حزب الله: أميركا غسلت يديها من تعهداتها ويجب إبعاد الجيش عن الفتنة

27 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 20:36 (توقيت القدس)
المعاون السياسي للأمين العام ‏لحزب الله حسين الخليل (منصة إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أشار حسين الخليل إلى أن الإدارة الأميركية تسعى لتحويل لبنان إلى مستعمرة أميركية إسرائيلية من خلال القضاء على مقومات الصمود والدفاع، ودفعه نحو التطبيع والاستسلام.
- أكد الخليل أن الإملاءات الأميركية تهدف لنزع سلاح حزب الله كشرط للاستقرار، مشيراً إلى تناقض هذه التحركات مع الاتفاق الذي رعته أميركا وفرنسا في نوفمبر 2024.
- دعا الخليل إلى حماية الجيش اللبناني من محاولات زجه في مواجهة مع الشعب والمقاومة، محذراً من تهديدات الوفود الدولية لأمن لبنان وسيادته.

قال المعاون السياسي للأمين العام ‏لحزب الله حسين الخليل، في كلمة له مساء اليوم الأربعاء، إن الإدارة الأميركية "تريد القضاء على كلّ مقومات الصمود والدفاع التي يتمتع بها لبنان وتحويله إلى مستعمرة أميركية إسرائيلية تنحو به نحو ما يسمّى مسار التطبيع ‏والاستسلام، وصولاً إلى الاتفاقات الإبراهيمية"، معتبراً أنها من خلال تصريحات الموفد الأميركي توماس برّاك، أمس الثلاثاء، "غسلت يديها من كلّ تعهداتها السابقة"، داعياً الرئيس اللبناني جوزاف عون

إلى وضع حدٍّ لـ"الانبطاحة السياسية لقرارات الحكومة وإبعاد الجيش اللبناني عن الفتنة الداخلية".

واعتبر الخليل أن "الإدارة الأميركية استطاعت، بكل أسف، عبر سلطات الوصاية الأميركية ‏والإقليمية، والتي تتحرك في هذا البلد بالعلن والخفاء، أن تجرّ الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ القرارات الخطيئة ‏كخطوة أولى نحو مسار متكامل من الاستسلام والخضوع الكاملين"، وأضاف أن "الإملاءات الأميركية الوقحة والمهينة، والتي تمثّلت في تصريحات أعضاء الوفد الأميركي المشؤوم ‏في الإعلام وأمام المسؤولين الرسميين اللبنانيين، والهادفة إلى نزع سلاح حزب الله كمقدمة لأي أمن ‏واستقرار مزعومين، ما هي إلّا تنصُّل واضحٌ وفاضح من الاتفاق الذي رعته أميركا وفرنسا في نوفمبر/ تشرين الثاني ‏‏2024، والقاضي في بنوده الأولى والصريحة إلى وقف الأعمال العدائية، ووقف جميع الاعتداءات ‏الإسرائيلية براً وبحراً وجواً ودون أي لبس".

وشدد المعاون السياسي للأمين العام ‏لحزب الله على أن "الإدارة الأميركية التي أرسلت رسلها إلى بيروت بدءاً ‏بمورغان أورتاغوس ثم توماس برّاك بأوراقه الأولى والثانية والثالثة، ثم أتبعته بوفد موسَّع ضم أعضاءً في الكونغرس ‏والإدارة، أرادت أن تغسل يديها بالكامل من كلّ تعهداتها السابقة وضماناتها الصريحة والتزاماتها بالضغط ‏على إسرائيل لوقف اعتداءاتها اليومية والانسحاب من المناطق المحتلة من لبنان، كما جاءت متناقضة لكل ‏ما التزم به الموفدون الأميركيون إياهم مؤخراً أمام الرؤساء الثلاثة من وعود كاذبة".

ورأى الخليل أن "دفع الأميركيين باتجاه زج الجيش اللبناني الوطني للوقوف بوجه أهله وشعبه والإيقاع بينه وبين ‏المقاومة ما هو إلّا محاولة دنيئة لِهدم ركنين أساسيين في بنيان هذا البلد، وهما الجيش والمقاومة"، مشيراً إلى أن "ادعاء بعض المعنيين في البلد، وخصوصاً من هم على رأس السلطة التنفيذية، أنَّ ما يقومون به هو ‏تطبيق لاتفاق الطائف، هو خطأ فادح وشبهة كبيرة استفاقوا على استحضارها الآن"، مضيفاً: "لقد كان هذا جلياً في البيانات ‏الوزارية لكل الحكومات اللبنانية المتعاقبة بعد الطائف، وإن أخوف ما نخافهُ هو جر البلد إلى حربٍ أهلية، ‏جاء اتفاق الطائف لوأدها بعد معاناة طويلة ألمت باللبنانيين".

وختم المعاون السياسي للأمين العام ‏لحزب الله كلامه بدعوة عون إلى "العمل على وضع حدٍ لهذه الانبطاحة السياسية لقرارات الحكومة اللبنانية ‏وإبعاد المؤسسة الوطنية الشريفة، وهي الجيش اللبناني، عن الفتنة الداخلية التي تُهدد الأمن والاستقرار، كما ‏العمل على إعادة النظر بالشكل والمضمون في التعاطي مع ما يحمله الموفدون الدوليون والإقليميون من ‏توجهات تُهدد أمن البلد وسلمه الأهلي، وتنتقص من حريته وسيادته".

وكان الوفد الأميركي، الذي جال أمس الثلاثاء على المسؤولين اللبنانيين، قد طرح شروطاً إضافية على الحكومة اللبنانية بعدما كان أعلن في زيارته لبيروت، الأسبوع الماضي، أن لبنان قام بالخطوة الأولى وعلى إسرائيل أن تقوم الآن بخطوة مقابلة، لكنه عاد أمس بالتشديد على أولوية نزع سلاح حزب الله ووضع الجيش خطته في هذا الإطار والإطلاع عليها، بحيث تكون خطوة من شأنها أن تشجع إسرائيل على القيام بخطوتها والانسحاب من النقاط التي تحتلها.

وأحدثت تصريحات برّاك إرباكاً في الأوساط الرسمية اللبنانية، وامتعاضاً على خطّ رئيس البرلمان نبيه بري، الذي بحسب مصادره، عبّر عن انزعاجه من المواقف التي خرجت من قصر بعبدا، على صعيد الوفد الأميركي ككلّ، معتبراً أنّ الأميركيين تنصّلوا من وعودهم، وكان يفترض بهم أن يأتوا بجواب إسرائيلي على الورقة اللبنانية الأميركية المشتركة، خصوصاً لناحية وقف الاعتداءات الإسرائيلية وبدء الانسحاب الإسرائيلي من لبنان. ويسود الترقب في لبنان جلسة 2 سبتمبر/ أيلول المقبل لمجلس الوزراء، التي من المنتظر أن يقدم فيها الجيش اللبناني خطته التطبيقية لحصر السلاح بيد الدولة قبل نهاية العام الجاري.

المساهمون