيدنا إصراراً على تحقيق هذا الواجب الوطني".

وأضاء حزب الله الصخرة بالعلم اللبناني، وصورة نصر الله إلى جانب رئيس البرلمان نبيه بري، بيد أنه كان لافتاً وضع أيضاً صورة للرئيس اللبناني الراحل رفيق الحريري ونجله رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، يتوسطهما نصر الله، وذلك في خطوة وضعت من قبل مناصري الحزب في إطار إظهار الوحدة لأبناء بيروت، علماً أنّ عناصر ينتمون إلى حزب الله كانوا اتهموا من قبل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان باغتيال الحريري في بيروت عام 2005.

وشهد الكورنيش البحري مقابل صخرة الروشة في بيروت، توافداً للآلاف من مناصري حزب الله وحركة أمل قبيل ساعات من انطلاق فعالية إضاءة صخرة الروشة، رافعين الأعلام والرايات الحزبية وصور الأمينين العامين السابقين، وذلك في وقتٍ شارك عدد كبير من الزوارق باستعراض بحري لإحياء الذكرى، على وقع أصوات الأناشيد. وشارك مسؤول "وحدة الارتباط والتنسيق" في حزب الله وفيق صفا في الفعالية، في خطوة لافتة، لا سيما بعد الأنباء التي انتشرت في الأيام الماضية حول وجود خلافات بينه وبين الأمين العام نعيم قاسم، وأفادت بوجود نية لإقالته، علماً أنّ صفا كان تعرّض لمحاولة اغتيال نفذها جيش الاحتلال في أكتوبر الماضي، عند استهدافه قلب بيروت، في منطقة النويري ورأس النبع، ما أسفر عن استشهاد ما يزيد عن 22 شخصاً.

تجمع أنصار حزب الله قرب صخرة الروشة في بيروت 25/9/2025 (رويترز)
تجمع أنصار حزب الله قرب صخرة الروشة في بيروت، 25 سبتمبر 2025 (رويترز)

وأثار إعلان حزب الله عن إضاءة صخرة الروشة بصور نصر الله وصفي الدين جدلاً كبيراً في الشارع اللبناني وداخل الأوساط السياسية التي استنفرت للوقوف بوجه هذه الخطوة ودعوة المعنيين إلى منع إقامتها، ولا سيما منها نواب بيروت، باعتبارهم إياها "استفزازية" ومن شأنها أن تخلق توترات في قلب العاصمة اللبنانية، إلى أن تطوّر الموضوع وبات بمثابة تحدٍّ بين الطرفين، الرافض والمؤيد لها.

حزب الله يضيء صخرة الروشة في بيروت في ذكرى اغتيال نصر الله وصفي الدين 25/9/2025 (رويترز)
حزب الله يضيء صخرة الروشة في بيروت في ذكرى اغتيال نصر الله وصفي الدين، 25 سبتمبر 2025 (رويترز)

وجرت في الساعات الماضية اتصالات مكثفة قادها رئيس البرلمان نبيه بري على أكثر من خطّ من أجل إيجاد مخرج يرضي جميع الأطراف ويجنّب أي توترات أو تصعيد في الشارع، وتم التوصل بحسب المعلومات إلى صيغة تقضي بإقامة النشاط من دون إضاءة الصخرة، مع عدم المسّ برمزيتها، على أن تكون أعداد المشاركين محدودة، لا تتجاوز عتبة الـ 500، وشرط أيضاً عدم قطع الطريق، وإعاقة حركة السير أمام المواطنين، وهو ما وصل إلى حزب الله أيضاً من خلال وزير الداخلية أحمد الحجار، خلال لقائه وفداً من قبله، إلا أنه بقي متحفظاً ولم يحسم قراره، خصوصاً في ظلّ دعوات مناصريه إلى الإبقاء على الفعالية، وإصرارهم على شعار "جايين نضوّيها".

وحاول "العربي الجديد" خلال النهار التواصل مع أكثر من مصدر في حزب الله، إلا أن الإجابة كانت تقتصر على أن النشاط سيُقام في موعده، وأن الإذن تم الحصول عليه من محافظ بيروت، من دون الردّ على الشق المتعلّق بإضاءة الصخرة، علماً أن قناة "المنار" التابعة لحزب الله، روّجت خلال النهار للفعالية، لكنها في الوقت نفسه حذفت منشوراتها أكثر من مرة على منصّاتها، ما أبقى الغموض سيّد المشهد، حتى اللحظات الأخيرة.

ويعتبر مؤيدو حزب الله أنّ ما تعرّض له من محاولة لمنع إقامة الفعالية يندرج في إطار الضغوط الخارجية والأهداف لضربه وإنهاء وجوده، معتبرين أن هذا المكان، هو لجميع اللبنانيين، ولا يمكن منع أحد من إقامة أي نشاط، خصوصاً أنه مرتبط بشخصية نصر الله. واستمرت دعوات المعارضين إلى الجيش اللبناني للتحرك بحزم ومنع إضاءة صخرة الروشة، حتى لحظة انطلاق الفعالية، معتبرين أنّ حزب الله يخالف ويتحدّى التعميم الذي أصدره سلام، ويتحدّى منطق الدولة، ويريد أن يظهر أنه لا يزال صاحب القرار، وليس ضعيفاً ولا مهزوماً، ضارباً عرض الحائط كل القرارات التي تصدر عن الحكومة، كما فعل إبان المقررات المرتبطة بحصر السلاح بيد الدولة.