حزب "العدالة والتنمية" المغربي يشتكي أعمال العنف و"البلطجة"

حزب "العدالة والتنمية" المغربي يشتكي أعمال العنف و"البلطجة"

04 سبتمبر 2021
"العدالة والتنمية" يحاول تصدر الانتخابات مجدداً (فاضل سنا/ فرانس برس)
+ الخط -

عادت أعمال العنف و"البطلجة" لتلقي بظلالها مجدداً على الحملة الانتخابية الممهدة للانتخابات المحلية والجهوية والتشريعية المقررة في 8 سبتمبر/ أيلول 2021 بالمغرب، بعد تعرض حملة حزب "العدالة والتنمية"، قائد الائتلاف الحكومي، اليوم السبت، في مدينة فاس وسط البلاد لاعتداء من قبل "بلطجية".

واشتكى "العدالة والتنمية"، على لسان وكيل لائحته بدائرة فاس المدينة، الوزير السابق إدريس الأزمي، ما تعرّض له أعضاء حملته الانتخابية من اعتداء بعد "إقدام بعض البلطجية على عرقلة الحملة الانتخابية وكيل الاتهامات للمشاركين فيها وابتزازهم، فضلاً عن سرقة هواتف بعضهم".

وقال الأزمي، في مقطع فيديو، نُشر على صفحة الحزب في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إنّ هدف الاعتداء الذي وصفه بـ"الهمجي والشنيع" هو "الابتزاز"، متهماً خصوم حزبه بالوقوف وراء الاعتداء.


وعرفت الأيام الماضية أعمال عنف في العديد من الدوائر الانتخابية، كما كان الحال في ضواحي مدينة الدار البيضاء، حيث تعرض عدد من مرشحي حزب "الأصالة والمعاصرة" (معارض) للرشق بالحجارة من قبل منتمين لحملة حزب "التجمع الوطني للأحرار" (مشارك في الحكومة) الساعي إلى إطاحة الإسلاميين وقيادة الحكومة المقبلة بعد انتخابات 2021. وأثار الحادث ردود فعل رافضة ومطالبة بفتح تحقيق في الحادث من قبل قيادة "الأصالة والمعاصرة "، والتدخل فوراً لحماية مرشحي الحزب ومتابعة كل المتورطين.

ولم يكن حادث ضواحي الدار البيضاء الوحيد، بعد تسجيل حوادث مماثلة في مناطق أخرى من المملكة، إذ شهدت مدينة بني ملال (وسط المغرب) ليلة الإثنين، مواجهات دامية بين مشاركين في الحملة الانتخابية لحزبي "الأصالة والمعاصرة" و"الحركة الشعبية" (مشارك في الحكومة)، ما أدى إلى إصابة نحو 40 مشاركاً بينهم شخص أصيب بجروح خطيرة.

وتعيد أحداث العنف المسجلة إلى حدود اللحظة الحديث عمّن باتوا يُعرَفون في المغرب بـ"البلطجية"، وتُقصَد بهم مجموعة من الشباب من ذوي السوابق القضائية، الذين يلجأ عدد من المرشحين في الانتخابات إلى استئجار خدماتهم في تحركاتهم الانتخابية خاصة في الأحياء الشعبية والمناطق الريفية، إذ يوفرون لهم الحماية الجسدية خلال تنقلاتهم بين الدوائر، ويعملون على تأمين حملاتهم وعدم تعرضها لأي اختراق وتدخل من العاملين في صفوف الحملات المنافسة نظير الحصول على مقابل مالي يومي متفق عليه بين الطرفين. كما يلعب "البلطجية" دوراً في استقطاب الناخبين وتوزيع المناشر الانتخابية، وكذا العمل كوسطاء لتقديم المال إلى الناخبين أو ترهيبهم في بعض الحالات.

وتأتي الانتخابات المغربية المقررة، في 8 سبتمبر/ أيلول المقبل، في ظل سياق سياسي مختلف عن سابقاتها أبرز سماته تتمثل في وجود وضع اقتصادي واجتماعي صعب فرضه تفشي فيروس كورونا، إضافة لاستحقاقات مستقبلية تتعلق بتطبيق النموذج التنموي الجديد الذي وضعته لجنة عيّنها العاهل المغربي، الملك محمد السادس.

ويعرف النزال الانتخابي منافسة حامية بين أربعة أحزاب هي "العدالة والتنمية" الساعي إلى تصدر نتائج الانتخابات التشريعية للمرة الثالثة على التوالي، وحزب "التجمع الوطني للأحرار"، الطامح إلى قيادة الحكومة المقبلة، بالإضافة إلى حزب "الأصالة والمعاصرة " وحزب الاستقلال (أعرق الأحزاب المغربية).

المساهمون