حريق هائل في منشأة للنفط جنوبي لبنان

حريق هائل في منشأة للنفط جنوبي لبنان

بيروت
ريتا الجمّال (العربي الجديد)
ريتا الجمّال
صحافية لبنانية. مراسلة العربي الجديد في بيروت.
11 أكتوبر 2021
+ الخط -

اندلع حريقٌ هائلٌ، صباح يوم الاثنين، في خزان يحتوي على مادة البنزين داخل منشآت النفط في منطقة الزهراني جنوبي لبنان، ما استدعى تدخلاً فورياً من عناصر الدفاع المدني التي عملت ساعاتٍ على السيطرة عليه وإخماده، للحؤول دون امتداد النيران إلى الخزانات المجاورة.

وأصدر مدير منشآت النفط في الزهراني زياد الزين تقريراً أولياً بناء على طلب وزير الطاقة اللبناني وليد فياض، أشار فيه إلى أنه في "تمام الساعة السابعة والنصف، حصلَ حريقٌ أثناء عملية نقل البنزين من الخزان رقم 702 إلى الخزان 701، وكلاهما مخصّصان كخزانين وسيطين لتسليم المادة وليس للتخزين، باعتبار أننا في منشآت النفط لا نبيع البنزين إلا للجيش والقوى الأمنية، وجميع المخزون المتوفر من هذه المادة يعتبر من رصيدها".

وأضاف: "في حين أن عملية النقل لمادة البنزين تمت المباشرة بها منذ الساعة السادسة صباحاً، نتيجة إفادة رئيس دائرة الحركة والتسليم أن سقف الخزان 702 مائل ومادة البنزين ممكن أن تصبح عائمة فوق السطح، من دون أن يعني ذلك أي خطر مباشر، وتتكرر مثل هذه الحالة دورياً، وبما أنّه في الخزان 702 حوالي 500 ألف ليتر من البنزين، وإنه بعد ساعة ونصف، وبعد إتمام نقل حوالي 250 ألف لتر، حصل فجأة حريق كبير من دون توصيف لأي سبب تقني حتى الآن نتيجة قوة الحريق، وقمنا باستدعاء جميع فرق الإطفاء التي نجحت في عزل الخزان 701 عن انتقال الحريق إليه، والحدّ من احتمالات انفجار أي من الخزانين، وحالياً الوضع تحت السيطرة شبه الكاملة، ولم تقع أي إصابة أو أي جريح".

وأكد التقرير أنه "عند انتهاء العمل الميداني، سيُصار إلى تشكيل لجنة تحقيق تقني وفني وإداري لتحديد أسباب الحريق". وقال الزين من مكان الحريق إن "الصيانة مستمرة، وهي وقائية لا علاجية، والأهم أن الخزان لم ينفجر، كما أن الحريق لم ينتقل إلى الخزان الثاني، وإلا لكانت وقعت الكارثة".

وحول أسباب الحريق، قال مدير منشآت النفط: "لعل شرارة عند النقل، أو احتكاك حصل، أدت إلى احتراق الخزان، وسنجري تحقيقات لمعرفة أسباب الحريق ونظهر النتائج بكل شفافية"، مستبعداً أي أسباب أخرى أو وجود عمل مفتعل، مؤكداً أن المنشأة باتت آمنة.

من جهته، قال وزير الطاقة اللبناني، الذي أوفده رئيس الوزراء نجيب ميقاتي لمعاينة الوضع والاطلاع على الملابسات، إنّ "الصيانة ضرورية والإمكانات محدودة جداً، ومن الطبيعي أن تتهالك الأصول"، لافتاً إلى أن الكمية التي احترقت 250 ألف ليتر، معبّراً عن أسفه لهذه الخسارة في وقتٍ يعاني لبنان من أزمة محروقات، وربطاً أزمة كهرباء حادة جداً.

ويشكك اللبنانيون في إمكانية معرفة الأسباب وراء الحريق، وخصوصاً بعد انفجار مرفأ بيروت والتدخلات السياسية التي تحصل لطمس الحقيقة وإفلات المسؤولين من العقاب.

