حزب "جبهة العمل الإسلامي" الأردني يجمّد عضوية أحد رموزه عامين

حزب "جبهة العمل الإسلامي" الأردني يجمّد عضوية أحد رموزه عامين

16 مايو 2022
قرار التجميد سابقة من نوعها في حزب العمل الإسلامي (صفحة الحزب/الفيسبوك)
+ الخط -

جمّدت محكمة داخلية في مجلس شورى حزب "جبهة العمل الإسلامي" الأردني (أكبر الأحزاب الأردنية)، أمس الأحد، عضوية أمين عام الحزب الأسبق زكي بني أرشيد لمدة عامين، ما حدا بالأخير للطعن أمام المحكمة الإدارية، في سابقة من نوعها. 

وأصدر الحزب بياناً جاء فيه، أن "عقوبة التجميد للقيادي بني أرشيد، جاءت على خلفية رأيه في أول خليفة أموي وهو معاوية بن أبي سفيان، حيث وصفه بـ"الاستبداد والقتل، وشبهه بتنظيم داعش". 

وأضاف بيان الحزب أنه "في سابقة من نوعها، أقدم الأخ زكي بني أرشيد على تقديم شكوى ضد الحزب لدى محكمة البداية الحكومية بعد قرار المحاكم ‏الداخلية ‏للحزب تجميده لمدة سنتين".

كما أوضح الحزب أن قرار التجميد هو "نتيجة قيامه بالإساءة للصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان على مواقع التواصل الاجتماعي، مخالفاً ‏لرأي ‏أهل السنة والجماعة باعتبار الصحابة- رضوان الله عليهم- كلهم ثقات وعدولاً".

وتابع الحزب الأردني في بيانه: "‎حاولت قيادة الحزب خلال المرحلة السابقة إقناع الأخ زكي بالتراجع عما بدر منه من إساءة للصحابي الجليل والعدول ‏عن ‏اتهامه له بالقتل والاستبداد وتشبيهه- رضي الله عنه- بالدواعش، إلا أنه رفض".

وتابع البيان: "مما اضطر المحاكم الداخلية للحزب ونتيجة لشكوى ‏تقدم ‏بها أحد أعضاء مجلس شورى الحزب لأخذ هذا القرار بعد مرور القضية في كل مراحلها ضمن المحاكم المركزية والعليا المنتخبة ‏من ‏أعضاء مجلس الشورى للحزب والمكونة من 12 أخاً".

كما أوضح أن "القيادة التنفيذية للحزب، بما فيها الأمين العام، مراد العضايلة، ليس لها أي سلطة على السلطة القضائية للحزب وهي محاكم مستقلة ومنتخبة من ‏مجلس الشورى".

ولفت إلى أن قيادته "كانت حريصة كل الحرص على عدم التعاطي الإعلامي مع هذه القضية، حتى تم التعامل معها على ‏غير ‏حقيقتها، بحسب ما تناولته بعض وسائل الإعلام اليوم (الأحد)، ولذا اقتضى التنويه".

في المقابل، اكتفى بني أرشيد بالتعليق على القرار في تغريدة على "تويتر"، قائلاً "ﺷُﻜﺮﺍً لسيدنا ﻳﻮﺳﻒ. ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻚ ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻻ يغدر. ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮ ﻻ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺑﺎﻹﺳﺎﺀﺓ. ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻻ ﻳﺒﺼﻖ ﻓﻲ ﺑﺌﺮ ﺷﺮﺏ ﻣﻨﻪا..ﻓﻤﺎ ﺃﺟﻤﻠﻚ ﻭﺃﻧﺖَ ﺗﻘﻮﻝ: ﻣﻌﺎﺫ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻪ ﺭﺑﻲ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺜﻮﺍﻱ". 

وأضاف "ﺗﻌﻠﻤﺖُ أيضاً ﺃﻥّ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻣﻈلومين ﻛُﺜﺮا، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻋﻘﺎﺑاً ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﺭﺗﻜﺎﺑﻬﻢﺍﻟﺬﻧﺐ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻗﺪﻳﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ".  

وزكي سعد بني أرشيد المولود في الزرقاء عام 1957 من بلدة الأشرفية، في لواء الكورة شمال الأردن، حاصل على دبلوم هندسة كيميائية من كلية عمان الهندسية. 

وانتمى إلى جماعة "الإخوان المسلمين" في مرحلة مبكرة من عمره، وتدرج في صفوفها، إلى أن أصبح في عام 1999 الأمين العام الرابع لحزب "جبهة العمل الإسلامي"؛ أكبر الأحزاب السياسية في الأردن  

واعتقل في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2014، حين كان يشغل منصب نائب المراقب العام لـ"جماعة الإخوان المسلمين"، وبصفته متهماً بـ"تعكير صفو العلاقة مع دولة شقيقة هي الإمارات".

وأصدرت محكمة أمن الدولة الأردنية في 15 فبراير/شباط 2015، حكماً بالسجن لعام ونصف العام بحق بني أرشيد بسبب توجيهه انتقادات شديدة اللهجة لدولة الإمارات، لإدراجها الإخوان المسلمين على قائمة التنظيمات الإرهابية. 

وقررت المحكمة في ذلك الوقت سجن بني أرشيد بعد إدانته بتهمة "القيام بأعمال من شأنها أن تعرض المملكة لتعكير صلاتها وصفو علاقتها بدولة أجنبية". وخفضت المحكمة العقوبة من ثلاثة أعوام إلى عام ونصف، "بعد الأخذ بالأسباب المخففة التقديرية".