حزب الله و"حركة أمل" يلغيان تحرّك الأربعاء إفساحاً في المجال للتوافق

25 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 17:18 (توقيت القدس)
تحركات لأنصار حزب الله وأمل في بيروت، 8 أغسطس 2025 (حسام شبارو/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- ألغى حزب الله وحركة أمل احتجاجاً كان مقرراً ضد قرارات الحكومة اللبنانية بتكليف الجيش حصر السلاح، بعد اتصالات مع رئيس البرلمان نبيه بري لتعزيز التهدئة.
- أكد المكتب العمالي في حركة أمل ووحدة النقابات في حزب الله أن تأجيل الاحتجاج يأتي من منطلق المسؤولية الوطنية، مع التركيز على انسحاب إسرائيل ووقف اعتداءاتها.
- وصف مصدر نيابي في حزب الله قرارات الحكومة بالانقلاب على خطاب الرئيس، مؤكداً عدم الاعتراف بأي قرار حكومي حول السلاح قبل انسحاب إسرائيل.

علم "العربي الجديد" أنّ حزب الله وحركة أمل قررا إلغاء التحرّك الاحتجاجي الذي كان مقرّراً بعد ظهر يوم الأربعاء المقبل، استنكاراً للقرارين الصادرين عن الحكومة اللبنانية بتاريخ 5 و7 أغسطس/آب الحالي، والداعيين إلى تكليف الحيش اللبناني وضع خطة تطبيقية لحصر السلاح قبل نهاية العام الحالي وإقرار أهداف الورقة الأميركية.

وبحسب مصادر الثنائي لـ"العربي الجديد"، فإنّ القرار اتخذ بناء على اتصالات حصلت في ساعات بعد ظهر اليوم على خطّي حزب الله ورئيس البرلمان نبيه بري من أجل إلغاء التحرّك يوم الأربعاء، وإبقاء الاحتمالات قائمة للمرحلة المقبلة، وذلك إفساحاً في المجال لتعزيز مناخات التهدئة والوصول إلى قواسم مشتركة وبانتظار ما ستؤول إليه أجواء اللقاءات التي سيجريها المسؤولون اللبنانيون غداً الثلاثاء مع الموفد الأميركي توماس برّاك.

وأشارت المصادر إلى أن "الهدف من التحرك السلمي كان الاعتراض على قرارات الحكومة، وموقف الثنائي لا يزال معارضاً لها، لكن النوايا واضحة بأن لا نية بالتصعيد، والإلغاء يأتي في هذا الإطار، فالمطلوب الوصول إلى قواسم مشتركة، وسنرى التطورات التي ستحصل في الساعات المقبلة وعلى أساسها يتم الاتفاق على الخطوات اللاحقة"، مشددة على أن "موقف الثنائي سيبقى متمسكاً بأولوية انسحاب إسرائيل من لبنان ووقف اعتداءاتها".

وفي وقت لاحق، أعلن المكتب العمالي المركزي في حركة أمل ووحدة النقابات والعمال المركزية في حزب الله، تأجيل الوقفة الاحتجاجية. وذكر في بيان أن ذلك يأتي "انطلاقاً من المسؤولية الوطنية التي تفرضها المرحلة الراهنة، وتلبيةً لتمنيات المرجعيات الوطنية الحريصة على وحدة الموقف وصون الاستقرار، وإفساحاً في المجال أمام حوارٍ معمّقٍ وبنّاءٍ حول القضايا المصيرية التي تواجه وطننا".

وأضاف البيان "إن هذا القرار، الذي ينبع من إدراكٍ عميقٍ لمقتضيات الحكمة والشجاعة، يهدف إلى تحصين الموقف الرسمي، وتثبيت السلم الأهلي، وقطع الطريق على أي محاولة لزعزعة الاستقرار". كما أكد أن "قضيتنا لم تتأجل، وعزمنا على الدفاع عن سيادة لبنان وكرامته ومقاومته وسلاحها لم يلن، وستبقى صرختنا الوطنية حاضرةً كلما اقتضت الضرورة ذلك".

وكان حزب الله وحركة أمل وجّها دعوة صباح اليوم، هي الأولى لهما، رسمياً، للتحرّك في بيروت، بعد سلسلة مسيرات نفذها مناصروهما في عددٍ من المناطق المحسوبة على الثنائي في الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع والجنوب بمبادرات وُصفت بالفردية اعتراضاً على قرارات الحكومة الأخيرة.

ونفذ الجيش اللبناني خطة أمنية واسعة للتعامل مع هذه التحركات، سواء على صعيد إقامة الحواجز، أو إقفال بعض المداخل، لمنع المحتجين من الدخول إلى مناطق تُعدّ ذات حساسية طائفية وحزبية وذلك تجنباً لأي احتكاك، مؤكداً أنه لن يسمح بأي إخلال بالأمن أو مساس بالسلم الأهلي أو قطع الطرقات أو التعدي على الأملاك العامة والخاصة.

أكد الجيش اللبناني أنه لن يسمح بأي إخلال بالأمن أو مساس بالسلم الأهلي أو قطع الطرقات أو التعدي على الأملاك العامة والخاصة

وتزامن إعلان التحرك عشية الجولة المقررة للوفد الأميركي، يتقدّمه المبعوث توماس برّاك، في بيروت غداً الثلاثاء، وسيلتقي خلالها المسؤولين اللبنانيين، والمفترض أن يأتي إليهم بالأجواء الإسرائيلية على ورقته بعد إقرار لبنان أهدافها، علماً أن عضو الكونغرس الأميركي دارين لحود لا يزال بدوره في العاصمة اللبنانية ويستكمل جولته على الأطراف السياسية، كذلك وصلت الموفدة مورغان أورتاغوس إلى بيروت بعد ظهر اليوم، مع إشادتها بالمواقف الأخيرة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول قرارات الحكومة اللبنانية.