وأثار الحريق مخاوف المواطنين الذين عاد بهم المشهد إلى انفجار مرفأ بيروت، حيث سادت حالة من البلبلة والقلق من إمكان تطوّر الأحداث إلى انفجار الخزان ووقوع "مجزرة جديدة".

وعملت 15 آلية إطفاء مكتملة الطواقم من أجل السيطرة على الحريق وعزل الخزان الذي اندلعت فيه النيران، والحؤول دون امتداده إلى الخزانات المجاورة حفاظاً على السلامة العامة، وسط مخاوف كانت موجودة من انفجار الخزان.

وتمنت المديرية العامة للدفاع المدني، في بيانٍ، على المواطنين الابتعاد عن مكان الحريق إلى حين انتهاء المهمة. وأكد مدير العمليات في الدفاع المدني اللبناني جورج بو موسى لـ"العربي الجديد"، في وقتٍ سابق، أن لا إصابات نتجت عن الحريق.

من جهته، تابع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي مع المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، ومحافظ الجنوب منصور ضو، الحريق، وطلب اتخاذ كل الإجراءات اللازمة للحؤول دون امتداد النيران وعزل البقعة القريبة من مكانه. وأوعز وزير الداخلية اللبناني إلى المعنيين بتأمين المياه لصهاريج الدفاع المدني التي تعمل بجهدٍ على محاصرة النيران المندلعة.

وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" بأن النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان فتح تحقيقاً لمعرفة ملابسات الحريق.

وتتألف منشآت النفط في الزهراني من موقعين، المصب ومصفاة، ويذكر موقع وزارة الطاقة الإلكتروني أنها تعمل على أساس استيراد زيت الوقود وزيت الغاز من خلال المصب وتخزينهما في خزانات المنشآت، لتجرى بعد ذلك معالجتهما وتوزع هذه المشتقات في السوق المحلية من خلال شركات التوزيع.

وشهد لبنان في عطلة الأسبوع عتمة حادة مع توقف معمل الزهراني أول من أمس السبت، ومعمل دير عمار شمالاً يوم الجمعة قسراً عن العمل، نتيجة نفاد خزاناتهما من مادة الغاز أويل، ما أدى إلى انخفاض التغذية الإجمالية إلى ما دون 270 ميغاواط، وانعكس ذلك مباشرة على ثبات الشبكة واستقرارها وأدى إلى هبوطها بشكل كامل.

وسريعاً، تدخل الجيش اللبناني لتسليم كمية إجمالية تبلغ 6,000 كيلو ليتر مناصفة بين معملي الزهراني ودير عمار شمالاً.

ذات صلة

الصورة
بات شغوفاً بعمله (العربي الجديد)

مجتمع

أراد ابن جنوب لبنان محمد نعمان نصيف التغلب على الوجع الذي سببته قذائف وشظايا العدو الإسرائيلي على مدى أعوام طويلة فحولها إلى تحف فنية.
الصورة
أسواق إسرائيل، فرانس برس

اقتصاد

يهرع الإسرائيليون لشراء منتجات الطوارئ، على رأسها مولدات الكهرباء والمصابيح اللاسلكية والبطاريات الاحتياطية، خشية استهداف حزب الله اللبناني البنية التحية.
الصورة
خياط غزي (العربي الجديد)

مجتمع

ينشغل الخمسيني الفلسطيني سعيد اسليم بخياطة قميص على ماكينة الخياطة الخاصة به لكن بطريقة مُبتكرة، يعتمد فيها على دراجة ابنه محمد الهوائية في غزة.
الصورة
وقفة تضامن مع جنوب أفريقيا في لبنان 1 (سارة مطر)

مجتمع

على وقع هتافات مناصرة للقضية الفلسطينية ومندّدة بحرب الإبادة التي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، كانت وقفة أمام قنصلية جنوب أفريقيا في بيروت.