حزب الله و"أمل".. دعوة عمّالية

وفي بيان سابق، دعا المكتب العمّالي المركزي في حركة أمل (يترأسها رئيس البرلمان نبيه بري) ووحدة النقابات والعمّال المركزية في حزب الله "عمّال لبنان ومنتجيه ونقابييه الشرفاء، إلى التجمع في الساعة الخامسة والنصف من بعد ظهر بعد غد الأربعاء في ساحة رياض الصلح (بيروت)".

وبحسب البيان، يأتي التجمع "استنكاراً للقرارين الصادرين عن الحكومة بتاريخ 5 و7 أغسطس 2025، اللذين يتعارضان مع المصلحة الوطنية العليا، ووثيقة الوفاق الوطني، وصيغة العيش المشترك، وتأكيداً لحق لبنان في الحفاظ على سيادته، وحق شعبه ومقاومته في الدفاع عن أرضه وتحريرها من الاحتلال الإسرائيلي، وإيماناً بقدسية المقاومة وسلاحها الشريف الذي يدافع عن الوطن، وحرصاً على تحصين القرار الرسمي اللبناني من أي ضغوط خارجية، وتحت شعار هيهات منا الذلة". وأضاف البيان: "لقد طال صبرنا على التحديات التي تواجه وطننا، وآن الأوان لنعبّر عن موقفنا الوطني الموحّد".

وتابع البيان: "نحن على موعد مع وقفة وطنية كبيرة، للتعبير عن رفضنا لنهج الخضوع والاستسلام، ودفاعاً عن قوة لبنان وسيادته. هذه الوقفة هي تأكيد على حقنا في الحفاظ على سلاحنا الذي أثبت قدرته على كسر شوكة الأعداء، وعلى حقنا في مقاومة العدو الإسرائيلي الذي يستبيح أرضنا، ويحتل جزءاً منها، ويقيّد حريتنا".

وأشار البيان إلى أن "وقفتنا هي أيضاً وفاء لدماء شهدائنا الأبرار، وإيماناً بما تعلمناه من الإمام المغيب السيد موسى الصدر بأن إسرائيل شرّ مطلق والتعامل معها حرام، ومن الإمام الخميني بأن إسرائيل غدة سرطانية".

ودعا العمّال إلى أن "يكون يوم الأربعاء يُخلده التاريخ في سجل نضالكم، بحضوركم وصرختكم التي تؤكد إرادة الصمود والرفض لأي خضوع"، معتبراً أن "هذه الوقفة هي تأكيد على مكانة المقاومة وسلاحها الشريف في الدفاع عن كرامة الوطن وسيادته".

مصدر نيابي في حزب الله: الحكومة اتخذت قراراً وصفناه بالانقلاب، وارتكبت خطيئة عليها التراجع عنها

وكان مصدر نيابي في حزب الله، قد قال لـ"العربي الجديد"، إن "الأمين العام نعيم قاسم قال في كلمته الأخيرة إن الصبر له حدود، وإن الحزب لم يتحرّك بعد رسمياً في الشارع، حرصاً على الاستقرار، لكن هذا الأمر لن يطول في حال لم تُقدم الحكومة على أي خطوة للتراجع عن قراراتها"، مشيراً إلى أن "التحرّك حق، وهذا لا يعني أي نية للصدام أو لتفجير الشارع، بل على العكس، فهناك معترضون على قرارات الحكومة ويريدون التعبير عن موقفهم، خصوصاً أن الوقت يمرّ والحكومة لم تقدم على أي خطوة لتصحيح قرارها".

ويشير المصدر إلى أن "الحكومة اتخذت قراراً وصفناه بالانقلاب على خطاب قسم الرئيس جوزاف عون وبيانها الوزاري، وارتكبت خطيئة عليها التراجع عنها، وذلك في وقت لا تتحرك للقيام بأي شيء في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان، فكيف يمكن تسليم السلاح الذي يُعدّ قوة بالنسبة إلى المقاومة ولبنان، بينما إسرائيل تواصل قتلها اللبنانيين وتدميرها المناطق واحتلالها أراضي لبنانية؟ وكيف لها أن تفعل ذلك وهي نفسها غير قادرة على حماية شعبها؟".

ويلفت المصدر إلى أنه "رغم كل ما فعلته الحكومة ويأتي في إطار الأجندة الأميركية، نرى كيف أن إسرائيل لا تزال تنفذ اعتداءاتها، وتريد فرض شروط تلو الشروط، وها هو الموفد الأميركي توماس برّاك يعود من جديد إلى بيروت، في محاولة لإخضاع لبنان مرة أخرى، في حين أن إسرائيل وحدها من تنتهك وتعتدي وتخرق الاتفاق الأساس الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي" (اتفاق وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب). ويشدد المصدر على أن "موقفنا بات معروفاً بأن لا نقاش بأي مسألة في ظل استمرار العدوان والاحتلال، ولا نقاش بأي قرار تصدره الحكومة ولا نعترف به أصلاً حول السلاح، قبل وقف العدوان وانسحاب إسرائيل".

يذكر أن ديوان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أفاد، اليوم، بتقدير تل أبيب جهود الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله، معربة عن استعدادها للتعاون معها ودعم جهودها، وتقليص تدريجي لقوات الاحتلال في لبنان إذا اتخذت قوات الأمن اللبنانية خطوات لنزع سلاح الحزب.